السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

الوصيّة

اشتكى الروائيُّ ياسمينة خضرة من حصارٍ فرنسيٍّ يسهرُ على إحكامه الكاتب الطاهر بن جلون، وقالها صراحةً إنّ الكاتب المغربي وعضو لجنة غونكور، هو الذي يشيع منذ  عشرين سنة في الأوساط الأدبيّة الفرنسيّة بأنّه يعرفُ الكاتب الحقيقيّ لروايات الكاتب الجزائريّ!
خضرة قال في حصّة على قناة TV5 الفرنسيّة، إنّ بن جلون يقفُ وراء حرمانه من الجوائز ومقاطعة وسائل إعلام فرنسيّة له، ما دفعه إلى إصدار كتابٍ  يضمّ مجموعة حوارات للردّ على "التشويه" الذي تعرّض له "في بلد اسمه فرنسا"، و "لطمأنة القرّاء والمكتبيّين" الذّين دافعوا عنه.
ياسمينة خضرة فضّل أنّ يصبّ غضبه على الكاتب مغربيّ الأصول فرنسيّ الجنسيّة والهوى ويستثني الدوائر والمؤسّسات التي تصغي إليه، ولعلّه، وهو الكاتب النّبيه، لم يفهم رسالة قديمة لشيخ الروائيين الجزائريين محمد ديب، أكدّ فيها فيما يشبه الوصيّة أنّ "العالم واسعٌ خلف جدران باريس" وأنّ على كتّاب المغرب العربيّ الذين ينشدون المجد في هذا البلد أن يعلموا بأنّهم يصنّفون بعد الخادمات البرتغاليات في السلّم الفرنسيّ.
ورغم ما في شكوى خضرة من "مذلّة" إلا أنّ مشكلته تحيل إلى مشاكل سابقة  لكتّاب جزائريّين مع هذا الكاتب الذي يتمتّع حقاً بنفوذ في الدوائر الثقافيّة الباريسيّة، بداية من رشيد بوجدرة، الذي اتهم علنًا صديقه السّابق بالرضّوخ للمساومة و كتابة روايات إكزوتيكيّة تحت الطّلب، ومرورا بكمال داود الذي صوّت بن جلون ضدّه في لجنة جائزة غونكور، واعترف في حديث مع كاتبٍ جزائري أنّه صوّت ضدّه وسيصوّت ضده ثانيّة لو أُعيد التّصويت، وانتهاءً بخضرة الذي يشتكي من "المحاصرة".
و قبل ذلك فضّل بن جلون أن يدعّم مواقف المخزن من الجزائر، متجاوزًا التقاليد التي دأب عليها الكتاب الكبّار في المغرب العربي القائمة على عدم الانخراط والخوض في المشاكل السيّاسيّة بين البلدين والتسامي على الخلافات، و تفوّق صاحب "ليلة القدر" في هذا الاختصاص على منشّطي الحملات الإعلاميّة وبعض وزراء الخارجيّة.
حسنًا، لقد اختار بن جلون مجراه وقبل بالشّرط الفرنسيّ الذي يُلزم طاعة المؤسّسة الكولونياليّة، وكذلك فعل كتّابٌ جزائريّون قايضوا المجد الأدبيّ والإعلاميّ بجلد الذّات وشتم الأصول، فلماذا نطلب من هذا الكاتب أن يتغيّر في شيخوخته السعيدة؟ ثم أليس من السذاجة أن ننتظر التقدير من بلدٍ جعل من اللّغة والثقافة أدوات هيمنة؟ وهل تخفى على كاتبٍ عالميّ، حساسيّة العلاقة بين الجزائر وفرنسا وتعقيداتها التي تؤكّد بمرور السنوات أنّ نار الحرب التي لم تنطفئ  تمامًا، ويمكن رصد علاماتها  في عدم استلطاف "الجزائري" حتى و إن كان أحسن لاعبٍ أو أعظم كاتبٍ، واستهدافه مباشرة أو عن طريق جنود "الفيلق الأجنبي" !
ملاحظة
 يتطلّب الشّفاء من "المرض الفرنسيّ" الكفّ عن التفاعل مع "النظرة الفرنسيّة" أو محاولة تغييرها، وعدم اعتمادها كمعيار في تقييم الذات، لأنّ العالم واسعٌ، حقًا، خلف جدران باريس.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com