الجمعة 29 نوفمبر 2024 الموافق لـ 27 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

«اسألوا رونالدو»!

يسابقُ الساسةُ الموتَ ويحاولون مقاسمته البطولة في هذا الظرف العاصف من تاريخ البشريّة، بالأناقة ذاتها والأصابع التي تتوعّد العدوّ المجهول والخطب المطمئنة، فيما يُسابق العلماء الموت ذاته في مختبراتهم بحثاً عن العقّار المناسب لإسكات نفس العدوّ، لكن بصخبٍ أقلّ.
يقرأ السّاسة الموتَ كفرصةٍ أخرى لتعزيز سلطاتهم، لذلك يبدو ترامب وكأنّه في حملة لقهر خصومه، ويظهر بوتين كمصارع في تمام الاستعداد لخطف الميداليّة، أما ماكرون فيقدّم سرده البديع للعالم الموبوء بفصاحةٍ لا تعبأ بالكارثة، و وحدهم الصينيون سحروا العالم الذي يبدو اليوم جاهزاً لتقبّل قيادتهم.
أما الموتى فإنهم يواصلون التساقط في أرقامٍ باردةٍ، بلا مجد أو جنازات، في وقتٍ بدأ الأحياء فيه يقتنعون بأنهم مجرّد مشاريع جثثٍ.
الآن، وقد فات الأوان، وجب الاستماع إلى الأصوات العاقلة التي كانت ترفض التسابق المجنون نحو امتلاك أدوات الفناء على حساب صحّة سكان الكوكب وتعليمهم ورفاهيتهم، الأصوات التي كانت ترفض الحروب وتدمير الطبيعة و لم تكن تُسمع في صخب العالم.
وحتى وإن فات الأوان فإنّنا أمام حتميّة «مقاومة» صنّاع القرار الذين يقودون البشريّة إلى هلاكها بسياساتهم الإجراميّة، بابتداع أساليب قيادة جديدة يُصغى فيها للعلماء والمفكرين ويعاد ترتيب الأولويات.
لقد تعب الفلاسفة و المفكرون في نقد سياسات أقوياء العالم الخرقاء، دون أن يكون لذلك أثر في الواقع بعدما صنع السوق «النماذج» التي يستمع إليها النّاس والنماذج التي يحبّها النّاس، بل وحتى «الماكيتات» الجاهزة للتقمّص، بعدما سخّر «فقهاء الخديعة» العلوم في مشاريع التسويق، و أصبح الإنسان ذاته بضاعة في هذا السوبرماركت الكوني المفتوح.
وربما تُلخّص تغريدة غاضبة منسوبة إلى باحثة اسبانيّة في علم الأحياء الأمر كلّه بل وتمثّل  صرخة في وجه عالم يسيء تقييم المجتهدين:» اذهبوا إلى رونالدو ليجد لكم العلاج»!  
فاللاعب يتقاضى مليون أورو شهرياً دون احتساب مداخيل الإشهار و مداخيل صورته، فيما تتقاضى الباحثة في البيولوجيا 1300 أورو.
ومثلما كان  انتشار «كورونا» فرصة للرّاغبين في السطو على المستقبل لاستعراض مهاراتهم، فإنّه مناسبة للبشريّة للتخلّص من الإرث المشؤوم الذي راكمه المجانين والحمقى طيلة قرونٍ وعدم الإصغاء لهم مجدّداً، إن كان هناك وقت للإصغاء بعد هذه الجائحة.

المزيد من الأعمدة

صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com