الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
اختتم، أمس، موسم الاصطياف بعنابة وسط ارتياح كبير للمصطافين و زوار الولاية، و قد سيطرت مصالح الدرك الوطني على الجانب الأمني بالشواطئ، من خلال التعداد البشري المخصص في إطار المخطط الأزرق لهذه السنة، و كذا الانتشار الجيد لعناصرها في الميدان، موازاة مع تقليص مساحات استغلال مستأجري الشمسيات بالشواطئ، بهدف القضاء على مظاهر ابتزاز السياح بهذه المدينة الجميلة التي تعتبر مقصدا لمصطافي الولايات الشرقية، و هو ما وقفنا عليه من خلال هذا الروبورتاج الذي أجريناه برفقة مصالح الدرك الوطني.
روبورتاج: خالد ضرباني
قبل مباشرة خرجتنا مع رجال الدرك الوطني نحو الشواطئ للاطلاع على مهام و ظروف العمل و نوعية القضايا المعالجة و كذا مدى تجاوب المصطافين، قصدنا مقر المجموعة الإقليمية الواقعة بوسط مدينة عنابة، و هناك قُدّمت لنا تسهيلات من طرف القيادة، للحصول على معلومات أولية قبل مباشرة العمل الميداني، حيث استقبلنا كل من الرائد عز الدين عيلان رئيس مكتب الأمن العمومي، و الملازم الأول عايب رشيدة رئيسة مصلحة خلية الاتصال و العلاقات العامة بمقر المجموعة.
قرابة ألف دركي أمّنوا شواطئ عنابة
أكد لنا الرائد عيلان بخصوص التحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف لهذه السنة، أن المجموعة الإقليمية و ككل سنة، قامت بإعداد الترتيبات الخاصة قبل انطلاق موسم الاصطياف بداية من أوائل شهر جوان الماضي و إلى غاية 31 أوت، حيث تم تخصيص 850 عنصرا كتعداد عضوي خاص بالمجموعة، في إطار ما يسمى بـ «مخطط دلفين» المنتظم كل سنة عبر مختلف شواطئ الجمهورية، و المتعلق بزيادة عدد الفرق و العناصر و التشكيلات لحماية المصطافين و محاربة الجريمة بكل أنواعها، عبر المحاور الأساسية و الشواطئ المحروسة التي تعرف إقبالا كبيرا، كما تمت الاستعانة بأفراد جدد في إطار الدعم، حيث تم إرسال 160 دركيا من مختلف الوحدات الشرقية نحو عنابة، وصل تعدادهم إلى 161 عنصرا، و هو ما يعني أن العدد الذي خصص هذا العام لحراسة الشواطئ و حماية المواطنين، يقدر بـ 981 عنصرا وُزعوا على كافة النقاط و المحاور الأساسية بالمدينة و ضواحيها.
و قال الرائد عيلان، أنه إضافة إلى الإمكانيات البشرية المُسخّرة، هناك وسائل عملية و ميدانية أخرى تمت الاستعانة بها لتمكين الدركي من أداء مهامه على أكمل وجه و باحترافية عالية، حيث ذكر محدثنا، أنه تم تخصيص 126 مركبة و 130 دراجة نارية، إضافة إلى الثنائيات السينوتقنية التي يقصد بها الكلاب المدربة المرفوقة بأصحابها من رجال السلاح، و التي وصل عددها إلى 7 كلاب مختصة في عمليات الشم و تتبع آثار الممنوعات و الأشخاص، و هو ما يعكس الأهمية البالغة التي توليها المصالح المعنية لتأمين الشواطئ، و أوضح رئيس مكتب الأمن العمومي أن التعداد المخصص لهذا الموسم تم توزيعه على مستوى 15 شاطئا محروسا من اختصاص الدرك الوطني، 8 منها نصف دائمة، أي تتواجد بها الفرق المعنية ابتداء من الثامنة صباحا و إلى غاية الثامنة مساء لمدة 12 ساعة كاملة، و 7 شواطئ أخرى دائمة تتمركز بها قوات الدرك لـ 24 على 24 ساعة.
مدخل واحد للقوارب و «الجاتسكي» لترصد المخالفين
بداية خرجتنا الميدانية كانت حوالي الساعة الواحدة و النصف بعد الزوال، انطلاقا من مقر المجموعة بحي حطاب المتواجد بوسط المدينة، و في طريقنا إلى شواطئ الواجهة البحرية لعنابة، كنا مرفوقين بمركبة للدرك الوطني على متنها الضابطين الرائد عز الدين عيلان و الملازم الأول عايب رشيدة، اللذين أصرا على تنظيم خرجة ميدانية لمرافقتنا رغم عدم إدراجها ضمن المهمات الرسمية في ذلك اليوم، و مرورا عبر المحاور الأساسية للطرقات المؤدية إلى الشواطئ سجلنا حضورا مكثفا لعناصر الدرك، من خلال الحواجز و نقاط المراقبة و المراكز المؤقتة و الدائمة على طول الشريط الساحلي للمدينة و المعني بتأمينه من طرف الدرك الوطني، نظرا لتواجده خارج النسيج العمراني، فيما كانت دوريات أخرى راكبة تجوب الطرقات و المناطق القريبة من الشواطئ في إطار العمل الروتيني و التنسيق مع أفراد الدرك المتواجدين بالنقاط الثابتة في الميدان، كما لمسنا جاهزية تامة على مستوى كل النقاط و يقظة حذرة و تحكما جيدا في الجانب الأمني بهذه المدينة التي يقصدها الآلاف من المصطافين يوميا.
و جهتنا كانت نحو شاطئ الخروبة الذي يبعد بكيلومترات قليلة عن وسط المدينة، عند وصولنا لفت انتباهنا مركز جديد للدرك الوطني أخبرنا الرائد أنه دُشّن يوم 28 ماي الماضي في إطار التحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف، و لتقريب الأمن من المواطن من خلال تعزيز التواجد الدائم بأماكن الاصطياف و تواجد المواطنين، و هو المركز الذي حضينا بزيارته للاطلاع على مدى توفر وسائل و هياكل العمل، حيث تم إنجازه بمواصفات حديثة و وفقا لمتطلبات راحة رجال الدرك الوطني، بتجهيزه بكامل الوسائل و الأماكن الخاصة بالاستقبال و الاستجواب و مراقبة كل التحركات من سطح المبنى المخصص للرصد عن طريق استعمال المنظار، و الذي يتم الاستعانة به حتى لإخطار الحماية المدنية المتواجدين بالشاطئ عن حالات الغرق، نظرا لوقوعه بمكان يسمح بالرؤية من الأعلى.
و بعد دخولنا إلى الشاطئ، لاحظنا تواجد العشرات من القوارب و الدراجات المائية «الجات سكي» في مرفأ صغير، يبعد بعدة أمتار عن الأماكن التي كان يسبح فيها المصطافون، لتبين بعد تعمقنا في الحديث مع مصالح الدرك، أن المرفأ الصغير الذي يضم حوالي 250 مركبة مائية، أنشئ خصيصا لركن قوارب النزهة و الجات سكي من طرف أصحابها الشرعيين، و ذلك في إطار تشديد الرقابة على استعمال هذه المعدات البحرية و تحسيس أصحابها بعدم الاقتراب من أماكن السباحة، تحاشيا لوقوع حوادث دهس المصطافين داخل مياه البحر.و أضاف الرائد الذي كان برفقتنا، أنه يسمح فقط لملاك وثائق هذه المركبات البحرية بالركن بالمرفأ مجانا، و ذلك بهدف تسجيل كل المعلومات و المواصفات و الأرقام الخاصة بها، للاستعانة بها في حالات الحوادث و في وضعيات البحث عن هذه المركبات و أصحابها، الذين ليس بإمكانهم ركنها سوى في هذا المرفأ بشاطئ الخروبة، و الذي يشرف عليه أعوان تابعين لبلدية عنابة و يعملون بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، و من خلال حديثنا مع الأعوان المعنيين، لمسنا استحسانا كبيرا لتنظيم عملية استئجار و مراقبة القوارب و الدراجات العائمة من خلال إنشاء هذا المرفأ، مطالبين بتهيئته بشكل جيد و توفير نقطة تزود بالبنزين انطلاقا من الشاطئ، خاصة أن جلب هذه المادة بالدلاء ممنوع.
شجارات، تحرش و مصطافون يُصورون غيرهم
الخطوة الثانية في خرجتنا، فضلناها أن تكون مشيا على الأقدام على طول الشاطئ رفقة الضابطين الرائد و الملازم الأول اللذين رافقانا إلى غاية استكمال المهمة، و من خلال تجاذب أطراف الحديث، أخبرنا رئيس مكتب الأمن العمومي بالمجموعة الإقليمية للدرك، أن أغلب القضايا المعالجة على مستوى الشواطئ، تتعلق بحالات السكر العلني، الشجارات و الضرب و الجرح العمدي، و الجرائم الأخلاقية كالتحرش و تصوير الغير، كما أكد مرافقانا أن أغلب الحالات يتم حلها وديا بين المصطافين، و ذلك من خلال التدخل و إبعاد المعنيين عن الشاطئ من أجل المحافظة على هدوء و سكينة المصطافين، و من ثم يتم حلها بطريقة ودية عن طريق احتوائها و منع حدوث الأسوأ.
و في هذا السياق أكدت لنا المصالح المعنية، أن المواطن أصبح يتمتع بالحس الحضاري و الأمني و كذا ثقافة التبليغ عن الجرائم و التجاوزات، و هو ما يعكس تجاوب المواطن مع الدرك و مختلف مصالح الأمن في ما يتعلق بالجوانب الأمنية، و هو ما مكّن، حسب الضابطين، من التدخل السريع لأفراد السلاح و مواجهة مختلف الإشكالات التي تحدث.
هدوء و سريّة في التفتيش
و من خلال حديثنا مع عدة عائلات كانت متواجدة يومها على الشاطئ، لمسنا استحسانا كبيرا لتواجد الدرك بالمكان، حيث أكد العديد منهم أن الشواطئ المحروسة من طرف مصالح الأمن تجلب أكبر عدد منهم، لأن الأمن في نظرهم هو العنصر الأساسي الذي يهتم به المواطن قبل اختيار الشاطئ المقصود، و في هذا السياق قال لنا الرائد عيلان عز الدين رئيس مكتب الأمن العمومي بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، أن سر المحافظة على الأمن بالشواطئ، هو العمل بمنطق «يد من حديد في قفاز من حرير».و أوضح الرائد أن مجرد تواجد أصحاب البدلة الخضراء على الشواطئ، يساهم في تراجع سبل ارتكاب الجريمة أو التعدي على المصطافين و غيرها، مضيفا أن وضع كل الإمكانيات البشرية و المادية للدرك يُعدّ بمثابة إظهار القوة دون استعمالها، لترهيب المنحرفين و المتجاوزين من جهة، و ترغيب المصطافين و طمأنتهم من جهة أخرى، مشيرا إلى بعض الأساليب المستعملة في أمن الشواطئ، منها اعتماد الهدوء و السرية في تفتيش الأفراد المشكوك فيهم، و تخصيص دورات راجلة تجوب الشواطئ ذهابا و إيابا كل ساعتين من الزمن، كما قال أن أفراد هذه الدوريات لا يسلحون كلهم، لعدم تخويف المصطافين و إظهار نوع من المرونة، في حين يجري العمل الميداني لهذه الفرق عن طريق الرصد بالرؤية و التدقيق في تصرفات المصطافين غير العادية، إلى غاية مغادرة آخر مصطاف للشاطئ.
رأس الحمراء...من هنا يتم رصد قوارب الحراقة
آخر محطة لنا، كانت بأعلى قمة للواجهة البحرية بمدينة عنابة، و المعروفة باسم رأس الحمراء، حيث تطل على الجبهتين البحريتين الشرقية و الغربية، و على الجبال و القمم المغطاة برداء أخضر يسحر عيون الناظرين، من خلال تزاوج البحر مع المنحدرات الجبلية الخضراء، و هو موقع سياحي استرجع زواره بفضل مجهودات الدرك الوطني و السلطات المحلية، خاصة أن هذه المنطقة كانت محرّمة على العائلات خلال السنوات الماضية، بسبب تردد المنحرفين عليها نظرا لعزلتها نوعا ما عن المدينة.و أجمع بعض الزوار الذين التقينا بهم في الموقع، على عودة الأمن للمنطقة و تردد العائلات على هذا المكان، و هو ما سجلناه لدى تواجدنا هناك، حيث لاحظنا إقبالا مستمرا للمتنزهين و خاصة منهم العائلات، التي أعادت اكتشاف هذه القمة من جديد تحت حراسة عيون لا تنام، كما سجلنا تواجد مركز أمني دائم تابع للدرك الوطني بالموقع، و هو ما يعكس الانتشار الجيد لأفراد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، في مدينة تطرح العديد من التحديات المتعلقة بالإجرام. و من خلال تعمقنا في الحديث مع الضابطين المرافقين، تم إخبارنا أن مرتفع «رأس الحمراء» يعتبر بمثابة الموقع الملائم لرصد عمليات الهجرية السرية نحو الضفة الأخرى انطلاقا من الشواطئ غير المحروسة لمدينة عنابة، و بالموقع الذي كنا جالسين به في القمة قابلتنا بناية في شكل منارة تقع في الجهة الغربية للمرتفع، تابعة للقوات البحرية و يتم انطلاقا منها مراقبة حركة البواخر و خاصة قوارب الحراقة، باستعمال أجهزة جد متطورة، تتيح نظرة واضحة تماما سواء في الليل أو في النهار، كما تتحدد بفضلها هوية أصحاب القوارب التي تجوب مياه المنطقة، حيث قال لنا الرائد عيلان أن الدرك الوطني عادة ما يقوم بإخطار مصالح البحرية عن التخطيط لمحاولات هجرة غير شرعية من طرف الحراقة قبل حدوثها، من خلال استغلال معلومات من مواطنين أو مخبرين، و هو ما يسمح للقوات البحرية بترصد هذه العمليات و إعداد الكمائن اللازمة لوقفها في عرض البحر، باستعمال بواخر خاصة بالمطاردة، مشيرا إلى تسجيل عدة حالات تهديد بالانتحار من طرف الحراقة بسبب اعتراض طريقهم من قبل مصالح البحرية.