السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

المُرسلون!

أصبحوا في كلّ مكان ببذلاتهم  الأنيقة ومواكبهم السّريعة وأصابعهم المرفوعة أمام الكاميرات، ستّينيون في الغالب و خمسينيون ، يتحدّثون نفس اللّغة، يقدّمون “رواياتهم” الخاصّة عن الواقع فيبدو أنّهم يرون ما لا يراه غيرهم، لن يتردّدوا في مجادلة المهندسِ في هندسته أو المعماريّ الذي يظهرون له تفوّقهم عليه في حسن تسخير الفراغ أو يشيرون عليه، من نظرة سريعة، بإعادة النّظر في مخطّطاته.
  يتمتّعون بحظوةٍ في حياتنا العامّة، فهم يتولّون مسؤوليات هامّة محلياً ومركزياً، وبمرورِ السّنوات و ضُمور “المؤسسات السيّاسيّة” المُنتجة للكوادر، خلت لهم السّاحة وباتوا “يهيمِنون” على صناعة القرار، وتقديم “روايات” عن الأحداث والوقائع تقوم على تمجيد العمل العاديّ وإنكار السلبيّ وعدم تحمّل المختلف.
ودون التقليل من شأن قدراتهم في التسيير، فإن “ما أصبحوا عليه” ظاهرة تستحقّ النّقاش في بلد يكابد من أجل استكمال بناء مؤسّساته الحديثة بعد هزّة الحرب الأهلية، خصوصاً وأن تدبير الشأن العام يعرف اختلالات  قد يحوّلها التكرار إلى أزمات.
يتعلّق الأمر هنا بخريجي المدرسة الوطنيّة للإدارة في القرنِ الماضي، الذين انتدبوا في مختلف المواقع، و باتوا يعتمدون طريقةً “إداريّة” في التسيير تفتقد، أحياناً، إلى المرونة التي يقتضيها الإشراف على الجماعات المحليّة، مثلاً،  حيث يبرز الخطاب المتعالي للإطار الإداريّ الذي يسفّه المنتخب ويقلّل من شأن المجتمع المدني، ويعتبر المواطن كائناً منزوع الذّكاء، ويحيل إلى ذاته «كمُرسل” جاء ليُخرج النّاس إلى النّور، هذا “الفكر” تكشفه بعض الفيديوهات التي تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، وتطرح بإلحاح مسألة «فهم» مسؤولين للمسؤوليّة كمنّة وكرم وسخاء منهم وليس كوظيفة مقابل أجر ومقابل حساب.
منذ سنوات تمّ فتح ورشة إصلاح هياكل الدولة، وقد كان هذا المشروع جواباً على خلل عاينه خبراء فحصوا أداء هذه الهياكل التي تحتاج إلى تحيين ومراجعة يقتضيهما تطوّر الحياة وتعقيداتها، هذا الإصلاح لا تزال الحاجة إليه قائمة، مثلما تبدو الحاجة ملحّة إلى إعادة الاعتبار للمؤسسة السياسية كمزوّد للأمة بالإطارات في مختلف التخصّصات، إذا لا يعقل أن يهيمن الأسلوب الإداري أو “ينفرد” الإداريون و المقاولون بالتسيير والتدبير في غياب رقابة سيّاسيّة ومدنيّة محليّة تضمن التوازن وتكشف الانحرافات وتجنّب الأزمات، لأن الديمقراطية تبدأ من هنا  والاستبداد أيضا.

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com