الجزائر تتجه نحو نموذج اقتصادي أكثر استقلالية عن المحروقات ذكر تقرير حديث نشرته مجموعة البنك الدولي أنّ الخطوات التي تتخذها الجزائر لبناء اقتصاد...
أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال الإعلام والحرص على تكوين صحافيين واعين...
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا، على أن حل قضية الصحراء الغربية لابد أن يكون مقبولا من الطرفين،...
من المرتقب أن تشهد عدة ولايات من البلاد، تساقط أمطار تكون في بعض الأحيان رعدية ومصحوبة محليا بحبات من البرد مع هبوب رياح قوية، وذلك ابتداء من مساء اليوم...
أمام الحرب الدعائية التي يشنّها تنظيم ما يسمّى بداعش ،وبالتوازي مع عملياته الإرهابية التي تبناها في عدد من البلدان الأوروبية، قررت وسائل إعلام فرنسية، و في رد فعل أولي، عدم نشر هويات الإرهابيين المفترضين و حجب صورهم و أسمائهم الكاملة عن الرأي العام الأوروبي الذي سكنه الرعب و الخوف من تنظيم إرهابي أصبح يضرب في أي مكان و زمان على تراب القارة العجوز في تحدّ سافر للسلطات الأمنية.
المبرّر الذي تسوقه عدة وسائل إعلامية عتيدة ومن بينها يومية «لوموند» و قنوات تلفزيونية هو أنه اتضح لمهنييها و بعد مجزرة نيس الإرهابية الأسبوع الماضي، أن نشر صور الإرهابيين مرات ومرات قد يضعهم في نفس مستوى الضحايا الذين لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا مارّين من هناك وقت الحادثة الإرهابية.
و بدا لعدد من المهنيين و المسؤولين الإعلاميين أن التوقف عن النشر المفرط لصور الإرهابيين المفترضين و عن المسارعة إلى إعداد أعمال مكملة و اقتفاء أثرهم و أثر عائلاتهم، سيجنب الرأي العام انعكاسات قد تؤدى إلى الإشادة بمثل هذه المجازر و المآسي .
وسائل الإعلام الفرنسية هذه التي تتفاخر باحترافيتها، هي التي كانت تتدافع و تدفع أكثـر لمن يسرّب لها معلومة إرهابية تكسب بها المزيد من القراء و المشاهدين المرعوبين، و اليوم و لمّا أحسّت أن تنظيم داعش و غيره من التنظيمات التي تبحث عن الإثارة على التراب الفرنسي، قد استدرجتها من حيث لا تدري إلى حرب إعلامية طويلة الأمد، حيث لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يكون العمل الإرهابي هو الطبق المفضل للبلاتوهات التلفزيونية و حديث الخبراء الأمنيين الذين يبالغون في تصوير الخطر الإرهابي.
قرار وسائل إعلامية بعدم نشر صور المنفذين المفترضين لعمليات القتل الجماعي، هو قرار داخلي أملته المصلحة الوطنية لبلادهم التي أدركها مسؤولو النشر دون أن يكونوا محل ضغط من السلطات الأمنية التي تعمل على التنسيق مع وسائل الإعلام لتسيير ما بعد العمليات الإرهابية أين يصبح طلب المواطن ملحّا في معرفة الحقيقة.
الأكيد أن وسائل الإعلام ستواصل عملها الطبيعي في إخبار الناس، و لكنها ستكون أكثـر حذرا و تريثا في التعامل مع هذا الموضوع الحسّاس و الذي لا يتوقف النقاش بشأنه في قاعات التحرير الرصينة التي لا تريد السقوط في لعبة مخططي العمليات الإرهابية أو حسابات المصالح الأمنية التي تريد إدارة حرب دون صور و أسماء.
و يبدو أن وسائل الإعلام الغربية و الفرنسية على الخصوص، قد أدركت أخيرا أن عليها أيضا و مثل السلطات الأمنية لبلادها و لمّا يتعلق الأمر باللّعب على أراضيها، خوض حرب إعلامية حقيقية مع تنظيم يعمل بطاقة رهيبة و يتحكم بشكل عال في وسائل تكنولوجيا الإعلام و الاتصال الحديثة. إذ يعمل بالتوازي مع العمليات المثيرة التي ينفذها بمعدل كل شهرين أو ثلاثة، على زرع المزيد من الرعب و الخوف لدى فئات واسعة، و هو ما تتكفل به وسائل الإعلام الغربية دون أن تدري.
وسائل الإعلام الغربية و خاصة المؤثرة منها كانت و لسنوات طويلة تلعب لعبة الإرهاب الذي ضرب البلدان العربية تباعا على مدار العشرين سنة الماضية، و قد وظفت الظاهرة إعلاميا، كما وظفتها الدول الغربية التي لم يخطر ببالها أن المشاهد المرعبة التي كانت عدة بلدان عربية مسرحا لها سيتم إخراجها و تصويرها بمأساوية أكثـر و يكون وقعها أكبر، لأن الرأي العام الغربي لا يتسامح مع المسؤولين في مثل هذه المواقف.
و إذا كان المسؤولون الأمنيون و السياسيون يبحثون دوما عن أنجع السبل داخل قاعات العمليات لاتقاء المزيد من الضربات الإرهابية المثيرة على التراب الفرنسي بالخصوص، فإن وسائل الإعلام ستكتفي بمواصلة النقاش الأبدي داخل قاعات التحرير حول كيفية التعامل مع هويات و صور إرهابيين يبدو أنهم لا يقلّون احترافية و مهنية في مجال التأثير على الرأي العام و محاولة كسبه.
النصر