السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

دار قومٍ صالحين!

تحوّلت "الشكوى" إلى نقطة التقاء بين "المثقّفين" و"العامّة" على شبكاتِ التواصل الاجتماعيّ، الكلُّ يشتكي من منغّص ما،  ويمتدّ هذا "الما" من انتشارِ القاذورات في الفضاءات العامّة إلى تراجعِ مظاهر التمدّن وضعف المقروئيّة وفيضانات الأودية!
يشتكي المشتكون من المجتمع، من الدولة، من وضعيّة التعليم والطّرقات، من الإنتاجِ الوطنيِّ، من غلاءِ الخضر ورداءة الكُتب، من ضحالةِ الخطاب السيّاسي وعدم تجدّد الوجوه، من انصرافِ الصّحافةِ إلى البحثِ عن الخُبز، من ترتيبِ الجامعات وضعف الخدمات في المستشفيات، من غلاءِ الفاكهةِ وتعالي المثقّف، من خطاب الكراهيّة وتقلّص المساحات الخضراء، من وضعِ الفلاحة
و محور دفاع المنتخب منذ اعتزال عنتر ومجيد، من القبورِ غير الملائمة لاستراحة الموتى ورشق قطارات كوراديا بالحجارة، من برامج القنوات التلفزيونية وندرة الأدويّة، من أسعار الفنادق وصراخ عاملات النظافة وتعاملهن العدواني مع الأبواب والنوافذ، من أمواج البحر التي لا تحسنُ التعامل مع قليلي الحيلة، من الآبار والسّدود للسبب ذاته، من الخيانات وسوء التقدير والطّالع و غيرها...
من فضائل "العلاج الجماعي" أنه يُعيد المشتكي "الذي به داءٌ" إلى ذاته فيتقبّلها بعد أن يكتشف أنه ليس وحيداً فيما هو فيه  وأنّ الجماعةَ تعاني من فجواتٍ يدفعها "المعالجُ" إلى كشفها على طاولة الكلام، فتسقط الجدران الدفاعيّة التي تستر الألم وينكشف الداء، لكنّ المشكلة في الديناميات التي تجري على شبكات التواصل الاجتماعي أن القائل قد يعتدُّ ويتعنّت ولا يقيس أثر مقولته ولا رجع صداها في غيابِ إشاراتٍ مشجّعة من معالجٍ، فتظهر الأعراضُ دون أن يتمّ علاج الداء.
قد تكون "الشكوى" مفيدة، أي وسيلة تنبيهٍ إلى خلل، لكنّها قد تكون دليلاً على تعقّد المشكلة ورفض العلاج، حين يكتفي المردّد بترديدها وعدم الاستماع إلى غيره!
وقد تتحوّل "الشكوى" إلى عملٍ يغني القائمين به عن العمل أو القيّام بالواجب أو تصحيح خللٍ أو تدارك فشلٍ، وهي بذلك مقدمة لاختراع الأعداء وإلقاء المسؤوليّة عليهم.
ملاحظـــة
نحتاج إلى الحريّة الكاملة في العيش كي نكفّ عن ممارسة الحريّة كمرض.

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com