الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
• زوار يصرون على إطعام الحيوانات وتقديم سجائر للقردة!
تشكل حديقة الحيوانات بكيسير ببلدية العوانة، مقصدا هاما بالنسبة لزوار الولاية طيلة أيام السنة، أما في فصل الصيف، فالإقبال يتضاعف للاسترخاء و الانتعاش و كذا للاستمتاع بمشاهدة أنواع عديدة من الحيوانات البرية و المناظر الطبيعية الخلابة و أصناف نادرة من النباتات و الأشجار، حيث تجاوز عدد زوار الحديقة خلال شهري جويلية و أوت 500 ألف زائر.
ك.طويل
منذ فتح أبواب الحديقة في شهر جويلية 2006 ، شهدت عدة تغيرات سواء من حيث تخصيص مرافق جديدة أو زيادة عدد الحيوانات، كما أكد مدير حديقة الحيوانات للنصر، و يشرف على تنظيمها و الحفاظ على سلامة الزوار و حتى الحيوانات، فريق عمل متكامل ، و يقدر عدد أعوان الأمن 20 عونا ، و 9عمال آخرين مختصين في رعـايـة مخـتلـف الحـيـوانـات و حـراسـتـها، و يـشـرف على رعـايـتها صحـيـا بيطريتين ، كما تلجأ إدارة الحديقة إلى توظيف عمال موسميين خلال الفترة الصيفية.
شدد المسؤول على أهمية العنصر البشري في الحفاظ على جمال الحديقة من خلال الانضباط في العمل و محاولة تفهم مختلف احتياجات و رغبات الزائرين للحديقة، خاصة من خلال محاولة تعريفهم أكثر بالحيوانات الموجودة، مفندا ما قيل حول تعرض الزوار للسرقة داخل الحديقة ، و مؤكدا بأنها لم تحدث و لم يتم الإبلاغ عن أي حالة سرقة منذ سنة 2006 ، و ما يتم تسجيله يتعلق بخلافات بيـن الـعائـلات و بـعـض الـزائـريـن، فمن الناحية الأمنية يتم التنسيق أيضا مع فرقة تابعة للدرك الوطني تقوم ببعض الدوريات داخل أرجاء الحديقة، و يزداد عدد الدوريات في الفترات التي تشهد الحديقة إقبالا كبيرا.
في ما يخص أسعار الدخول إلى الحديقة، فقد حددت ب 50 دج بالنسبة للبالغين و 20 دج للأطفال ، كما تستفيد العديد من الجمعيات من مجانية الدخول، على غرار جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقدم تخفيضات تقدر بـ 10 بالمائة للجمعيات التي تزور الحديقة في إطار رحلات ترفيهية.
توقيت فتح و إغلاق الحديقة يختلف من موسم إلى آخر، حيث يبقى وقت فتح الحديقة يوميا ابتداء من الساعة 11صباحا ، أما موعد الإغلاق ففي الساعة الخامسة شتاء، و فصل الربيع على الساعة السابعة مساء ، أما الفترة الصيفية فيتم إغلاقها في حدود الساعة 22 ليلا .
جديد الحديقة يتمثل في فتح بوابة مؤقتة كمدخل بالجهة الغربية في الفترة الصيفية، من أجل امتصاص الضغط الذي تشهده البوابة الرئيسية ، و من المحتمل أن يتم فتحها بشكل رسمي العام المقبل، مثلما قال المسؤولون.
يتوافد يوميا على الحديقة ما يعادل 15 ألف زائر، و يصل في العديد من المرات عدد الزوار إلى 19 ألف زائر، خاصة في الفترات التي يكون فيها البحر مضطربا ، هذه الأرقام دون احتساب أطفال الجمعيات التي تستفيد من مجانية الدخول، و بالنسبة لشهري جويلية و أوت من هذا العام فقد تجاوز عدد الزائرين 500 ألف زائر .
252 حيوانا من 44 نوعا و العدد مرشح للزيادة
توجهنا إلى الطبيبة البيطرية لنستفسر عن كيفية علاج و حماية الحيوانات المتواجدة بالحديقة، التي تحتوي على 44 صنفا من الحيوانات، و من طيور آكلات اللحوم و الأعشاب ، يبلغ عددها 252 حيوانا ، و قد قامت مصالح الحديقة باقتناء العديد من الأصناف، عبر مراحل، منذ سنة 2010 ، كالنمر الأسود ، و الذئب، و سيتم إثراؤها بحيوانات أخرى ، من عدة أماكن ، كحديقة الحيوانات بن عكنون بالجزائر العاصمة ، بلغراد (صربيا) ، فرنسا و دول أخرى، عملية إحضار حيوانات أخرى رافقتها عملية توسيع الأماكن المخصصة للحيوانات ، كما أن عدد الحيوانات يتضاعف كل سنة، نتيجة عملية التزاوج .
الطبية البيطرية أشارت أن لهذه الحيوانات تواريخ ميلاد محددة و مدة حياة ، و نظام غذائي يرتكز على العلف المركز و الخضروات، مثل الجزر، البطاطا، و الفواكه كالتمر، التفاح و الموز، و اللحوم بمختلف أنواعها ، إذ يتم تقديم لكل صنف من الحيوانات الأكل، حسب برنامج و توقيت محددين، و بالنسبة للنظام الصحي، يتم فحص الحيوانات بشكل مستمر ، و لكل حيوان ملفه الطبي الخاص به ، حيث يتم تلقيحه وفق برنامج وقائي لتحصينه ضد الأمراض.و قد طمأنت البيطرية في العديد من المرات الزوار الذي تعرضوا لخدوش من قبل بعض الحيوانات، بأنه لا يوجد أي خطر على صحتهم.
و لدى استفسارنا عن كيفية حدوث ذلك، شرح المدير بأن ذلك ناتج عن عدم احترام الزوار المساحة المخصصة للتواصل مع الحيوانات. و اغتنمت الفرصة الطبيبة البيطرية لتدعو الزوار إلى عدم تقديم أي مادة غذائية للحيوانات، فذلك من الممكن أن يسبب لها أمراض و أعراض غير مرغوب فيها ، و هذا ما أجمع عليه كافة العاملين بالحديقة، كما دعت البيطرية إلى عدم رمي القاذورات داخل أماكن تواجد الحيوانات ، و احترام شروط النظافة و عدم رمي بقايا الطعام على الأرض. فبالرغم من تعليق لافتات تمنع الرمي العشوائي للأوساخ، إلا أن هذه التصرفات تتكرر بشكل يومي.
و قد أشار أحد العمال إلى تصرفات غريبة يقوم بها بعض الزوار، على غرار تقديم سجائر للقردة ، كما قال أحد أعوان الأمن بأن فقدان الأطفال داخل الحديقة ، ظاهرة منتشرة، ففي كل مرة تأتي عائلة للبحث عن أحد أطفالها لأنه توارى عن الأنظار لتجده بعد رحلة بحث مضنية يشارك فيها أعوان الأمن، يشاهد بعض الألعاب أو بجوار حيوانه المفضل، و قد شدد مدير الحديقة بهذا الخصوص بأنه لم يتم تسجيل أي حالة اختطاف أو فقدان طفل داخل الحديقة.
قصة حب بين الفيلة أميرة والعامل أحمد
و قد كشف لنا مدير الحديقة و الطبيبة البيطرية بأن هناك علاقات حب و صداقة تربط بين الحيوانات و العمال المشرفين عليهم ، فالقردة ترفض الاقتراب من أي عامل يقدم لها الأكل، ماعدا أحد العمال الذي تعلقت به و تأكل من يديه ، وقد أكد لنا أحمد، عامل بالحديقة ، و بشهادة رفاقه، بأن علاقة صداقة تربطه بأنثى الفيل "أميرة "، فهي قريبة منه لدرجة كبيرة، حيث تأكل من يديه و تدعه يمتطيها و يشرف على استحمامها، فهي تتعرف عليه و لو كان موجودا بين الجمهور. ما جعل إدارة الحديقة تعتمد على أحمد في نقل الفيلة.
علاقات الصداقة وصلت إلى أحد الزائرين و الدببة، فالشاب هشام عندما يزور الحديقة من حين إلى آخر يحضر التفاح للدببة، وعندما تراه الدببة تركض للقائه حتى و إن غاب مدة طويلة، و تميزه بين الجمهور الحاضر.
الحياة البرية تلتقي بالحياة البحرية في متحف الحديقة
على بعد أمتار من إدارة الحديقة ، و بالجهة الغربية منها ، اجتمعت الحياة البرية و البحرية في متحف للحيوانات المحنطة و الأدوات التقليدية، حيث يضم المتحف عددا كبيرا من الحيوانات التي أصبحت شبه منقرضة، مثل أسد الأطلس ، ابن آوى و الوشق ، بالإضافة إلى الطيور كالصقر الأوروبي. و من بينها حيوانات تجاوزت مدة تحنيطها 20عاما.
أما القسم البحري بالمتحف، فيتألف من مجموعة من الأسماك زينت الحوض الموجودة به و الذي تجاوز طوله 5 أمتار ، و يستقطب العديد من الزوار لالتقاط صور تذكارية ، كما توجد مجموعة من العلب تضم أسماكا محنطة ، عن ذلك أخبرتنا إحدى إطارات الحظيرة الوطنية بتازة، بأن جل الحيوانات الموجودة يتم استقدامها بعد الحصول عليها ميتة قبل أن تتعفن، أو من البياطرة بالنسبة للحيوانات المريضة، و التي لا يبقى لها الكثير للعيش ، حيث يتم تحنيطها على مستوى مركز بزرالدة.
المتحف يعتبر الوجهة المفضلة للزوار في الفترة الليلية، و أثناء تواجدنا بالمتحف، تحدثنا إلى إحدى العائلات من ولاية جيجل ، فأخبرنا الوالد بأنه يزور المتحف رفقة أفراد عائلته في كل مرة يأتي فيها إلى الحديقة، معتبرا بأن الحيوانات الموجودة هناك تحف فعلية توثق لعالم الحيوانات البرية و البحرية ، و ربما في القريب العاجل سيكون أغلبها في طور الانقراض.
خرجنا من المتحف لنواصل جولتنا بأرجاء الحديقة ، أين لاحظنا العدد الهائل من الزوار ، من عائلات و جمعيات ، متجمعين أمام أقفاص و أماكن تواجد الحيوانات ، و بجانب قفص كل حيوان لافتة تعريفية به تضم اسمه، الفصيلة، و مكان تواجده الأصلي، و نظامه الغذائي. و تشهد الأحصنة ، الفيلة ، الأسود و القردة، إقبالا كبيرا من قبل الزائـريـن ، اقتربنا من عائلة، فأخبرتنا بأنها قدمت من ولاية باتنة لقضاء العطلة الصيفية لأول مرة بجيجل، و قد وضعت ضمن أولوياتها زيارة مختلف الشواطئ ، ثم زيارة حديقة الحيوانات لأن شهرتها وصلت إلى ولاية باتنة ، و تعتبر الوجهة المفضلة لأغلب الباتنيين، أما عائلة من بسكرة فأخبرتنا بأن إلحاح أولادها دفعها لزيارة الحديقة لمشاهدة الحيوانات عن قرب و التعرف عليها، أما رب عائلة من الأغواط، فأكد بأنه يزور للحديقة في كل مرة يحل بالولاية، و يرى بأن أسعار تذاكر الدخول في متناول الجميع ، و حتى أسعار المأكولات تعتبر منخفضة، مقارنة بما يتم بيعه خارج الحديقة، حسبه.
تضم الحديقة مجموعة من المرافق الخدماتية ، حيث يوجد بها مطعمان و محل للوجبات السريعة ، و تضم كذلك أربعة أماكن لبيع المنتجات التقليدية و الحرفية ، بالإضافة إلى مصلى ، و فضائين للألعاب و التسلية. و قد لاحظنا الإقبال الكبير من قبل الزوار على الخدمات السالفة الذكر، فهناك من استحسن أسعار بيع المأكولات و المشروبات، و هناك من اعتبرها مرتفعة ، حيث أخبرنا أحد الباعة بأن أسعار الوجبات تتراوح بين 150 إلى 450 دج للسندويتش، حسب نوعيته، أما الأطباق فتتجاوز أسعارها 250 دج و تختلف من طبق إلى آخر.
و ما يلاحظ أثناء تجوالك بالحديقة هو افتراش الزوار للبساط الأخضر للحديقة، هناك من جلس لتناول وجبة ، و من جعله مكانا لأخذ قسط من الراحة. و توجد بالحديقة مجموعة من الطاولات الخشبية و التي وجدناها ممتلئة بالعائلات ، اقتربنا من عائلة فأخبرتنا الأم بأنها أعدت الطعام في المنزل و قامت بحفظه في علب صحية خاصة ، لإرضاء زوجها الذي يحرص على أن يأكل أولاده طعاما صحيا، خاصة في الفضاءات الواسعة خارج المنزل، أما الأطفال فجعلوا من الحلويات وجبتهم المفضلة، فجل الأطفال الذي لمحناهم هناك كانوا يحملون مختلف الحلويات التي لم تفارقهم حتى على طاولة الغداء.
معرض للكتب و آخر للصناعات التقليدية
الزائر للحديقة يجد أيضا معرضا للكتاب يحتوي على أزيد من 3 آلاف عنوان ، و قـد اعـتبـر زوار المعرض بأن الأسعار منخفضة بالنسبة لبعض العناوين ، أما البعض الآخر فأسعاره تقارب الأسعار الموجودة في فضاءات بيع الكتب الأخرى، و غير بعيد أقيمت خيمة لبيع الزيوت الطبيعية تابعة لإحدى المؤسسات الخاصة بالميلية و قد أشار مسير المؤسسة بأنه لأول مرة يتم تقديم معرض من هذا النوع للتعريف بقيمة الزيوت الطبيعة المحلية، كزيت "الضرو"، زيت "العروس" ، و زيت الزيتون المحلي، إذ يعـتبـر هـذا الفـضـاء فـرصة للتعـرف أكثر عـلى الزيت الجيجلي و تذوقه، بالإضافة إلى إمكانية اقتنائه، و من ناحية الإقبال أوضح المسير، بأن هناك بعض العائلات أو الأشخاص يتخوفون في بداية الأمر من الزيوت، ثم يستفسرون عن فائدة كل نوع من الناحية الصحية و حتى الغذائية.
بعد ذلك توجهنا إلى أحد الأكشاك لبيع المنتجات التقليدية و الحرفية ، و هناك التقينا بصاحبه خليفة و هو شاب معاق حركيا، فقال لنا بأن 70 بالمائة من المنتجات المعروضة هناك للبيع، يقوم هو بصنعها رفقة العاملين معه في المحل الذي استأجره لهذا الغرض و تحمل بصمات خاصة بمنطقة جيجل.
و أثناء مغادرتنا للحديقة ،لاحظنا تواصل توافد الزوار ، بالإضافة إلى امتلاء حظيرة السيارات عن آخرها.