الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الخادم وسيّده!

تعوّد كتّاب المغرب العربي على تجنّب الخوض في الخلافات السياسيّة القطرية في خطاباتهم خارج النص، احترامًا لما يجمعهم وصونًا لمكانة المثقّف، الذي «يتفادى» السيّاسي ولا يُجاريه.
 لكن الطاهر بن جلون  المعروف بالتزلّف للمؤسسة الفرنسية ولدوائر صناعة القرار وإطلاق البالونات والنجوم، لم يخرج عن التقليد فحسب، بل بلغ، أخيرا، من الإسفاف والغوغائية درجةً تثير الاستغراب وهو يكتب لقرائه: «يجب أن تمتلك أعصابًا صلبةً لتستمرّ في احترام الشعب الجزائري”!
وسبب هذا الاستنتاج القاسي أن هذا الشعب ضحيّة «نظامٍ عسكريّ يعيش على كليشيهات الستينيات»، عكس حكّام  المملكة السعيدة، الذين سبقوا عصرهم وأوانهم  ووفروا الرّفاه لشعبهم والمشكلة الوحيدة التي تواجههم، في تقدير سي الطاهر، هي «حقد وغيرة» الجزائريين!
ولا بأس أن يبحث الكاتب «هجّاء العنصريّة» في جذور هذا الحقد الذي يعود إلى شبابه (فهو مركز التاريخ) في السنوات الأولى للاستقلال، حين اندلعت «حرب الرمال» التي لم تكن سوى ردّ  اضطراري مغربي على «الاستفزازات المتكرّرة لجيش بن بلة»، ليتشكّل بعد الانقلاب عليه «الحقد الممنهج على المملكة».
الكاتب الذي قرّر أن يحرمنا من احترامه يعيش في بلدٍ غربيّ، و يفترض أن يتدرّب على «ثقافة ديمقراطية» تمنعه من سحب الأحكام على شعب كامل، ويمارس الكتابة الأدبية التي كان يفترض أن تجعله يترفّع عن الخوض في مشكلاتٍ آنيّةٍ يثيرها «العاديون» في مواقع التواصل الاجتماعي أو تختلقها نخب سياسيّة لها حساباتها و تتداولها صحافةٌ مغلوبةٌ على أمرها، ويحترم القراء الذين مازالوا يشترون كتبه في جنوب المتوسط رغم ارتفاع سعرها مقارنة بمستوى دخل الأفراد في هذه المنطقة من العالم،  إن لم يمتلك سلطة احترام ذاته!
 يعرف بن جلون دون شكّ، أن الحريّة غير قابلة للتجزئة وغير قابلة للتأويل، وأن النزاهة تقتضي ألا تنتقد «شيئًا» وتشيد بشبيهه في نفس الوقت. فإذا رفعنا عنه حرج قول ما يجب قوله بشأن  نظام  بلاده تسليما بأنه لن يفعل ذلك، هل يستطيع الحديث عن الدور الفرنسي في المشاكل القائمة بين الجزائر والمغرب؟ وهل يستطيع انتقاد السياسة الفرنسية في المنطقة؟ وهل يستطيع انتقاد الاستعمار الجديد الذي يستهدف إخوانه؟  وكيف سيشرح الحقد لابنته وهو يصدّره لجيرانه؟  وكيف يتحدّث عن حقوق الشعوب وهو يعذّب مغربيات صغيرات في بيته؟

المزيد من الأعمدة

المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
خِفّـــة

يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي...

  • 12 فبراير 2024
وصفُ السّعادة!

تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في...

  • 05 فبراير 2024
القيمة والشّعار

يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك...

  • 01 جانفي 2024
كبارُ "الباعة"!

سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت...

  • 18 ديسمبر 2023
مقبرةُ جماعيّة للإنسانيّة

في هذه الأرض المزدحمة، حيث يتعايش الأحياءُ والموتى، تُحفر القبور على عجلٍ في الأسواق السّابقة...

  • 11 ديسمبر 2023
في وصف الشّر

تدفعُ المقتلةُ الجاريّة هذه الأيّام ومحاولات تأويلها وتغطيّتها نحو التفكير في "الشّر"، ليس كمصطلح...

  • 04 ديسمبر 2023
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com