أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، أن الجزائر مستهدفة لعدة اعتبارات وأن...
الجزائر تتجه نحو نموذج اقتصادي أكثر استقلالية عن المحروقات ذكر تقرير حديث نشرته مجموعة البنك الدولي أنّ الخطوات التي تتخذها الجزائر لبناء اقتصاد...
أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال الإعلام والحرص على تكوين صحافيين واعين...
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا، على أن حل قضية الصحراء الغربية لابد أن يكون مقبولا من الطرفين،...
يتواصل إضراب الأمعاء الخاوية على الأراضي المقدسة، و العالم الحر الذي مازالت تتحرك فيه ذرة إنسانية واحدة يتابع بإعجاب وألم تلك المعركة الشجاعة التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون الأحرار من أجل تحرير الأرض التي اغتصبها
و دنّسها سرطان خبيث تمكن من زرع خلاياه العدائية لتدمير المنطقة العربية و الإسلامية.
الأسرى في سجون المحتل الإسرائيلي و لليوم الثالث على التوالي رفضوا التوقف عن إضراب الطعام الذي بدؤوه احتجاجا على سياسة العزل الانفرادي في سجون الاحتلال و المطالبة بوقف الاعتقال الإداري و تحسين أوضاعهم المعيشية، إلى جانب وقف الإهمال الطبي بحق المرضى منهم.
المحبوسون ظلما واصلوا معركة الكرامة غير آبهين بمناورات الاحتلال التي يعرفونها و لا بالضغوطات التي ألفوها طيلة سنوات من المعاملات القمعية و اللاإنسانية داخل الزنزانات، لثني أصحاب الأرض الحقيقيين على مواصلة إسماع صوت قضية العرب و المسلمين الأولى لمن مازال له سمع أو ضمير في هذا العالم الأصم و الأبكم.
إضراب هذه المرة الذي جاء تحت شعار " جائعون حتى الحرية"، يذكرنا بآخر إضراب عن الطعام لعام 2014 و الذي استمر 64 يوما، و يندرج أيضا ضمن عشرات الإضرابات الجماعية التي خاضتها حركة الأسرى التي يقودها أشهر أسير على وجه الأرض مروان البرغوثي الذي ساومه الاحتلال في معركة الشرف التي يخوضونها وسط اعتراف عالمي و هو مكتوف اليدين و يطلق إشارات مواصلة معركة الحق ضد الباطل.
و إذا كان المضربون قد نالوا تضامن و تآزر أهاليهم في الأراضي المحتلة، بمناسبة يوم الأسير، أين أصبحت أيامهم كلّها مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، فإنهم ينتظرون من إخوانهم العرب و المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، الوقوف إلى جانبهم في محنتهم هذه و هم يذكّرونهم بقضيتهم التي لفّها النسيان
و أصبحت لا تحتل مكانتها اللائقة في نشرات الأخبار العربية التي أصبحت تتعامل معها و كأنها قضية منسية لا تستحق الاهتمام من قبل الرأي العام العربي.
و ربما هذه هي رسالة الأسرى المضربين الذين لا يريدون من دون شك ملء بطونهم و تحسين فرشهم و هم في سجون عدوهم، و لكن رسالتهم واضحة و هي موجهة إلى المصابين بمرض النسيان و على رأسهم الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل هو الآخر على تغذية الحروب العربية - العربية في عدة دول بالمنطقة، و بالتالي تصبح القضية الأولى هي آخر قضية يمكن التفكير فيها على مدار العشرين سنة القادمة حسب الخبراء الذين يتابعون عن كثب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يريد تفتيت المنطقة كلّها إلى كيانات هلامية على أساس عرقي و مذهبي، فيما تبقى إسرائيل هي الدّركي الوحيد القادر على تأديب المارقين.
إضرابات السجون المتوالية على مر التاريخ أعطت ثمار نضالها السياسي في أكثـر من بلد إفريقي
و في بلدان أمريكا اللاتينية، و أرغمت الجلاد على محاورة السجين الخاوي الأمعاء، بعد سنوات من القمع و الظلم و الجوع و المنع من أبسط الحقوق.
و الأسرى الفلسطينيون الذين يتشكلون أيضا من الأطفال و النساء و الشيوخ و الذين بلغ عددهم أكثـر من خمسة و ستين ألفا يقبعون في سجون أبشع احتلال، يجدون العبرة في نضالات الزعيم التاريخي نيلسن مانديلا الذي هزم أبغض نظام عنصري على وجه الأرض من زنزانة انفرادية معزولة.
و هكذا فإن الاحتلال الإسرائيلي يمكن مواجهته بأمعاء خاوية و الانتصار عليه كما انتصر مناضلون آخرون على جلاديهم بصدور عارية، شريطة أن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية العربية
و الإسلامية الأولى، و أن لا تصبح نسيا منسيا.
فمن العادة أن الشبع حتى التخمة و الأمعاء الممتلئة هي التي تصيب الإنسان و الحيوان على حد سواء بآفتي الكسل و النسيان.
النصر