الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تحافظ الأسواق المركزية الكائنة بوسط مدينة قسنطينة،على مكانتها وتعتبر عناوين قارة لها شعبيتها التي لا تخبو، إذ يتردد عليها قطاع من أبناء المدينة طوال السنة و يزيد الإقبال في رمضان، رغم أنها أسواق قديمة جدا منها ما تدهورت وضعيته كسوقي بومزو و بطو، مع ذلك يستمر الفضاءان في المنافسة، و لا يزالان قادرين على الاستقطاب في ظل انتشار المراكز التجارية الكبرى، أين تعرض الخضر والفواكه وغيرها من المنتجات بتنوع أكبر و في ظروف أفضل وتسوق بطريقة حديثة أكثر.
يعتبر سوقا « بومزو» و»بطو»، من الوجهات الصامدة بمدينة قسنطينة ومن بين أقطابها التجارية الهامة، حيث تتناسب التجارة فيهما مع ثقافة الاستهلاكية للجزائري وقدرته الشرائية أيضا، و لا يقصدهما زبائن من أجل التسوق وحسب، بل للتجول أيضا وهما كذلك سوقان يرتبطان بذاكرة كثير من سكان المدينة، وعليه يقطع البعض مسافات طويلة قادمين من توسعات حضرية جديدة مثل ماسينسيا وعلي منجلي، وبلديات بعيدة كديدوش مراد، لأجل التسوق و لما لا لقاء الأصدقاء و استرجاع بعض ذكريات الشهر في المدينة وأحيائها.
منتجات طازجة وزبائن أوفياء
قامت النصر، بجولة استطلاعية في هذين السوقين الذين تكمن جاذبيتهما في الموقع الإستراتيجي بقلب مدينة قسنطينة، ويشتهران بعدد كبير من الدكاكين الصغيرة و الطاولات المتجاورة، ما أكسبهما طابعا تجاريا شعبيا.
كانت الحركية داخل السوقين كبيرة جدا خلال تواجدنا، وقد لاحظنا أن ذروة الإقبال تكون عموما في الصباح خلال رمضان، و تحديدا من الساعة العاشرة إلى غاية منتصف النهار، ومن المواطنين من يقصدهما لأجل التسوق نظرا لملاءمة الأسعار ووفرة المنتجات، كما أن منهم أيضا، من يكتفي بالتجول بين الأروقة فحسب، وذلك بحسب ما بينه استطلاع لنا شمل عينة من الناس من مختلف الأعمار ومن الجنسين.
قال شيخ، إنه يسكن بحي بودراع صالح، ويتردد بشكل دائم على سوق بومزو، بالقرب من ساحة أول نوفمبر بوسط المدينة، موضحا بأنه يجد في الرحلة اليومية تقريبا، فرصة للحركة ولذلك لا يمل من التنقل بين أروقة السوق، حتى وإن لم يكن لديه ما يشتريه مضيفا، بأنه يقضي الساعات الموالية مستمتعا بالجلوس في حديقة دنيا الطرائف القريبة.
أما ستيني آخر من حي بوالصوف، فأخبرنا بأنه يحب أن يقصد السوق لأكثر من مرة في الأسبوع، حيث يبادل أطراف الحديث مع التجار ويشتري بعض الضروريات لتحضير وجبة الإفطار، وقال إن هناك بضائع لا يمكن أن يشتريها من مكان آخر، لأنها تتوفر طازجة وجيدة في بومزو على غرار «الخطفة» و»الشاربات» و النباتات العطرية.
تفنن في عرض السلع لإغراء الصائمين
قابلنا خلال استطلاعنا، سيدة من بلدية ديدوش مراد، قالت إن سوق بومزو، أفضل عنوان لشراء اللحوم البيضاء، فأسعار الدجاج مقبولة مقارنة بأماكن أخرى، والجودة عالية لأن اللحم طازج و يتجدد يوميا كما علقت، بأن الطلب والحركية التجارية الكبيرة، يساعدان على وفرة اللحوم بشكل دائم و بنوعية وسعر جيدين. وقالت، إن أفضل خطفة منزلية الصنع توجد في السوق، مشيرة إلى أنها لا تحب الخطفة الصناعية بل و شبهتها بـ « البلاستيك».
زبائن آخرون، تحدثوا عن طريقة عرض السلع على الطاولات وقالوا إنها تشجع على الاستهلاك، حيث يزين التجار مداخل المحلات الصغيرة ويستخدم الباعة المصابيح المعلقة، والديكورات الرمضانية كالشموع الكهربائية لإضفاء البهجة، خصوصا على طاولات الحلويات التقليدية.
«فيروندو» جنة الخضر والفواكه
نفس الأجواء رصدناها بسوق بطو الشهير بـ « فيروندو»، والمتواجد بشارع مسعود بوجيرو، حيث اتفق العديد من محدثينا على أن صيامهم لا يكتمل إلا بالمرور على السوق سواء صباحا أو بعد الخروج من العمل، لأنه مكان يعبق بروائح الشهر الفضيل، ويفضلونه عن الفضاءات التجارية الكبرى الحديثة، رغم تدهور وضعيته وتراجع مستوى النظافة نسبيا. واتفق تجار حدثتهم النصر، على أن الأسواق المركزية بالمدينة القديمة رغم قدمها وتآكل بلاطها وتساقط أجزاء من أسقفها، لا تختلف عن المراكز التجارية من حيث الاستقطاب، وذلك لأنها مغطاة و مقسمة في الأساس بطريقة منظمة إلى أروقة للعرض، تضم محلات كما تتوفر على طاولات بسيطة للبيع.
واعتبر زبائن، سوق بطو، بمثابة جنة للخضر والفواكه، فما قد يغيب في أسواق أخرى وفضاءات حديثة، يتوفر في فيروندو، وبجودة عالية وسعر مناسب.
مملكة الأسماء و تحضيرات اللحم الجاهزة
قال بعض من تحدثنا إليهم من مواطنين، إن السوق مملكة للأسماء أيضا حيث يتوفر على أجودها وأكثرها ندرة، ناهيك عن أن تجار يتفننون في عرضها و تجهيزها، إذ يمكن للزبون طلب « السردين» مثلا جاهزا، حيث يتم تنظيفه من الأحشاء و غسله مقابل 200دج إضافية، فلا يكون عليه سوى قليه أوشويه مباشرة بعد العودة إلى المنزل دون عناء أو فوضى.
إلى جانب ذلك، تتوفر في محلات الجزارة لحوم طازجة وجيدة كما قالت سيدة، إلى جانب تحضيرات متنوعة « كالدجاج المحشو بالجبن واللحم المفروم، و الباتي و الرولي و غير ذلك»، و تعرض محلات أخرى تشكيلات متنوعة من والتوابل و البهارات والأعشاب العطرية، ويمكن أن تجد في هذه السوق بيض السمان و البط والفطر الطازج و القرنينة والسلق أو السبانخ والتوت البري و غير ذلك.
قال زبونان، كانا يبحثان عن البامية أو « القناوية»، إنهما موظفان بشركة الكهرباء والغاز، يترددان بشكل يومي على السوق لشراء مستلزمات الإفطار و البحث عن المنتجات التي تفقد في أسواق أخرى علما أن الجولة اليومية ببطو، تعتبر طقسا مقدسا في رمضان كما علقا.
وبحسب كريم بائع أواني بلاستيكية بالسوق، فإن التسوق «بطو» له نكهة خاصة خلال الشهر الفضيل، لأن أجواءه مميزة واستثنائية تصنعها العلاقة الطيبة بين الزبائن والتجار، مؤكدا بأنه ورغم ترحيل العديد من أبناء المدينة، نحو التوسعات الحضرية الجديدة، إلا أن ارتباطهم بالسوق لم يفك، ولم تتغير عاداتهم الرمضانية ولذلك لا يزالون أوفياء للمكان، لأن الأمر لا يتعلق بالحصول على نوعية جيدة من المواد الغذائية، بل يشمل متعة التجربة واحتمال اللقاء بجيران و أصدقاء قدامى و التجول بين الأزقة و استرجاع الكثير من الذكريات. كذلك الأمر بالنسبة لسوق بومزو، الذي يكتسي حسبه، أهمية تجارية كبيرة خلال شهر رمضان الكريم، ويتوافد عليه المئات يوميا، بفضل موقعه الاستراتيجي وملاءمة الأسعار. قال محدثنا، إن السوق تعتبر أيضا ملاذا للباعة المتجولين وأصحاب الأنشطة البسيطة، فمن يريد بيع الأعشاب يقدها و يلجأ إليها أيضا من يملك دجاجات أو بطات أو حتى بيضا بسيطا للبيع، وفي رمضان يصبح المكان قبلة للشباب و حتى الصغار للاسترزاق من بيع الخطفة والشاربات والصامصة وغير ذلك. وبحسب فتيحة، زبونة التقينها في السوق، فإن التنقل من سيدي مبروك إلى بومزو، كل يومين في الأسبوع، موعد قار بالنسبة لها بل وممتع كذلك، حيث تشتري ما تحتاجه من مسلتزمات بأسعار مقبولة مع فارق 20 إلى 50دج أحيانا. محدثتنا قالت، إنها تستشعر نفحات رمضان في المكان و كثيرا ما تلتقي بصديقات وجارات قديمات، كما أن التجار يعرفونها لأنها وفية لبعض المحلات ولذلك يهتمون بطلباتها ويختارون لها البضاعة الأفضل.
وحسب مهدي، وهو بائع لحوم بالسوق، فإن الحركية ببومزو لا تتوقف على مدار العام وتتضاعف خلال شهر رمضان، نفس الرأي شاطره رشيد بائع خضار، قال إن لسوق بومزو خصوصية فريدة في رمضان لأنه يجمع كثيرا من أبناء المدينة حتى من غادروها نحو المدن الجديدة وأنه المكان المفضل لكل من يبحث عن السعر و الجودة، خصوصا ما تعلق بالخضر و اللحوم و الأعشاب
العطرية.
لينة دلول