السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

سمََكةُ اليُوتوب المُجمّدَة تعودُ إلى الحياة..


شعر/ عبد القادر رابحي
1  -
الطّريقُ التي تؤدِّي إليْك
اعبُرْهَا لوَحْدِك..
ثِمَّةَ كَنْزٌ قاتِل
خبّأتَهُ لمَجيئك
لا يُريدُ أنْ تقْسِمَهُ مع أحَدْ..
2 -
كأنّكَ حيلةُ العنكبوت
معَ الخيط الهارب..
كأنّك الحلَق الأخير
في شَجَرَة التفَّاح العانِس..
3 -
تتدلّى نبتةُ الرّيح
في حديقَةِ دارِ المُسِنِّين..
تُعاودُ كُلَّ رَبيع..
لاَ عُمْرَ لهَا..
4 -
لا يزالُ الوقتُ
ينسجُ بعضَ أسرِاره
في أواني الصّباح الهَرِمَة..
مُوسيقى السّقوط
مِن بينِ الأيادي المرتجِفة..
5 -
ليْس للأنهارِ ذاكِرَة..
ذاكرةُ الأنهارِ
ما تحملُهُ للبحْر
و تتذَكّرُه عند الوصُول..
6 -
 لم يعُدْ للأنهارِ ما تُعطِيه
لقدْ أعطتْ كُلّ شيء
قبل أنْ تولد
مِنِ رحِم الجَبلِ الغائِم..
7 -
الأشجارُ الفارعة
ليْستْ شامخةً بالضّرورَةِ..
تطَاوُلٌ عنيد
ورِثتْهُ من عنَتِ السُّلالة..
8 -
الأرضُ البُور
لا تحِنّ إلى الرّبيع..
تحتَ كلّ حجرةٍ
عقْربٌ تُريدُ الانتقام..
9 -
الأشجارُ الطّويلةُ
لا ظلّ لها..
قيلولةُ الخريفِ العابر
في حِضنِ الورَقِ الأصفر..
10 -
أغارُ منكِ كثيرا
أيّتها النّخلةُ الباسِقَة..
لاَ أحدَ يستطيعُ أنْ يتطاولَ عليك..
11 -
تشيخُ البيُوت..
تحنُّ الأحجارُ الكريمةُ
إلى أوْطانِها الأصلية..
12 -
ليْس للأحْجارِ معْنى
غير الذي تحفرُه الرّيح
قبْلَ مجيءِ البنّائين..
13 -
تكادُ تخنُقُها بلُطف
تلك الفكرةُ التي يحملها العشّاقُ
عنِ الوردة الهاربة من عِطْر الحديقة..
14 -
تلك الأشجارُ الوارفَةُ
استراحةُ الجنديّ القتيل
و عُكازُّ الوقتِ العابر
عندما تقسطُ الأوراق..
15 -
ظِلالُ الغيوم الرَّاحلة
كانتْ أوراقًا خضراءَ
في دفاترِ الأرض البُور..
16 -
لمْ تعُدْ المرأةُ العَجُوز تعْتني بالحَديقةِ..
هشاشةُ الظلِّ العابرِ
تعْتَنِي بهِمَا معًا..
17 -
يعودُ الخريف..
تزدادُ حساسيةً من طَلعْ الذكريات
أرملَةُ الوقتِ المتبقِّي..
18 -
هناكَ.. من أعلَى السّفح
غادرَ ثلاثون طائرا
ابتعدوا داخل الغيم
حتَى بَدَوا واحدا..
19 -
هي ذي مِنسَاتُك الأولى
وحُلمُك الأخير
ترجّلْ كمَنْ يريد
أن يصِلَ إلى النّبع..
20  -
تكادُ تطيرُ من الحُزن
تلك العصافيرُ المرسومةُ في الصُّحُون..
سيِّدةُ البيتِ
التحقتْ بالسِّرب..
21 -
نهَشَتْ كَبِده..
نبتَتْ لهُ كَبِدٌ أخرى
يا لحرَارَةِ حُبِّه.!!
22 -
عتبةُ البيتِ القديم
نهرٌ متوقِّف
مَعْبَرٌ صابِرٌ
بيْن حياتيْن..
24  -
بَحّةُ صوتِها،
لباسُها الباسمُ الأنيق،
تِرحابُها الدائِم بخطَواتِ الغريب..
شهَادةُ الأنْهار
لِرمادِ الغابةِ المُحتَرِقة..
25 -
قالتْ كلَّ شيْءٍ..
لم يعُد لديها ما تقول..
الأناشيدُ ملهاةُ الأبكم..
26 -
القمَرُ المشْحونُ بالأسْرار
يشْهدُ بما يرَى
في ليْلِ الغابَةِ البَهيم..
27 -
فجأةً..
تَنْطَفِئُ 'عينُ العِجْلِ' المُطِلّة على الحَياة..
لا طَرْقَ بعْدَ اليوم
على بابِ البيْت المُظلم..
28 -
قبلَ أن يصير سَائلاً
- عنْ أحفادِه -
في غيومِ البهَاءات
كانَ الحِبرُ "الأعظم"
جمَاداً يؤُمُّ الواقفين  
في ديرِ القصيدَة..
29 -
الفراشةُ كذلك،
قبل أن تصير فراشة،
كانتْ دودةً عميَاء
تتسلّق ورقةَ الحيَاة..
30 -
سمَاءٌ صافيةٌ..
شواطئُ بأعلامٍ خضراء..
أسماكُ البرّ المُجمَّدة
ترْكبُ الموجة..
31 -
ينْتَابُ الورودَ البهيّة
قلقٌ مُرعِب
من عِشرة عمْرٍ طويلة
تنتهي بذبولٍ فادِح
قبْل مجيء القاطف..
32 -
البَنْدقُ
في أرْضِهِ
و توتُ البرّ
في أرضِهِ أيضاً،
و شَوْك النَّبْقِ النّابت في المسرّات
في أرضِه كذلك..
33 -
تكتسِبُ الأسُودُ هيبتَها
من أنْيابِها الملطخَّة بالدِّماء..
34 -
يحدثُ أن تقودَ الكلابُ
إنسانًا ضَريرًا
إلى الضفّة الأخرى من الطّريق..
35 -
كعلامَةِ 'لاَكُوستْ'
على صَدْرِ البطّال النّائمِ
تلْتهِم التّماسيحُ
أحلامَ الأفواهِ الجائِعة..
36 -
سيّاراتٌ تمُرُّ بسُرعة..
قمْحُ الحقولِ المائل
تحصُدُه الأعين الحادّة..
37 -
هُناك..هناك..
في جوْفِ الغابةِ المُظْلم
ثمّة حطَبٌ عجيب
ينتظرُ مُسافرًا بِلا رفِيق..
38 -
تعوّدتُ أن أصِلَ إلى النّبْع
بجِرَارٍ فائِضَة..
39 -
سَمكَةُ اليُوتُوب المُجمَّدَة
تعودُ إلى الحياة..
نبْضُ الحريّةِ الدّافئ..
40 -
ليْسَ مجنونًا بتَاتًا
ذلك الرّجُلُ الغريب
الذي يتحدّثُ لِوحْدِه..
إنّهُ يكلّم من يُحِبّ..
41 -
آهٍ يا رفيقتي السُّلحفاة
لستُ متعجَّلا تمامًا
ما دُمنا نسيرُ معًا
خطوةً بخطوة..
   سعيدة في : 27/10/2019

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com