الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يزيد استهلاك المضادات الحيوية و مسكنات الألم خلال فترة الشتاء و ذلك بسبب انتشار عدوى الأنفلونزا و تفاقم أعراض أمراض العظام والمفاصل التي تتأثر بالبرد، إذ يعمد مواطنون إلى شراء الأدوية شائعة الاستهلاك دون وصفة و يتعاطونها بشكل عشوائي و دون استشارة طبية، وهو ما يؤثر سلبا على فعاليتها مستقبلا ويهدد صحتهم بشكل مباشر، إلى درجة التسمم أو الوفاة، و يؤكد أطباء باحثون جامعيون في مجالات الصيدلة والكيمياء الحيوية وعلم الأحياء، بأن هناك سوء استخدام فعلي للأدوية في بلادنا، وأنها باتت تستهلك لأتفه الأعراض الصحية دون فحص طبي أو تحليل يحدد نوع العدوى إن كانت فيروسية أو بكتيرية والحاجة الفعلية إلى المسكن أو مضاد الالتهاب، مطالبين بضرورة التحلي بالوعي و تجنب الاستخدام غير المبرر لها.
لينة دلول / مكي بوغابة
وصفات طبية قديمة يعاد استخدامها
بين استطلاع قامت به النصر مؤخرا عبر العديد من الصيدليات على مستوى مدينتي ميلة و قسنطينة، أن التطبيب الذاتي تحول إلى ظاهرة، وأن هناك فوضى حقيقية فيما يتعلق باستهلاك المضادات الحيوية لمجابهة الأنفلونزا الموسمية، التقينا خلال جولتنا بشاب في العقد الثالث من العمر يدعي حسام، كان بصدد شراء دواء من صيدلية بوسط المدينة، سألناه عن ذلك فقال إنه يعاني من زكام حاد إضافة إلى التهاب اللوزتين، و أنه يريد نوعين من المضادات الحيوية اعتاد على تناولهما في كل مرة، حدثناه عن خطر التطبيب الذاتي، فأجاب قائلا، إنه لا يأخذ أدوية غير معروفة وأن ما يطلبه شائع الاستخدام ولم يحدث أن منعه الطبيب من أخذه أو حذره منه.
شابة قابلناها على مستوى صيديلة بمدينة ميلة، علقت على الموضوع قائلة، إنها ليست بحاجة إلى زيارة الطبيب في كل مرة و دفع 2000دج كثمن لمعاينة تنتهي بوصفة طبية باتت تحفظها عن ظهر قلب، ولذلك فإنها تعتمد على ذات الوصفة المكونة أساسا من المضادات الحيوية لعلاج الأنفلونزا.نفس الرأي شاطره عدد ممن تحدثنا إليهم من مواطنين وكأنها قناعة باتت راسخة في الأذهان، والملاحظ أن جميع من استطلعنا آرائهم كانوا مقتنعين بأنه لا توجد تأثيرات جانبية للمضادات الحيوية، و أن الأنفلونزا ليست مرضا يستدعي زيارة الطبيب، وقال عماد 40 شاب أربعيني التقيناه عند مدخل صيدلية بميلة، أن إمكانياته المادية لا تسمح له بدفع ألفي دج، لأجل زيارة الطبيب حين يصاب بالزكام، مضيفا أنه لا يجد سبب مقنع للقيام بذلك خاصة وأن المضادات الحيوية تباع في الصيدليات بدون وصفة، معلقا بأن الأمر لا يتوقف عليه فحسب، بل ينطبق على مرض أولاده كذلك، حتى أنه يحتفظ بالوصفة القديمة التي قدمها له طبيب الأطفال و يعتمد عليها في علاج أبنائه في كل مرة يصابون بالمرض خلال الشتاء.
أدوية الزكام والحمى الأكثر طلبا
علمنا خلال استطلاعنا من صيدلانيين وباعة في الصيدليات، أن أدوية الزكام والحمى هي الأكثر طلبا وأوضح محدثونا أن عددا معتبرا من المواطنين يقبلون على شراء الأدوية بدون وصفات طبية وتقر الصيدلية أمال بلي، بأن هناك الكثير من الزبائن يطلبون أدوية دون أن يقدموا وصفات طبية، فيما يطلب البعض الأخر النصيحة بعد أن يصفوا أعراض المرض.
وأضافت : « لا نقدم لهم في العادة سوى المسكنات وأدوية خافضة للحرارة، أو أدوية السعال والرشح و المضادات الحيوية الخفيفة. «
وقالت محدثتنا، بأن التطبيب الذاتي يزيد كثيرا خلال الشتاء خاصة مع انتشار الأنفلونزا الموسمية معلقة « يكثر الطلب خلال هذه الفترة على أدوية الزكام والحمى على غرار دوليبران و ريناكس و باراسيتامول و الفيتامين س»، وتضيف أمال « ننصح زبائننا المرضى دوما باستشارة الطبيب، لأنه وحده القادر على تشخيص المرض، فأعراض الكثير من الأمراض متشابهة والطبيب وحده من يصف الدواء المناسب لكل حالة، لكن الغالبية لا يستمعون إلى نصائحنا ويقومون فقط بتغيير الصيدلية» .
* محمد بن شخشوخ أخصائي أمراض العظام والمفاصل
فوضى التطبيب الذاتي قد تنتهي بالتسمم أو الوفاة
حذر الدكتور محمد بن شخشوخ، أخصائي أمراض وجراحة العظام و المفاصل، من التداوي الذاتي الذي أصبح منتشرا بقوة بين أفراد المجتمع، وفي حديثه مع النصر، قال الطبيب، بأن هذه التصرفات أخذت منحنى تصاعديا ولها تبعات خطيرة سواء على الأفراد أو المجتمع ككل.
ويرى أن سبب انتشار ظاهرة التداوي الذاتي و استهلاك المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب و الكورتيكوييد بعشوائية، مرتبط أساسا بنقص الثقافة الصحية وقلة الوعي لدى الأفراد إضافة إلى استخفاف البعض بالدور الذي يقوم به المختص من أجل الحفاظ على سلامة و صحة المريض، وأضاف، أن هناك من المواطنين من لا يعلمون بأن عدم تناول الدواء بطريقة صحيحة يؤذي في أغلب الأحيان إلى تسممات وتعقيدات صحية تؤذي أغلبها إلى الوفاة.
وأوضح المتحدث، بأنه يستقبل في عيادته، العديد من الأشخاص الذين يقومون بشراء أدوية بدون استشارة الطبيب، بينهم امرأة استهلكت مؤخرا دواء « سيليستان» والمعروف أن هذا الدواء يزيد في الوزن وقد سبب لها مضاعفات صحية كبيرة، قال الطبيب إن هذا النوع من الأدوية خطير على الجسم ويجب إتباع الطبيب لشربه ولديه تداعيات كبيرة قد تصل حد الإصابة بمرض السكري أو ضغط الدم أو حتى أمراض مزمنة، أضاف، أن الأطباء يقومون بمنح هذا الدواء بشروط و في وقت محدد لا يزيد عن خمسة أيام و لكن المريضة تناولته لمدة 3 أشهر، وبعد ذلك توقفت مباشرة ما أضر بها كثيرا. كما روى محدثنا حالة أخرى لمريضة كانت تتناول دواء دوليبران 1000 غرام بمعدل حبتين في اليوم ما سبب لها تشمعا كبديا انتهى بوفاتها، وهنالك العديد من الحالات المماثلة كما قال، موضحا بأن التداوي الذاتي يمنح للمريض راحة واهية، و اعتقادا كاذبا بالشفاء، في حين أن الكثير من الأدوية تضر ولا تنفع وتؤدي إلى تعقيدات صحية خطيرة.
وشدد الأخصائي، على أن الطبيب يبقى الجهة الوحيدة المخولة بتحديد نوع المرض والدواء اللازم له، في حين لم يخف أن الأطباء يتحملون أيضا جزءا من المسؤولية سبب عدم توجيه المرضى جيدا ومساعدتهم على فهم طبيعة الأدوية واستخداماتها و تقديم الوصفات الطبية دون شروحات أو تحذيرات.
* أستاذ علم الأحياء الدقيقة عبد الحفيظ بوبندير
مقاومة فعالية المضادات أصبحت مشكلة حقيقية
أكد الباحث بمخبر العلوم الطبيعية والمواد بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، البروفيسور في علم الأحياء الدقيقة عبد الحفيظ بوبندير، أن انتقاء السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية زاد في العقود الأخيرة بسبب الاستخدام المفرط لها على الصحة الإنسانية والحيوانية، فضلاً عن عدم تطوير مضادات حيوية جديدة، مما يقلل من الخيارات العلاجية للبكتيريا المعدية.
مضيفا، أنه نتيجة لذلك أصبحت مقاومة المضادات الحيوية مشكلة رئيسية تهم الباحثين ومسيري الصحة العمومية.
وأضاف المتحدث، أن البكتيريا تتمتع بمرونة حيوية وقدرة تكيف فريدة في عالم الأحياء، طورت مع مرور الزمن العديد من آليات مقاومة المضادات الحيوية الناتجة عن الطفرات والنقل الجيني الأفقي الذي يتجاوز حتى حاجز الأنواع، والتحول عن طريق الحمض النووي الحر.
وأشار الباحث، إلى أن النقل الفيروسي من أسباب الانتشار السريع لمحددات المقاومة الجينية داخل المجتمعات الميكروبية التي تشغل بيئات مختلفة بالتوازي مع تطور مقاومة المضادات الحيوية، مضيفا أن العلوم الأساسية والتطبيقية تستمر في التقدم وتقديم حلول بديلة للمضادات الحيوية لإبطاء تطور المقاومة وانتشارها والتغلب على الإخفاقات العلاجية.
وأكد، أن هناك العديد من السبل الواعدة لتطوير جزيئات جديدة من مضادات الميكروبات، من بينها النباتات التي تعتبر مصدرًا هاما لعناصر جديدة من مضادات الميكروبات.
وأشار في ذات السياق، إلى أن استخدام النباتات كمواد حافظة حيوية في الغذاء يمكن أن يحل محل المضافات الكيميائية غير المرغوب فيها بإضافات طبيعية، ويوفر الحماية من مسببات الأمراض، ويقلل من المعالجة الحرارية المسبقة، ويحمي ويعزز الجودة الغذائية من خلال مزايا علاجية أخرى مضادة للأكسدة و مضادة للالتهاب و مضادة للحساسية و مضادة للاكتئاب إلخ.
ويقول المتحدث إن تطوير النماذج الإقليمية لمقاومة المضادات الحيوية يجعل من تكييف بروتوكولات العلاج بها لتكون أكثر فعالية، فضلا عن تحديثها جغرافيًا للحد من انتشار مقاومتها، وتقليل وقت الإقامة في المستشفى والتكاليف الاقتصادية للعلاج، كما يمكن أن يوفر الاستكشاف الجزيئي للتركيبات البروتينية الأنزيمية للأنماط الظاهرية للمقاومة من بيئات مختلفة.
ويجب بحسبه، القيام بمجموعة من الإجراءات متعددة التخصصات من خلال استغلال وتثمين التنوع البيولوجي الميكروبي في الجزائر، في بيئات مختلفة إذ لا تزال كما أوضح، العديد من النظم البيئية غير مستكشفة وتشكل أرضًا خصبة وواعدة للبحث عن عوامل جديدة مضادة للميكروبات.ويرى المتحدث، أنه من الضروري تطوير بنك من السلالات الميكروبية ذات الإمكانات المضادة للميكروبات و ترشيحها للصناعة الصيدلانية، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية حول مقاومة المضادات الحيوية متاحة للباحثين، وكذا تطوير الزراعة المستدامة للنباتات الطبية لدعم صناعة الأدوية، و تقديم جرد عام للنباتات الطبية في الجزائر و دراسة واستغلال البيانات النباتية و الاهتمام بالطب التقليدي والأنماط الغذائية. وذكر المتحدث، أن التداوي الذاتي والاستخدام غير الملائم والمفرط للمضادات الحيوية يؤدي إلى تطوير البكتيريا لمقاومة المضادات الحيوية، مما يؤدي إلى مآزق علاجية.
* أستاذة الكيمياء الصيدلانية نعيمة بوطغان
النباتات في خدمة صحة الإنسان
تؤكد من جانبها، البروفيسور في الكيمياء الصيدلانية بجامعة قسنطينة1 نعيمة بوطغان، أنه يجب تثمين النباتات الجزائرية الطبية الأصيلة، والتي نجد بعضها في بلادنا فقط، و ذلك من خلال عزل المركبات وإجراء اختبارات بيولوجية عليها، لأن هناك أعشاب مختلفة يمكن أن تعمل كمضادات حيوية طبيعية، على غرار نبتة «تيميس» و هي نوع من أنواع الزعتر، يحتوي زيته الأساسي على مركبين لهما القدرة على القضاء على البكتيريا أكثر من «الأونتيوبيوتيك».
ولفتت المتحدثة، إلى أن النباتات يمكن أن توظف دائما لخدمة صحة الإنسان، حيث أنها كانت سببا في الشفاء و طريقة للتداوي عبر آلاف السنين، ومع ذلك لا يزال الاستخدام التقليدي للنباتات الطبية مستمرا ومفيدا، لذلك تنصح المتحدثة بضرورة تناولها لما لها من فوائد عديدة ولتميزها بالأمان في الاستعمال، فضلا عن سهولة تطبيقها دون الحاجة إلى مهارات وخبرات خاصة لتحضيرها، مؤكدة أن الأعراض الجانبية للمضادات الحيوية التي توفرها الطبيعة الأم تكون أقل بكثير وشبه منعدمة مقارنة بالأدوية الكيميائية. و بخصوص المضادات الحيوية التي تحقن للمواشي والدواجن وتأثيراتها على الإنسان، طالبت البروفيسور بعدم بيع هذه الحيوانات في ذات فترة الحقن، بل يجب تركها لمدة من الزمن حتى يزول تأثير الدواء لتجنب الإضرار بالمستهلكين.
ولفتت، إلى أن هناك العديد من الأدوية والمكملات الغذائية المصنوعة من مستخلصات النباتات، لذلك يجب حسبها استخدامها للعلاج لما لهذه المواد من قيمة كبيرة في علاج العديد من الأمراض، مضيفة في ذات السياق أن الطب الحديث يستفيد من العديد من المركبات المشتقة من النباتات كمادة أولية أساسية في صناعة الأدوية.
وقالت المتحدثة، إن البكتيريا قابلة للتكيف بشكل كبير وذلك لأنها قادرة على التطور لتكتسب حصانة ضد ما يتم تناوله من أدوية، وتسمى هذه العملية التي تحدث طوال الوقت، بمقاومة المضادات الحيوية، التي تحدث بشكل سريع وخطير نتيجة للإسراف في استخدام هذه المضادات.
* أستاذة الكيمياء الحيوية سلمى حوشي
سوء استخدام المضادات الحيوية له نتائج عكسية
وأكدت الدكتورة في الكيمياء الحيوية بجامعة فرحات عباس سطيف 1 الأستاذة سلمى حوشي، أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وصرفها من دون وصفة طبية أو عدم الالتزام بطريقة المعالجة التي وصفها الطبيب تؤدي إلى تقليل فعاليتها وعدم الاستفادة منها وهو ما يؤدي إلى تطوير سلالات بكتيرية تكون قادرة على مقاومة أنواع المضادات الحيوية التي تعرض لها المريض مسبقا.
وذكرت حوشي، أنه يجب الحد من الاستهلاك غير الضروري لهذه الأدوية والتوعية بمخاطر سوء استخدامها.
وكشفت المتحدثة، أنه خلال دراستها التي تهدف إلى معرفة ما إذ كانت المضادات الحيوية من نوع بيتالاكتمين لها فعالية ضد البيكتيريا، توصلت إلى أن نسبة 100 بالمائة من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية خاصة نوع «بيتالاكتامين».
وأضافت الدكتورة، أنها تقوم في الوقت الحالي بإجراء دراسة بالتعاون مع باحثين من الصين و تركيا من أجل إيجاد حلول لتثبيط الإنزيمات المقاومة للعلاج، حتى يصبح الدواء فعالا ضد أي بيكتيريا، مؤكدة أنها توصلت في الدراسة إلى أن الطحالب لديها قدرة على تثبيط الإنزيمات.
وأضافت المتحدثة، أن ما يثير الذعر بوجه خاص هو الانتشار العالمي السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بما هو متوفر حاليا من أدوية مضادة للميكروبات.