السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

خلط

يجري هذه الأيام ربطٌ غريب بين مواضيع ليس بينها رابط في نقاشات لا تتوقّف على شبكات التواصل الاجتماعيّ، تحيل أحيانا إلى «مشكلات» في التفكير، خصوصاً حين تدور بين نخبٍ يفترض أنّها تعتمد المنهجيّة العلميّة في الطرح ولا تخلط المواد غير القابلة للاختلاط، كالربط بين الجماجم المستعادة والأدمغة التي لم تتمّ استعادتها، أو الدعوة إلى نسيان الماضي والتطلّع إلى المستقبل، وحتى في مقاربة مسألة الهجرة التي تعني كافّة سكان كوكبنا.
ودون التقليل من شأن التدخّلات المختلفة، فإنّ حاجتنا إلى نقاشٍ جديّ في حياتنا تجعلنا نتطلّع إلى طرحٍ عقلانيّ،على الأقلّ، في مرحلةٍ مخيفة يكاد ينعدم فيها التفكير السياسيّ، والكفّ عن إنتاج  خطاب النّقمة بسبب وفرته في السّوق الوطنيّة، وينسحب الأمر على الشكاوى والتظلّمات.
فمعالجة جراح الماضي لا تعرقل العمل المستقبليّ، خصوصاً إذا كانت هذه الجراح لا تزال مفتوحة وتؤثّر على الجسد والروح، كجراح الاستعمار التي تتسبّب فيما تتسبّب فيه في ميلاد أشخاص يعانون من تشوّهات خطيرة تبرزُ في إيديولوجيات متعاليّة وفي خطابات عنصريّة وفي الممارسات البيروقراطيّة التي يغذيها الحليب اليعقوبي والتي نجح أصحابها في أسر الدولة الوطنيّة لسنوات طويلة ويريدون المزيد.
و أما الهجرة فهي ظاهرة إنسانيّة تخصّ الأفراد والجماعات، وقد تكون اضطراريّة أو اختياريّة وقد تنتهي بعودةٍ أو تكون دائمة لا عودة منها فينتسب المهاجر إلى عالمه الجديد، وهي ليست امتيازاً  أو معرّة، وكذلك الأمر بالنّسبة لمن لم يهاجر اختياراً أو لم يستطع إلى ذلك سبيلاً، فالبقاء ليس مفخرة أو حجّة للنيل من الآخرين، ويكفي أن ننظر إلى الطيور كيف تهاجر من قارّة إلى قارّة وتعود بلا صخب أو فلسفة  لنطوي هذه المسألة !
وأما الأدمغة فتحتاج إلى تعريفٍ أولاً، ونزيفها مرتبط بسياسة وسوق عالميّة حوّلت العلم والعلماء إلى سلعة ووفرت المناخ ووضعت المقابل بسخاءٍ لا تقدر عليه الدوّل السائرة في الدروب الوعرة، ويبدو الأمر أشبه بسوق الكرة، فمن الصّعب أن نطلب من محرز، مثلاً، أن يلعب لوداد تلمسان أو نلزم بن سبعيني باللّعب لمولودية قسنطينة.
و الأجدى هنا أن نشرع في توفير المناخ الملائم  للبحث العلمي مستغلين الاستعداد العاطفي لعلمائنا ونجعل، قبل ذلك، من المعطى العلمي أساساً في اتخاذ القرار.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com