الأحد 3 نوفمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

متألقون!

نجحت الغوغاء في استقطاب أصواتٍ محسوبةٍ على النّخبة إلى أرضها، فأصبح للخطاب الغوغائيّ كتّابه الذين يتجاسرون على إلقاء يقينيّاتهم في ساحةٍ فارغةٍ من النّخبة الحقيقيّة التي كان يفترض أن تدير النّقاش بأدواته وتُخرج الجزائريين من عادة التراشق والتنابز، وبات أيّ كاتب إنشاءٍ لا يتحرّج في إصدار فتاوى في مسائل تاريخيّة أو اثنولوجيّة أو لغويّة استجلاباً للإثارة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، غير مبالٍ بموجة الكراهيّة التي تتشكّل خلف طرحه ولا بالأضرار التي قد يتسبّب فيها في مجتمعٍ  يعاني من هشاشةٍ،  لا ضرورة للتفصيل فيها هنا.
ما معنى أن يسخر كاتبٌ من عرقٍ أو لغةٍ أو يحمّلهما مسؤوليّة الكوارث التي يعرفها العالم؟ ما معنى أن يقلّل كاتبٌ من شأن جهةٍ أو يمتدح أخرى ويصدر الأحكام الجائرة على سكان منطقةٍ لا يعرفها؟
بغضّ النظر عن اعتداء أشخاصٍ على تخصّصات لها أهلها، فإنّنا نشهد تحريفاً للنقاش في مسائل وطنيّة، فتتحوّل في كلّ مرّةٍ المطالبة بالديمقراطيّة إلى مناسبةٍ لزرع العنصريّة واستخراج ما يفرّق المواطنين من صناديق قديمة يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري، ليصبح التطلّع إلى الحريّة مقروناً بالفوضى.
إن بناء الديمقراطيّة يقتضي التدرّب على الاختلاف وليس صناعة الخلاف، كما يفعل بعض «المثقّفين» الذين يعانون من جوعٍ مزمنٍ إلى الظهور يدفعهم إلى إنتاج الحماقات بما يتناقض مع وظيفتهم كمنتجي أفكار وجمالٍ وكفاعلين في مجتمع وفي دولة وطنيّة تعاني من اختلالات في البناء وتواجه أزمة وجودٍ في محيط عاصف، يشهد عودة  النزعة الاستعماريّة لقوى عالميّة بشكلٍ وقحٍ تم التفريط فيه في الأقنعة الدبلوماسيّة التي تم اختراعها بعد انقضاء الموجة السابقة للاستعمار.
ودون أن نرجع مشاكلنا كلّها إلى «الأطراف الأجنبيّة» فإنّه من الغباء أيضاً أن ننكر ما يدبّره أشرار العالم لدوّل الجنوب للجواب على أزماتهم الاقتصاديّة أو ضمن حروب البقاء التي تمرّ عبر إعادة رسم الخرائط التي تُسند فيها أدوارٌ لوكلاء محليين يُقبل انخراطهم بطريقة واعيّة أو غير واعيّة، ومن المؤسف هنا حقا، أن تجد كتاباً وصحافيين بين طالبي «الاستمارات» في السفارات والمراكز الثقافيّة، (للمستعمر السابق أو دويلات الشرق على حد سواء) تحت عناوين النّضال والثقافة والتألّق.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com