رشيد فيلالي
في بدءِ اللَّيل
صعِدت إلى سطحِ الدار أحرِس النجوم
كانت أسياخُ الظُّلمة
تهمي عليَّ
حتى تجلَّى كياني في بياني !
..كنتُ مثل ملاك
يتوسَّد صدرَ قصيدة
ترتشف دمعَه
..ودمَه
فيغدو آية في السرور
وكنتُ من زمان
قد ولَّيت ظهري
للبيداء التي تعوي مثل الريح
وفي المنعطف
أصرُخ
ويلاه.. !
فتصطَّك أسناني
من البرد والجحود
أجفُل
وأركضُ
ما وسِعني الركض وقفص صدري
الذي خرمته النصال
لكن روحي
من وَجدها
تمتطي الغيومَ وهناك طاب لها المقام
ألم تغتسل بالندى
وهديرِ الفصولِ
وحبقِ البساتينِ السماوية؟
أنا الطفلُ ..
الذي حبِسته الدنيا في أحداقها
أتأمّلُ حدَّ الخرس
وهذا الوجود الذي..
يحشُد ثقوبَه السوداء
فيبتلع ما شاء
في نهم
لا يرتوي
أردِّد
الآن..
«أكونْ أو لا أكونْ !»
كيلا أموتَ من الضَّجر
وأرى القمرَ
يفرِش لي ضياءَه
وعلى الحوافي
يمتدُّ تيه لا حدود لبطشه
يسلُخُ الأزهارَ حيَّة
ويذُُّر في الجهات الأربعِ
ما تيسَّر له من سموم
وفي تُؤْدة أفرد جناحيَّ
وأحضُن المدى
مثل الصَّقرِ الحُرِ
وفي مغاورَ سريرتي
توقٌ إلى الخُلودِ
وما تبقَّى لي من الوَجعْ.
قسنطينة في 22 سبتمبر2020