وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
يسجل رجال دين من غير المسلمين بداية انفتاح المجتمع الجزائري وتجاوزه لمرحلة الريبة والخوف من الآخر، التي كانت نتيجة لسنوات الإرهاب والانغلاق التي عزلت الجزائريين عن العالم، ونتيجة الخطابات المتطرفة التي تربت تحت تأثيرها أجيال جديدة. فضلا عن الحيف الحاصل في العلاقات الدولية جراء الحروب التي استهدفت دولا عربية وإسلامية وحملت في بعض الأحيان عناوين دينية أحيت الصراعات الدينية القديمة في المخيال الشعبي.
و إذا عدنا بالمشكلة إلى جذورها فإن الإدارة الاستعمارية تتحمل مسؤولية زرع الأحقاد الدينية بسنها لقوانين عنصرية تفرق بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
حتى و إن انحاز مسيحيون ويهود إلى الثورة ونالوا التقدير الذي ناله غيرهم من الجزائريين، تماما كما فضل مسيحيون البقاء في الجزائر في سنوات الجنون التي أعلن فيها متطرفون الحرب على الكيان الجزائري باسم الإسلام.
المعطيات السابقة طمست أوجه الجزائر المتعددة التي تعايشت على أرضها الديانات والثقافات، وجعلت الأجيال الجديدة من الجزائريين تحت رحمة خطابات غير متسامحة قادمة عبر الفضائيات و وسائط الاتصال وإذا أضيف إلى ذلك الصدام الحاصل بين الحضارات نتيجة أنانية صناع القرار من رجال السياسة هناك بالجوار، في أوروبا تحديدا، حيث بات يجري فرز ديني مخيف للمواطنين فإن رجع الصدى هنا قد لا يخدم الرغبة في الانفتاح الذي تحتاج إليه الجزائر الطامحة إلى لعب دورها كدولة كبيرة في حوض المتوسط وفي إفريقيا، بكل ما تتوفر عليه من إمكانيات قادرة على استقطاب مختلف الأجناس، ليس للسياحة فحسب، بل للعمل والإقامة.
وبالطبع فإن الجزائريين المسلمين في أغلبيتهم الساحقة في حاجة إلى اكتساب ثقافة الاختلاف، وتقع هذه المهمة على عاتق النخب السياسية وكذلك على عاتق وسائل الإعلام التي يلعب البعض منها دورا سلبيا يصل في بعض الأحيان إلى حد الإشادة بالتطرف والتحريض على الكراهية.
إذ لا يعقل أن يحمّل جزائري مسلم مسيحيا جزائريا أو مسيحيا عابرا أو مقيما مسؤولية توجهات وسياسات حكومات غربية، أو يمنعه من ممارسة شعائره الدينية في الوقت الذي يتمسّك هو فيه بهويته ودينه ويصرّ على أداء الصلاة في مطارات أوروبا
أو شوارعها.
و يبقى تقنين الممارسات الدينية من مهام الدولة التي يقرّ دستورها حرية المعتقد و تنتفي بذلك الحاجة إلى اجتهادات المجتهدين.
النصر