الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تفجّع الجزائريون و الجزائريات في الطفلة البريئة نهال التي لقيت نهاية مأساوية صدمت الآباء و الأمهات جميعا، و الذين تألّموا لحال العائلة المنكوبة و تحسّروا عل واقع الطفولة المرير الذي قد يسقط فيه أي صغير في أي منطقة، و يجده أهله في نهاية لا تقل درامية عن سابقيه من الأطفال المغدور بهم.
حادثة الطفلة نهال التي عثـر على هيكلها العظمي بإحدى غابات تيزي وزو و بغض النظر عن الظروف الحقيقية لمصيرها الأليم، تذكرنا و بكل مرارة و ألم بسلسلة من الحوادث المشابهة التي ذهب ضحيتها، خلال السنوات الأخيرة عشرات الأطفال الصغار من المخطوفين و المختفين لأسباب غامضة و مشكوك فيها ، على يد فئة جديدة من المجرمين و المنحرفين، فقدت حاسة الإحساس بالبراءة تحت تأثيرات المخدرات و الأقراص المهلوسة.
و لعل ما يحزّ في النفس هو هذه النهاية المأساوية التي يخصصها في أغلب الأحيان المجرمون لضحاياهم من الأطفال المخطوفين، إذ لم يكفهم الإعتداء عليهم و ترهيبهم و تعنيفهم، بل تبلغ بهم الجينات الإجرامية السارية في دمائهم إلى التنكيل و التمثيل بالجثث و تقطيعها في مشاهد يعجز أشهر المخرجين السينمائيين على التفكير فيها لفظاعتها.
و تحضرنا هنا حادثة اختطاف الطفلين إبراهيم و هارون منذ ثلاث سنوات على يد مجرمين من نفس الحي بالمدينة الجديدة علي منجلي، أين شهد المواطنون على مدى فظاعة و وحشية هذه الجريمة التي لازال أهل قسنطينة يتحدثون عنها إلى اليوم، خاصة في حالات مشابهة أصبحت تقع في بلادنا، و تترك كل مرة جروحا لم تندمل و آلاما قاسية، على الجسم الوطني الذي أصبح يخشى من تكرار حالات الاختطاف و الاختفاء و التي قد تصبح مع الوقت ظاهرة إجرامية تتطلب اتخاذ إجراءات جريئة لحماية الأطفال.
و يبدو أن هؤلاء المجرمين لا يختلفون كثيرا عن الإرهابيين في وحشيتهم و حقدهم على ضحاياهم و أهاليهم و انتقامهم من المجتمع الذي يعبر كل مرّة عن استنكاره و استهجانه لمحاولات المساس بأطفال صغار أو استعمالهم كرهائن للانتقام من أوليائهم أو طلب فدية في ظل الفوارق الاجتماعية التي أصبحت صارخة في السنوات الأخيرة.
ومع تكرار مثل هذه الحالات التي كنا نشاهدها في أفلام الدراما فقط ، بدأ المجتمع الجزائري و هو الذي يعرف تحولات عميقة في منظومته القيمية و الأخلاقية، يتخوف من تصاعد ظاهرة الجريمة المنظمة و اللّصوصية بمختلف أشكالها، و الأخطر من ذلك كما يتوقع خبراء أمنيون، أن تصبح هي الهاجس الذي يتهدد المجتمع الجزائري الذي بدأ يتعافى من ظاهرة الإرهاب التي أرهقته على مدار عشريتين كاملتين.
و يزداد التخوف أكثـر من جرائم من هذا النوع خاصة ضد الفئات الضعيفة من الأطفال و النساء، في مجتمع جزائري يتشكل في غالبه من الشباب و الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين، ممّا يرفع من معدلات الجريمة من هذا النوع لدى الفئات الواسعة من الشباب المراهق و التي إن لم تقع تحت تأثير التطرف الديني و محاولات التجنيد المستمر، فإنها ستسقط فريسة للعصابات التي أغرقت المدن و القرى بالمخدرات و الأقراص المهلوسة.
تجنّد المجتمع الجزائري في مثل هذه الحالات لمؤازرة العائلة المفجوعة في مدينتي تيزي وزو و وهران، و إن كان من تقاليده الراسخة في التضامن مع الفئات المتضررة تحت أي ظرف كان، فإنه سيشكل ضغطا آخر على السلطات العمومية بضرورة التعامل بما يمليه القانون من صرامة و حزم ،مع فئة إجرامية لا تستحق الشفقة و الرأفة، لتكون عبرة لغيرها.
النصر