خيرة بلقصير
العنكبوت الواهية على رقبة المِيقات، خيط مسدي الوصل... مُقاربة أخرى بين عبثية الكُتب تتفتتُ بالمعاني، إنّها فانية هي الأخرى كحديث النفاثات وعسر الوضوح... عازمة على ترك الوجد والمُعصم لا سبب مُباح يُلجم الليل والخيل نحوي.. يُهصر ديمومة الحروف عنقود الصّالحين... بأبي أنتَ وأمّي يا «أبا حيّان» لا تُوسع الرؤية نحوي ولا تدخل من عين الإبرة سيراك المُطلق... العينُ من فلق مكروب... أستمد حنايا اللقاء وغوغاء اشتياق تعربد في أنحاء العظم والوريد....
أسامر أجثات الأحبة الذاهبين ويزدريني وطني كتارك الصلاة... هنا نبع الاغتراب مكفوفة الأيدي... والأصابع رقصٌ مُحرم على لوح حديث يوقعني تارة في الإثم وتارة يمنحني السلام... ثمّ أهيم نخلة تحرثُ البحر.. لا شفاعة تمنحني نضج اللّغات وأفانين من عقاب..
تلك غرانيق تأكل ظهر النهار لا شفاعة لأمنياتها النّعيق نهشت حلم الوليد وفقأت تثديا كالإصباح البليج... لا زهر يمتطي الغصن المُعتال... الناس ضبابٌ هالكٌ يرجو حكمة يوم عاصف يتفاقم فيه غباء الحاكم فيخرج من إبط الشعوب نملة سجيّة بحبة قمح تُداري مجاعة الفكر وتلقن الإنسان عزف التسامح والانبجاس.
يا ذا الغرنق المخبول المجدوب المناور السّماء طروادة تتهدهد والشعب رغيف وبأس وعمامة مكسورة الخاطر تتربص بنبرة المدينة الهلامية...
يا سماء أجمّة الاصطبار تلج سُمّ الخياط تورمت ركبتا القدر وفاض كأس البعث بالعطش.. تارة أتبدّد كالسؤال العجوز عن طفل يسقط ريشة ثكلى، تارة يستبيحني كرسي ممشوق بالحتف ويُقلّم رهط الحروف تُخمش حسن الكلام فيسقط السلطان المُبجل، محفوف الشوارب مقنن اللّسان عبق بعطره الموت وبزهد اليدان في الدعاء.. تأتي ضحكة الشهيد تسيل من جمجمة السّكوت... أخرجي أيّتها الكراسي من عجرفة السّاسة السُّوس يحترفون نخر الفريضة الآتية.. بالالتباس... أخرجي يا سنابل العتمة لرهبة الحواس، الأثر نعلٌ يدوس أهوال القلب، سينامُ السّؤال إذن في حضيض اللّغة ثمّ يأتي وقرٌ رهيبٌ يصّم ذهول الرغيف، وجودُ الأثر لا يعني أنّنا هنا، إنّها غريزة الوطن المُمتحن إنّه تابوت الوصايا... سيفيض البحر يومًا من دواتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(•) خيرة بلقصير: شاعرة جزائرية مقيمة في الأردن.