الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

اقتباس العنصريّة

سليم بوفنداسة

حاول نشطاء على مواقعِ التواصل الاجتماعيّ تنزيل ما يثار عالمياً حول العنصريّة إلى السّاحة الجزائريّة، أي إلى البحث عن جورج فلويد محلي لإطلاق صرخة المختنق.
وحتى وإن كان التماهي مع الأحداث العالميّة ظاهرة طبيعيّة في عالمٍ معولم، وقد يكون إيجابياً في الكثير من الأحيان، إلا أنّه قد يكون مجرّد صرعة ستنتهي بعد أن تكفّ الشاشات عن بثّ مشاهد المظاهرات وبعد أنّ يكفّ المشاهير الذين يتقاضون ملايين الدولارات نظير نشاطهم على مواقع التواصل عن نشر صوّر التعاطف المحسوب.
و الأمر هنا لا يتعلّق بالدعوة إلى عدم الاهتمام بقضايا الإنسانيّة، بل مجرّد إشارة إلى عدم جدوى الانخراط في هموم مجتمعات أخرى لها تاريخها الخاصّ ولها طرقها في تسويّة مشكلاتها، و الأجدى الاهتمام بأسباب الاختناق المحليّة، وهي كثيرة، في مجتمعات ما بعد الكولونيالية، وقد شخصّ طبيبنا الخاصّ فرانتز فانون (وهو  مرجع يجب تذكّره هذه الأيام وفي كلّ الأيام) مرضنا قديماً، ونصحنا بمواصلة العلاج، لكنّنا لم نفعل. لذلك فإن آثار «العُصاب الجمعي» الذي نصح فانون بالتخلّص منه مازالت ماثلة وقد تحتاج إلى وقتٍ للشّفاء كشأن كلّ الحالات التي تأخر علاجها.
و «تقمّص المعتدي» بعد رحيله، ليس المشكلة الوحيدة التي نعاني منها في إدارة حياتنا بل نواجه مشكلات مرتبطة بالانتقال الشكلي من نظم تقليديّة إلى مؤسسات  حديثة دون عبور المراحل التي يقتضيها الانتقال، فكانت النتيجة نقل البُنى التقليديّة إلى فضاء «الحداثة»، لذلك نكتشف بين الحين والحين صعود العشيرة في المؤسسة، ونرى كيف يتراجعُ الاستحقاقُ أمام روابط الدم، وكيف تتحوّل الجهةُ إلى جواز مرورٍ.
والخلاصة  أنّ لدينا ما يكفي من أمراضنا التي تحتاج إلى الاهتمام والنّقاش والعلاج، أما الأمم الأخرى فإنها معنيّة بجسدها وبتاريخها وتتحمّل مسؤوليّة العلاج السيئ لمرض العنصريّة، الذي أثبتت الوقائع والأحداث أنّ البشريّة لم تجد اللّقاح المناسب له رغم استنجادها بالعلوم والفنون والميثولوجيات والأديان.
ملاحظة على صلة ملتبسة بالسيّاق
 من فرط الألم يصرخُ «معرّبون»، وبأثر رجعي،  بلغةِ صاحب الرّكَبة، أمام حيرة فرانتز فانون الذي أغمض عينيه وقال: ألم أقل لكم؟

المزيد من الأعمدة

المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
خِفّـــة

يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي...

  • 12 فبراير 2024
وصفُ السّعادة!

تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في...

  • 05 فبراير 2024
القيمة والشّعار

يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك...

  • 01 جانفي 2024
كبارُ "الباعة"!

سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت...

  • 18 ديسمبر 2023
مقبرةُ جماعيّة للإنسانيّة

في هذه الأرض المزدحمة، حيث يتعايش الأحياءُ والموتى، تُحفر القبور على عجلٍ في الأسواق السّابقة...

  • 11 ديسمبر 2023
في وصف الشّر

تدفعُ المقتلةُ الجاريّة هذه الأيّام ومحاولات تأويلها وتغطيّتها نحو التفكير في "الشّر"، ليس كمصطلح...

  • 04 ديسمبر 2023
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com