* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
خير الدين بربروس و الجواجلة... قصة حب و حرب و خبز
يتساءل الكثيرون عن سر العلاقة بين سكان مدينة جيجل و صناعة الخبز، فلا تكاد تخلو مدينة واحدة من مدن الجزائر من خبازين جواجلة، يحتكرون المجال و ينسبون صناعة أجود أنواع الخبز لأنفسهم، و الجواب يكمن في التاريخ، فبين الجيجليين و الخبز قصة طويلة تعود لقرون مضت، اختلطت في عجينها نكهة الحب و الحرب و الوفاء.
ارتباط الجيجليين بصناعة الخبز، كما علمنا من أبناء المدينة و بعض خبازيها المتواجدين بقسنطينة، يعود إلى الوجود العثماني في الجزائر، و تحديدا في القرن 16 ، عندما استنجد الجيجليون بأسطول الأخوين بربروس لتحرير المدينة من الاحتلال الإسباني، وهو ما تم بالفعل، بعدها قرر الأخوان العثمانيان عروج و خير الدين بربروس، الاستقرار بالمدينة، لمدة قيل بأنها ناهزت 5 سنوات، وقع خلالها خير الدين بربروس في عشق واحدة من بنات المدينة فتزوجها، ليضيف إلى اتحاد السلاح اتحاد القرابة.
بعد مدة قصيرة، كما أخبرنا حكيم ابن مدينة بني حبيبي الجيجلية، نظم الجيجليون رفقة خير الدين و شقيقه عروج حملة لتحرير مدينة بجاية من قبضة الإسبان، ومن ثم انتقلوا إلى جزائر بني مزغنة وهي الجزائر العاصمة التي حررت كذلك سنة 1529، أي بعد أزيد من 11عاما من تحرير جيجل.
و اليوم يفتخر سكان مدينة جيجل بأمجادهم، فأسلافهم كانوا من بين الرجال الذين حرروا العاصمة و مدن أخرى من براثن المستعمر ، وهو ما منحهم تقدير خير الدين بربروس الذي اتخذ من قصر جنينة " ساحة الشهداء حاليا"، مقرا له و أعلن نفسه باي بايات الجزائر، و كمكافأة منه لسكان جيجل الأوفياء، قرر منحهم امتياز صناعة الخبز و بيعه في العاصمة و باقي المدن الجزائرية الساحلية المحررة، تكريما منه لهم و عرفانا بالجميل و إكراما للنسب.
من جهته أكد الخباز الطاهر بوخزرة، أحد الخبازين الجيجليين القدامى، و يعمل حاليا في مخبزته ببلدية بن زياد بولاية قسنطينة، بأن القصة واقعية، لكنها تتضمن بعض التفاصيل الأخرى، فخير الدين بربروس منح للجيجليين امتياز تجارة الجملة، خصوصا ما تعلق بتزويد مؤسسات الدولة بالخبز، على غرار الجيش و القصر، أما التوزيع و نشاط التجزئة فكانا من نصيب بني ميزاب، مع ذلك فإن حب الجيجليين للمهنة، جعلهم يحافظون عليها و يتوارثونها أبا عن جد، إلى يومنا هذا.
الشقفة موطن الخبازين و الطهاة
حسب السيد عبد العزيز بوقرن، رئيس اتحاد الخبازين بقسنطينة، فإن علاقة الجيجلي بالخبز قديمة، فالعديد من خبازي قسنطينة مثلا، هم من أبناء جيجل، و تحديدا من بلدياتها و مناطقها الجبلية، على غرار برج الطهر، سيدي عبد العزيز ، الجناح و الشقفة و هذه البلدية بالذات، تعتبر من أكثر المناطق التي أنجبت خيرة الخبازين، و أكثرهم تعلقا بالمهنة منذ عقود، و ذلك على اعتبار أنها كانت مقرا رئيسيا لأفران صناعة الخبز خلال العهد العثماني، و بما أن أبناءها كانوا يمولون مطبخ القصر في العاصمة بهذه المادة، فقد ولدت لديهم رغبة في تعلم الطهي و أصوله، لتنجب المنطقة و المدينة عموما، جيلا من الطهاة ورث المهنة لأجيال أخرى بعده.
و أضاف محدثنا، بأن قصة الجيجليين مع الخبز، بدأت قبل العهد العثماني، ففي عقود مضت كان اليهود يحتكرون صناعة الخبز بجيجل، حسبه، و علموها لأبناء المدينة الذين كانوا يقيمون بالمناطق الجبلية ، و نزحوا بعد ذلك نحو مدن أخرى حاملين معهم حرفتهم، و كلما افتتح جيجلي مخبزة في إحدى المدن، شغل لديه عددا من أبناء قريته الذين كان يوفر لهم مكانا صغيرا للمبيت داخل المخبزة، و هكذا ولدت أجيال و أجيال من الخبازين الذين لا يزالون إلى يومنا هذا يشتهرون بهذه الصنعة و يحتكرونها على المستوى الوطني .
نور الهدى طابي