السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

عيون الممالكُ على الجمهوريات

تبدي منابر إعلاميّة عربية، اهتماماً متزايداً بالشأن الجزائريّ، الذي تستهدفُه يومياً بحثاً عن «التفاعل» على شبكات التواصل الاجتماعيّ، من تتبّع أخبار نجوم المنتخب، إلى المسائل الداخليّة إلى المشاكل الخلافيّة مع الجار الغربيّ التي تدر التعليقات والمشاركات وتُشعل الحروب الكلاميّة.
و واضح أنّ السيّاسة التحريريّة لهذه المنابر تقومُ على استهدافِ البلدان ذات الكثافة السكانيّة وإثارة المواضيع الحسّاسة، لتحقّق غايتها في الانتشار وتمرّر، بعد ذلك، «رسائلها» المُرتبطة بسيّاسات و أجندات «الدوّل المانحة».
وواضح، أيضاً،  أنّ القراءات الناقدة للأوضاع والسيّاسات في هذه الوسائط، تستهدف بلدانا بعينها، مصر والجزائر وبعض «الجمهوريات» التي سقطت في الفوضى أو التي لم تسقط تماماً، مثلما هو واضح بأنّها تنحاز للممالك إذا وقعت في خلافٍ أو تضارب مصالح مع الجمهوريّات، كما هو حاصل بين الجزائر والمغرب، حيث تتحدّث  بلسانٍ مغربيّ وتنتصر لطرح المملكة.
تُحيل هذه المعاينة إلى مسائل مرتبطة بصناعة المحتوى الإعلامي المكتوب بالعربيّة، التي باتت تحتكرها دوّل خليجيّة غنيّة توجّهت نحو الاستثمار في هذا القطاع الذي منحها مع مرور الوقت «قوّة ناعمة» باتت تستثمرها في توجهاتها الدبلوماسيّة، وحتى في أجندات جيوسياسية دوليّة، متعلّقة بإعادة ترتيب الأوراق، تتولاها قوى استعماريّة تقليديّة.
والأمر هنا، لا يتعلّق بشكوى من المؤامرات التي كانت ولا تزال أسلوباً في إدارة شؤون العالم الذي لم يتخلّص صنّاع القرار فيه من جشعهم وجوعهم المزمن لنهب ثروات بلدانٍ و شرب دماء شعوبها، ولكن بتنبيه إلى مآخذ أخلاقيّة في المحتوى الإعلامي الذي  يقدّم دولا بأنظمة بطريركية كواحات للتقدّم والحريّة ويسفّه بقيّة الدول، بل ويساهم في تفكيكها، وفي سلوك نخبٍ إعلاميّة وثقافيّة ضبطت نفسها على خطّ المانح، مساهمة في الوضع الحالي الذي تحوّل فيه مركز صناعة الإعلام والثقافة من حواضر وحضارات عريقة إلى دوّل غنيّة نجحت في استقطاب الكوادر الإعلاميّة  وحوّلت البعض منهم إلى «نشطاء»  تثير سلوكياتهم الحزن والأسى.
والذنب لا يقع على الفاعل وحده، ولكن على المقصّرين أيضاً، لتفريطهم في صناعة سبقوا غيرهم إليها لكنّهم أفسدوها بسوء تدبير أفقد المهنة وجاهتها وجعل جماهير البلدان المستهدفة في متناول ميديا يديرها وكلاء الاستعمار الجديد الذين يغطّون على أدوارهم المشؤومة بالتبشير بحريّة يحرمون منها شعوبهم، التي لم تجرّب إلى يوم الله المتأخّر هذا، الانتخاب أو التظاهر و الاحتجاج.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com