* تنظيم المتعاملين في شعبتي الجلود والنسيج في تكتلات تعكف وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، على تنظيم وإعادة بعث مختلف الفروع الصناعية وفق رؤية...
* تأكيد على أهمية التئام مجلس الشراكة الجزائري - الأوروبياستقبل الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، أمس الأحد بقصر الحكومة، سفير الاتحاد الأوروبي...
اكتشف، أمس ، الفلسطينيون في أول يوم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، حجم الدمار المهول الذي تعرض له القطاع طيلة 470 يوما من حرب...
أشرف المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، اليوم الأحد ببسكرة، على تدشين ثلاث وحدات ثانوية لذات السلك النظامي ببلديات زريبة الوادي...
أنهى الجيش الوطني الشعبي عملية نزع الألغام الاستعمارية التي ناهزت تسعة ملايين لغم تركتها فرنسا كهدية للجزائريين بين هداياها الكثيرة التي لازالت وجوه سياسية في هذا البلد تفتخر بها من خلال تمجيدها للاحتلال الذي اكتشفنا أخيرا مزاياه.
العملية استغرقت خمسين سنة من جهد الجيش الوطني الشعبي في مساحة شاسعة تزيد عن اثنين وستين مليون هكتار، وبالطبع فإن الألغام خلفت شهداء متأخرين ومعطوبين و صدمات نفسية لأجيال جديدة من الجزائريين اكتشفت بذور الوحشية مغروسة في تربة بلادها المحرّرة.
وإذا كان الجيش قد نزع الألغام المضادة للأفراد من التربة، فإن الكثير من الألغام الاستعمارية لا زالت مزروعة في مواقع أخرى و لم ينفع في كشفها مرور السنوات ولا طول الصبر، من بينها العنف الذي تحوّل إلى صدمة غير معالجة تنتج عنها أعراض غريبة في المجتمع الجزائري في مرحلة ما بعد الاستعمار، حيث لازال يتم إنتاج العلاقة غير السوية بين معتد ومعتدى عليه على مستويات رمزية يجود بها اللاوعي الجمعي للجزائريين. وبين تقمص المعتدي ومعاداته تتشكل هندسة العلاقات الاجتماعية، فنرى مثلا الكوادر المتشبعة بثقافة المعتدي والتي ترى فيها نوعا من الخلاص والتفوق وتقوم بتسفيه غيرها من الثقافات، سواء الثقافة المحلية وحتى الثقافات المتفوقة التي يتغذى منها الفرنسيون أنفسهم كالثقافة الانجلوساكسونية، وربما ذلك ما جعل تعليم الانجليزية في الجزائر محتشما، رغم أنها تحولت إلى لغة التعليم والتواصل في مختلف أنحاء العالم.
ويمكن اعتبار المشارب اليعقوبية للدولة الوطنية الفتية من بين الألغام الموروثة والتي يجب الانتباه إليها في مشاريع الإصلاح والتجدّد الوطني، لأن التجارب المختلفة في العالم تؤكد بأنها ليست التوجه الأنسب ولا المثالي القابل للتصدير.
وتشكل هنا محاولات الانتساب التي تقوم بها بعض النخب تشويشا على الهوية واستبدالا مرضيا للشخصية بأثر رجعي بعدما فشلت محاولات تغيير الإنسان الجزائري قسرا خلال عقود الاستعمار الطويلة.
وتبدو اليوم الحاجة ضرورية لاستخراج كل الألغام وتعطيلها، لأن القوة المستعمرة سابقا لازالت تراهن عليها في حربها الناعمة التي تستمر، من خلال اجتهاد بعض نخبها في تطويق الجزائر سواء بإشاعة التوتر في المحيط الاستراتيجي أو بمحاولات زرع أشواك في الخاسرة بالنفخ في دول دون مكانة الجزائر لإزعاجها، رغم المواقف المشرفة والأخلاقية للجزائر التي دعمت استقلال البلدان وساعدت على صيانته بعد ذلك، فضلا عن محاولات ضرب الاقتصاد وليست الحرب التي تقودها أطراف فرنسية ضد الغاز الجزائري في محاولة للضغط من أجل إعادة النظر في عقود التمويل بين الجزائر وأوروبا سوى حلقة في هذا المسلسل، وهو ما يعني أن اللوبيات الفرنسية تفضل معاملات قائمة على «النهب» بعدما خسرت موقعها القديم كناهب مباشر.
وحتى وإن بدا نزع الألغام المزروعة في بعض الرؤوس المتطرفة التي لا يقل تطرفها عن التطرف الديني الذي تعاديه أمرا صعبا، فإنه يبقى حتميا من أجل «الشفاء»، وقديما نبهنا محمد ديب وهو من خيرة من كتبوا بالفرنسية في عصره بأن العالم واسع خلف جدران باريس.
النصر