توفي أول أمس الأحد 21 جوان، الشاعر السوري عمر الفرا، وهذا إثر تعرضه لنوبة قلبية عن عمر ناهز 66 عاما، الفرا الذي توفى في منزله بدمشق، يعد أحد أبرز شعراء الشعر الشعبي البدوي في سوريا والعالم العربي. كتب في اللون العامي، وكذا الفصيح، لكن اشتهر أكثر بأشعاره العامية التي كانت تخاطب الإنسان وتحتفي به وتنتصر له، وهذا لحساسية الموضوعات التي كان يتناولها في قصائده ونصوصه العامية البدوية، والتي اكتسحت مساحة قصائده بالفصحى.
الفرا، الذي ولد في العام 1949 في تدمر، عمل بالتدريس لمدة 17 عاما، وبعد هذه السنوات في التعليم والتدريس، تقاعد وتفرغ للكتابة الأدبية والشعرية، وقد صدرت له دواوين كثيرة، منها: “حديث الهيل”، “الغريب” و”رجال الله”، و”قصة حمدة”، وهي القصيدة التي اشتهر بها، وأصبحت رمزا يُعرف به الشاعر في الوطن العربي، وكانت هذه القصيدة أيقونة أمسياته في المحافل الشعرية السورية والعربية، والقصيدة باللهجة العامية، تتكلم عن فتاة بدوية انتحرت بعدما أُجبرت على الزواج من ابن عمها، ومنسوب الدرامية الموجودة في القصيدة هو ما جعل القصيدة تحظى بهذه الشهرة وبالتالي جعلت صاحبها يُعرف بها.
وقد سُئل مرة: “هل اقتران الفرا بقصيدة “قصة حمدة”، يعني أنك أخفقت في كتابة قصيدة أجمل منها وبنفس المستوى”. فكان رده: “هذا غير صحيح، معظم قصائدي أجمل من قصيدة حمدة، ولكن هذه القصيدة علقت بأذهان الناس، وتُطلب مني في أي أمسية”.
من أعماله الشعرية أيضا التي لاقت رواجا “عروس الجنوب”، وهي قصيدة عن البطلة الاستشهادية اللبنانية سناء محيدلي.
برحيل الفرا، تفقد الساحة الشعرية العامية في الوطن العربي أحد فرسانها الذين أبدعوا في كتابتها وساهموا في انتشارها، وقد جاء في نص رسالة نعوته، من طرف رئيس اتحاد الكُتاب العرب في سورية حسين جمعة: “الفرا ذاع صيته في آفاق السموات والأرض، ليس فقط بشعره البدوي أو العامي الذي جاب البلاد العربية، وإنما بصوته الذي كان يؤدي نغمة وصلت إلى قلوب جميع الناس”.
نوّارة/ل