المشروع الموسيقي لأشجار المصحة

محمّد قسط
- 1 -
أحرص أن أسقي أزهار الفلسفة في الشرفة
وأن أطعم الشك بسكويتا وحليبا منزوع الدسم
وأن أرافق الأسئلة ليلا إلى المرحاض
 - 2 -
أحرص أن أزور المصحة كلّ أسبوع
ألمع أحذية الأشجار المريضة
وأنعم بقيلولة لذيذة
أسفل آخر نافذتين في المبنى
 - 3 -
أضع قناعا حين أدخل للمسرح
خشية أن يرميني زبائن المقهى القريب
بأحداقهم، ينزعونها ويرمونني
كأنني المسؤول عن رفع أسعار البنزين
 - 4 -
مهمتي حين أستيقظ صباحا
أن أرفع أجفان الشمس
حتى لا تتأخر كعادتها
أقف 8 دقائق على ساق واحدة
ولا أتعب
 - 5 -
أغتسل بالموسيقى
كما تفعل بجعة في البحيرة
رغم ذلك لا أبتل
أظل جافا، نظيفا
كنهار دون غيوم
 - 6 -
هذا الذي يحدق بي عند الناصية
وأنا أغادر محل البقالة محملا
بعلب التونة، وقوارير البيرة الحلال: 0 كحول))
لا يدري أنّني أقطن جانبه في الحي القديم
وأربي قططا معدنية في غرفة المعيشة
 - 7 -
أعود خائبا من مركز البريد
من المستشفى
من المخبزة
من المدرسة
وحدها المقبرة تحفظ لي
نصيبا هائلا من الدهشة
 - 8 -
أفتح الطريق قاموسا
لمفردات أخطأت في تهجئتها
الأقدام
 - 9 -
أعدل الأحبال الصوتية
لشجرة الدار
التي سكتت عن الحفيف
-10-
«الموتى يصبحون أصعب مراسا «
يقول السكير الذي يخرج الآن من المقبرة
-11-
لا يكتفي الكائن الشّعري من مباغتتي
يمزق أقنعتي الكثيرة في خزانة الملابس
حتى أنه يفكر أن يسلخ جلدة وجهي
-12-
إذا ضجرت مثل أي حجر
جرب أن تنجب طفلا
-13-
...
..
.