الطفل الذي يرفض الكلام في الجزائر!
سيحل الكاتب الصيني مو يان، الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2012، بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة بعد أقل من شهر، حيث يعتبر واحدا من أبرز كتاب الصين المعاصرين، بعد أن تمكن من وضع ملحمة واقعية إلى حد العنف عن تاريخ بلده.
ومو يان هو اسم مستعار للكاتب ويعني «لا تتكلم»، لكن اسمه الحقيقي هو غوان مويه، حيث اختار الاسم المستعار في أول رواية له نشرها عام 1986 والموسومة بـ»الفجلة البلورية»، والتي تروي قصة طفل صغير يرفض الكلام ويسرد تفاصيل الحياة الريفية كما عاشها الكاتب في طفولته. ونشرت الأكاديمية السويدية يوم فوزه بجائزة «نوبل» بأنه «يدمج قصصا شعبية بالتاريخ والحاضر، منتهجا في ذلك واقعية مذهلة»، في حين تعرض الكاتب لانتقادات شديدة من زملائه الكتاب بسبب اتهامهم له بمساندة نظام الحكم القائم، رغم أن الأكاديمية السويدية أشارت في بيانها إلى أن روايته «أنشودة الثوم الفردوسي» الصادرة عام 1988 والكتاب الساخر الذي أصدره عام 1992 تحت عنوان «بلد الكحول» قد اعتبرا «هدامين» في الصين، لانتقادهما اللاذع للمجتمع الصيني في تلك الفترة.
ويعود الفضل في شهرة مو يان في العالم الغربي إلى فيلم «الذرة البيضاء الحمراء» الصادر في سنة 1987 والمقتبس عن روايته «عشيرة الذرة البيضاء»، حيث تمكن الفيلم من افتكاك جائزة الدب الذهبي في طبعة مهرجان برلين السينمائي لعام 1988. من جهة أخرى، اعتبر المتابعون بأن الواقعية التي تطبع أعمال مو يان الأدبية قد تصل إلى حد العنف، حيث تتحدث عن جميع التغيرات التي عرفتها الصين في المرحلة الشيوعية وخلال اجتياح اليابان لها، ثم مرحلة الثورة الثقافية والعديد من الفترات الأخرى المضطربة في ظل الحكم الشيوعي، كما أن كتابه المعنون بـ»فينغرو فيتون» والصادر عام 1996 يعتبر ملحمة تصف الصين في القرن الماضي، من خلال قصة عائلة، و»تراوح بين مأساة التاريخ ورؤى إباحية من خلال مراقبة شخصيات لا تتمتع بما يكفي من الاتزان، ومن بينها طفل لمزارعة صينية وقسٍّ سويدي».
وأقام الكاتب، بحسب الأكاديمية السويدية، صَرْحًا من الخيال والواقع، وبين البعد التاريخي والاجتماعي، حيث اعتبرت الأكاديمية بأن تعقيدات عالمه تذكّر بعوالم الأمريكي ويليام فولكنر والكولومبي غاربييل غارسيا ماركيز، دون أن يقطع جذوره مع الأدب الصيني القديم وتقليد القصة الشعبية، كما قال خبير الأكاديمية المختص في الأدب الصيني حينها «إن مو يان من أفضل خيارات الأكاديمية»، رغم أنه يعتبر ثاني كاتب صيني يحصل على جائزة نوبل للآداب بعد غاو سينجيان، الذي مُنِحَها في عام 2000، بعد ثلاث سنوات من حصوله على الجنسية الفرنسية.
وأصدر مو يان، المولود في عام 1955، العديد من الكتب في القصة القصيرة ونصوصا أخرى، فيما تجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن قدوم الكاتب المذكور إلى معرض الكتاب كانت من طرف وزير الثقافة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
سامي .ح
