السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

مجانبة

سليم بوفنداسة

تشكلّ الرّغبات العارمة في التجمّع والكلام إحدى العقبات في مواجهة الجائحة، ما يستدعي البحث عن سرّ هذه الحاجة التي قد يموت النّاس من أجل تحقيقها.
حيث لم تتوقّف التجمّعات السريّة حتى في أوقات الحجر التي يختفي فيها "المتكلّمون" عن أعين الشرطة من أجل الكلام إلى ساعات متأخرة من اللّيل، وما إن تمّ تأخير الحجر بثلاث ساعات حتى فُرشت الأرصفة (في مدينة كبيرة كقسنطينة مثلاً) للمتجمّعين فيما يشبه الاحتفال بزوال العائق.
قد يحتاج الدارسون إلى تجميع الكلام لفهم الرّغبة القاتلة التي تدفع إليه، وسيجدون كنزاً يمتدّ من تكتيكات الكرة إلى أسرار السيّاسة مروراً بحقائق علميّة.
و إذا كانت هذه الظاهرة تحيل إلى "وقتٍ ضائعٍ" من الحياة والاقتصاد، فإنّها تشير في ميزان التحليل النفسيّ إلى مشكلةٍ في الحياة، فالتجمّعات المذكورة تشبه جلسات العلاج الجماعي التي يقوم بها معالجون، ما يعني أنّ الذهاب إلى الكلام يشبه طلب العلاج ، مع فارق مؤثّر يتمثّل في غياب المعالج الذي يوجّه اللّعبة بذكاء في الحالة الأولى. ونحن هنا أمام حالات فشلٍ يتمّ علاجها بطريقة خاطئة، تماماً كما يتم علاج أمراضٍ مستعصيّة بوصفات ما يسمى بالطبّ البديل.
وتصبح الظاهرة خطيرة حين تنتقل عدواها من مواطنين يواجهون مشاكل اجتماعيّة أو مهنيّة إلى مسؤولين يبدّدون وقتاً في الكلام الذي يصبّ في امتداح أنفسهم وهجاء الآخرين أو التنظير لعملٍ معروفٍ منذ ظهور التجمّعات البشريّة، على حساب مهامهم الفعليّة، وكما في الحالات المذكورة سلفاً فإنّنا أمام مشكلة في فهم العمل واختلال في الأداء، لأنّ انجاز العمل على الوجه الصّحيح يعفي صاحبه من ترجمته إلى كلام !
و لو نظرنا إلى الأمم المتطوّرة الآن لوجدنا أنّها منصرفةٌ إلى الفعل، أي إلى العمل وأنّ شعوبها لا تهدر وقتها على النحو البشع الذي نقوم به، حيث نكاد ننفرد بين سكّان كوكبنا بهذه الظاهرة  التي تقترب من الغرائبيات أو الفنتازيا بل وحتى المأساة في بعض الأحيان حين تجد أشخاصاً يقضون أعمارهم  على الأرصفة يسردون حياةً، كان من المفترض أن يعيشوها فعلا، بأساليب هي برهانٌ على أنّهم لم يفعلوا.

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com