أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
في عمق الصحراء و وسط كثبان رملية ممتدة على آلاف الكيلومترات بمحيط سوف ولدت تجربة رائدة في الزراعة صنع ملامحها فلاحون بسطاء حوّلوا الأرض القاحلة إلى جنة و قهروا الطبيعة بوسائل بسيطة وعزيمة جبارة اقتحموا بها الأسواق العالمية و رسموا ملمحا جديدا للاقتصاد الجزائري يساعد على التخلص من التبعية للنفط والعودة للأرض.
البطاطا الجزائرية دخلت الأسواق العالمية، ولكن البداية كانت من الجنوب الكبير بخيراته وقدرة سكانه على صنع الفارق وسط ظروف صعبة، في تلك الرقعة الشاسعة لم يعد الحديث مقتصرا على حقول البترول إنما عن حقول خضراء صنعتها سواعد تؤمن بخدمة الأرض تمكنت في ظرف وجيز من صنع الفارق، في رسالة واضحة تؤكد أننا سنظل في تبعية للجنوب ولكن التبعية هذه المرة إيجابية، لأن الحقول لا تنضب طالما هناك قلوب تنبض بحب الأرض و إرادة تساعد على ترويض الطبيعة وصنع الحياة.
فبقدر غنى باطن الجنوب بالنفط فهو مشبع بمياه جوفية بدأت تؤتي أكلها ، أكثـر من 100 ألف هكتار استصلحت في وقت قياسي بوادي سوف، لتتحوّل المنطقة إلى قطب لإنتاج البطاطا و أول منتج للطماطم الشتوية، كما تشير المعطيات إلى أن القمح سيكون منتوج المستقبل بالمنطقة، وبذلك لا خوف على الأمن الغذائي ولا حتى الاقتصاد ككل في حال تم التفكير في توسيع الطموح إلى رقعة أكبر من هذا الجزء من البلاد.
من يزور بسكرة والوادي و أدرار يؤمن بأن الفلاحة مستقبل الجزائر وأن هاجس تقلبات سوق النفط لن يعني للجزائريين الكثير طالما هناك من فكروا في العودة إلى الفلاحة، لكن احتلال مناطق صحراوية لمناطق متقدمة في إنتاج الخضر وتوسع رقعة الاستصلاح يظل مهددا طالما لا يجد المنتوج وجهته الصحيحة و يرمى جزء منه في المزابل، لصعوبة تصريفه في السوق أو لانهيار الأسعار بشكل مفاجئ، فإذا كان عدد من الفلاحين وأصحاب غرف التبريد قد خاضوا تجربة اقتحام أسواق عالمية بالتعاون مع مصدرين يظل الجزء الأكبر من الإنتاج مهددا بالتلف و تحت رحمة بارونات يتحكمون في خيوط السوق ويشترون الحقول قبل أن تنضج و بأبخس الأثمان، لأنهم يملكون وسائل نقلها وتخزينها.
الدولة شرعت مؤخرا في إجراءات تسمح للفلاحين ببيع مباشر لمنتوجهم دون وسائط، وهي خطوة ضبط بدأت من ولايات شمالية و داخلية، لكن مناطق كثيرة لا تزال رهينة لعبة تجار لا يهمهم مستقبل الفلاحة أو مصير الفلاح بقدر حرصهم على السيطرة وبكل الطرق على كل ما له علاقة بقوت الجزائري، فمن غير المنطقي أن تتحول وفرة المنتوج إلى نقمة ونحن لا نتوقف عن التضرع للسماء حتى ننجو من عام جفاف، فالتحذيرات التي يطلقها فلاحون من الوادي و باتنة وبسكرة وعين الدفلى و أدرار تجعل الجزائر تعيش مفارقة غريبة في فترة يفترض أنها حساسة اقتصاديا، يوميا تنقل وسائل الإعلام تهديدات بالتوقف عن العمل الفلاحي بسبب خسائر ناجمة عن مشكل التسويق، ما يستدعي إجراءات سريعة وفعالة لسد الطريق أمام الوسطاء وتنظيم سلسلة تخزين وتسويق تحمي الفلاح والمستهلك
و الاقتصاد ككل.
النصر