الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

أشهر خطباء ومستشاري العلاقات الزوجية الأمريكي الدكتور غاري تشابمان للنصر : ألفت كتابي "لغات الحب الخمس" دفاعا عن أسمى عاطفة إنسانية

حاوره : رشيد فيلالي
يعد الكاتب الأمريكي الدكتور غاري تشابمان أحد أشهر الخطباء ومستشاري العلاقات الزوجية في العالم، وقد صدر له حتى الآن 27 كتابا من بينها كتابه "اللغات الخمس للحب"(1992) الذي حقق انتشارا عالميا منقطع النظير، وكان له الفضل في إنقاذ آلاف الأسر من الطلاق ! حيث احتل هذا الكتاب المهم صدارة أكثر الكتب مبيعا ضمن قائمة نيويورك تايمز منذ 2007 وحتى الآن! كما بيع منه 12 مليون نسخة باللغة الإنجليزية فقط، وترجم إلى أكثر من 50 لغة عالمية من بينها طبعا اللغة العربية، وتبث أحاديث الدكتور غاري تشابمان عبر 400 محطة إذاعية، وهو يؤكد في كل مواقفه بأن الحب وليس الصراع، عاطفة ضرورية وأسمى العواطف الإنسانية ، التي لا تقل أهمية في حياة البشر عن الماء والهواء.. تابعوا نص الحوار مع هذا الكاتب الكبير والذي خص به أول صحيفة عربية.
 - السيد غاري تشابمان كيف تفسر النجاح الكبير الذي حققه ولا يزال كتابك "اللغات الخمس للحب" ؟ هل مرد ذلك إلى رغبة الإنسان المعاصر في استعادة شيء ثمين ضاع منه في خضم متطلبات الحياة المادية الملحة، التي استنفدت كل وقته وجهده ؟
- الحقيقة أنني بعدما أمضيت سنوات عديدة في تقديم المشورة للأزواج، أدركت خلال ذلك أن أكبر احتياجات الإنسان هو الشعور بالحب. ومن هنا فإن الناس عندما يتزوجون يريدون أن يشعروا بأنهم محبوبون من قِبل شريك حياتهم، صحيح أن امتلاك الماديات واتباع أسلوب حياة نشطة و زخمة يعتبر جيدا في حد ذاته  ولكن لا شيء يمكن أن يحل محل الرغبة العميقة في أن يكون المرء محبوبا من قبل الآخرين.
- طيب في كتابك المذكور ، استطعت أن تحدد بذكاء شديد لغات الحب الحقيقية، وعرضت ببراعة الأسرار الخفية لهذه اللغات، ولكن أليس الحب بمفهومه المجرد من الصعب للغاية "تطويقه" ضمن 5 أو 10 لغات أو أكثـر؟
-أتحدث في كتابي تحديدا عن إعطاء وتلقي الحب وفق خمس لغات: كلمات التشجيع أقصد الإطراء والملاطفة، منح الهدايا ، اللمسة الجسدية ، تقديم خدمة ، وتكريس الوقت المناسب لشريك الحياة. وأعتقد جازما أن كل شخص لديه لغة حب أساسية (شفرة عاطفية) يعرفها ويدركها بوضوح وتجعله يشعر بأنه محبوب وله حظوة لدى الطرف الآخر. أما لغات الحب الأربع الأخرى فهي أيضا لها مكانة حيوية، ولكن التحدث بلغة الحب الأساسية إلى أحبائك يكتسي أهمية جوهرية في الحفاظ والإبقاء على شعور الحب حيا متقدا ضمن العلاقات الزوجية بشكل عام. من هنا نعرف أن لغة الحب ذات أهمية قصوى، كما يمكننا التعبير والإفصاح عنها بطرق متعددة وأساليب مختلفة.
- لقد أكدت العديد من التقارير العلمية الجادة أن الأشخاص الذين عانوا من سوء المعاملة خلال طفولتهم أصيبوا بمرض خطير في سن الشيخوخة. هذا ، بالطبع ، ينبع من غياب الحب ، وهو عنصر حيوي في حياتنا، مثلما تفضلت بالقول، هل تؤكد هذه النتيجة أم لديك تعليل آخر لهذه الظاهرة ؟
-من جهتي لا أستطيع تأكيد هذه الملاحظة أو نفيها، وأتصور أن الناس بحاجة ماسة إلى الشعور بالحب بغض النظر عن خلفيتهم وتجاربهم في الحياة. إذ عندما يشعر الناس بأنهم محبوبون ، يصبح العالم في نظرهم أكثر راحة و إشراقًا وجاذبية. بيد أنهم في حالة حدوث العكس، فإن العالم في نظرهم سيبدو منطقيا مظلمًا وبائسًا ومنفرا.
- دكتور تشابمان، يعتبر اللمس هو أحد لغات الحب كما ذكرت في كتابك الرائع ، وربما تم استبدال هذه اللغة الآن بلمسة من الهاتف المحمول! حيث ترى الأزواج - على سبيل المثال - يجلسون بجوار زوجاتهم ، ولا يلمسونهن ، ويفضلون بدلاً من ذلك لمس الهاتف المحمول ، ويبحثون عن شيء هو في الحقيقة قريب جدًا منهم، أليس كذلك؟
-هذا صحيح، فأنا غالبًا ما أشاهد العديد من الناس مشغولون بالتركيز الكلي على شاشات هواتفهم أو أجهزتهم الالكترونية ، ولا يعيرون اهتماما للشخص الذي معهم. ولا أتصور أن أي شيء يمكن أن يحل محل التعبير عن الحب باستخدام العلاقة المباشرة عبر اللمسة الجسدية. ومثلا عندما تبدأ الحياة مع مولود جديد، فإننا نعمل على إشعاره بالحب والحنان على نحو دائم وذلك عبر اللمسة المباشرة، التي تعتبر حينها لغة الحب الأساسية، وهذا في الواقع ما يجعل أطفالنا بحاجة ماسة جدا مع تقدمهم في السن إلى تلك اللمسة المعبرة عن الحب ولا يمكن العيش من دونها مطلقا، وغيابها يفضي حتما إلى قصور عاطفي له تداعيات خطيرة نفسيا وجسديا.
  – الحب هو جوهر كل الديانات ، ومع ذلك نجد الصراعات الدموية محتدمة بين أتباع هذه الديانات ، ونجد أيضًا صراعات بين أولئك الذين ينتمون إلى ديانة واحدة ، أليست هذه مفارقة غريبة؟
 -أنا أفضل عدم الرد عن هذا السؤال !
 –دكتور تشابمان، هناك الكثير من الأشخاص الذين يفضلون البحث عن الحب في الروايات والأفلام الرومانسية ، بينما هو موجود في حياتهم اليومية ، يتصرفون بعنف وخشونة ، سواء تجاه إخوانهم أو أسرتهم ، وحتى مع زوجاتهم ومع الحيوانات أيضًا..ما هو مدلول هذا السلوك المحير؟
-عندما لا يشعر أي شخص بالحب ، فقد يجد صعوبة بالغة في منح أو التعبير عن الحب لأشخاص آخرين في محيطه بشكل عام. إن الحياة يمكنها أن تستمر بدون حب، لكنها ستكون قطعا مشوهة وقاتمة للغاية ومن دون أمل. لهذا السبب أشجع شخصيا الناس على معرفة وفهم لغة حبهم الأساسية (الشفرة العاطفية). والخطوة التالية التي عليهم اتباعها هي معرفة كيفية توصيل ما يجعلهم يشعرون بأنهم محبون للشخص الأكثر أهمية في حياتهم. لذلك فإن تعلم كيف نحب الآخرين ، أكثر من حب أنفسنا ، هو الذي يكسر دورة السلوك غير المناسب تجاه الآخرين.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com