السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

قُبّعةُالنّاقمِ

أن تكون كاتباً أو مثقّفاً فإن ذلك لا يعني أن تكون جاهزاً لإصدار فتاوى في كلّ ما يحدث مستثمراً في الفنّ الذي تتقنه وقد لا تتقن سواه، خصوصاً حين يكون «ما يحدث» مرتبطاً بأجندات دوليّة تديرها قوى استخباراتيّة ودبلوماسيّة لأهدافٍ يعرفها المشتغلون في الحقول المعنيّة وتغيب خفاياها عن الجمهور الواسع وكتّاب الشّعر، وقد تتحوّل إلى جندي بدون رأس وأنت تشارك منشورات أو توقّع بيانات مجهولة المصدر  أو تتضامن مع «أشقّاء» لا تعرفهم أو تؤيّد مواقف مشؤومة لدوّل طمعاً في شيء ما!
من حقّك أن تناضل من أجل الحريّة والديمقراطيّة في بلدك، بل من واجبك أن تفعل ذلك، ومن حقّك أن تناضل من أجل ما تشاء، لكن أن تدفعك نقمةٌ ما أو فشلٌ في تحصيل الأمنيات أو خطأ في تعريف الحريّة إلى الإشادة بمشاريع الاستعمار الجديد، أو تدفعك معارضة النّظام إلى تأييد خصوم بلدك، فتلك مسألة تستدعي إعادة تعريفك تعريفاً لا يسرّك!
قد يبدو سقوط كاتبٍ باحثٍ عن المجد في شرك «صنّاع النجوم» الباريسيين مفهوماً، حين يندفع للإشادة بإسرائيل وديمقراطيّتها وهجاء ضحاياها ولومهم على عدم الموت في صمتٍ احتراماً للجلاّد الديمقراطيّ الذي أقام واحته في الشّرق الأوسط، لكنّ الموقف ذاته يبدو عصيّاً على الفهم حين يصدر عن كاتبٍ مقيم في منطقة داخليّة في الجزائر، حيث لا يصيبه حتى كرم مآدب السّفارات والمراكز الثقافيّة الأجنبيّة.
بمعنى أنّ «التصهين» المأجور يبدو مفهوما، لكنّ «التصهين» المجانيّ يثير الحيرة، وينسحب الأمر على مؤيدي الممالك في حربها على الجمهوريات (أو ما تبقى منها) في المنطقة المسمّاة بالعربيّة، بالانخراط في بروباغوندا عن الديمقراطيّة وتحرير الشعوب من أنظمة قمعيّة، في وقت تحافظ فيه تلك الممالك على طابعها الأركائيكي ونظام حكمها العائلي وتعفي نفسها من نسائم الربيع الذي تصدّره عبر طائرات الشّحن والقنوات الفضائيّة وشيوخ الفتوى، ولا تظهر أيّ خجل وهي تدفع من مقدرات شعوبها للمحتّل الذي يحميها من الديمقراطيّة ذاتها.
من المحزن، حقاً، أن تفقد أمّة رؤوس بعض أبنائها»المتعلّمين» بالمجّان الذين يجاهرون بافتتانهم بالقوى الاستعماريّة ووكلائها المعتمدين، وهي التي كسبت حربها مع قوّة كبرى بسواعد أبناء غير متعلّمين.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com