محمّد قسط
- 1 -
عُشب في الشبّاك
عشب في البال
من أخبر العصفور المنحوت في المزهرية
كيف يكلّم الغيمة؟
فطار..
- 2 -
أسقي الزهرة البلاستكية
تتزخرف ياقة قميصي
السيجارة التي نهَضت من رمادِ شفتي
تَسرقُ مرّة أخرى شهقة المنفضة
- 3 -
الليل يتسلل من خلفِ الستائر
السرير يئن
النجمة القريبة أرقّ من إوزّة
تموت ما إن تخُون الشفاه السجائر
- 4 -
الأغنية الضحلة
تقبع في قاع الكأس
الفراشات تنفذُ إلى جرح المصباح
تحترق أصابعي
- 5 -
القيثارة التي تتكور في الرفّ كَ جنين
ما زالت منذ موت «لوركا»، تتنفّس
- 6 -
غرناطة حمراء كَ جرح «لوركا»، تنامُ منذُ النَرْجِس، في كفنِ «زرياب»..
- 7 -
أتذكّر مَعزوفاتِ «ياني»
ووشمَ جدّتي الأزرق
ورقص الغجريات في طُرق البِصارة
رغم ذلك ما زلت أحزن
كَ عُشبةٍ وحيدةٍ في جدار
- 8 -
الرصيف يمضغ فضلةَ خطواتي
القطّ الوحيد الذي يشمّ رائحة أرقي
دهسته سيّارة رئيس البلدية الذي انتخبته
سأفخخ الإسفلت بنوايا شقائق النعمان...
- 9 -
سأفخخ الشرفات بالغسق
وسأغسل الصفصاف من الحفيف الصدئ
كذلك تفعل الدُّوريات، حين أتفادى البحر
تنظّف شراييني من الملح
-10-
الطحالب تَندَلِق ُمن أفواهِ المراكب
الهدير كمنجة مُتعبة
شهوةُ الأزرق أن يدُسَّ المحاراتِ في جرحِ اليابسة
والغروب فضّة حمراء
شهوة الأزرق أن يَغرقَ في نورسة
-11-
ها أنا أرافق الذئاب إلى البئر
أجدُ قمصان البحر معلّقة على حبل شهوات مؤجّلة
أمشي حافيا على ملح السماوات ولا أغرق
-12-
سماوات مفتوحة، تَقترفها سواعدُ الحصّاد في الحقل، السنابل مُشرعةُ على صلاة المنجل، هل يضيء النحلُ إذا غاب الوحي؟. أسألُ نجمةً تترجلُ.
-13-
ها أنا أكتب خلسة، تنفرِجُ شفتاكِ أكثر، كَ بتلّتين. اللّغة رحيق سيجارة مُغمّسة فِ «جنّةِ الندم»، أقولها ويدي تضعُ، سبعَ سُنبلات على قبر «المعرّي».
-14-
أفتح دولاب ملابسها
أفتحُ أفقا من اللازورد
شموس ونيازكُ تنامُ مفتوحة العيون
تحسّبا لأصغر شرر
قد أفكّر الآن، ما الّذي سيحدث؟
فقط سأحبس مـجرّة في علبة.
-15-
الذئاب تنهش ظلّي
وأنا ألاحق حبقا وحشيّا
من عروة الغجرية، يبزغُ غروب قرميدي
البحّة في صوت العرّافة «فانجا*» زرقاء
حتى النورسة التي تطلع لي من سعلة الموج زرقاء
من يكلّمني؟، محّارة نصف برّية
تقاسمني غربة مالحة.
-----------------------
* العرافة البلغارية فانجا.