شعـــر: رشيد فيلالي
كلُّ هذا البياض لي
وأوراقي جافيات
حبري صار لا لون له
وأنا كمثل شجر العقيق
أنطحُ الأفقَ
أصغي لهدير الذكريات
بعيدا أرمي ثماري
كي أتخلص من سكرة الغمِّ
ووجع الأسى
وثقل الآهات
هي أبوابُ المدينة موصده
في وجهي
وكنتُ مستغرقا في عزلتي
لم يمْسَس النورُ أحداقي
هبيني يا غزالة السماء
شيئا من شُعاعك الذرِّي
أنا الذي أتأمل مبهوتا تصاريف الزمان
وهذا القطيع الأعمى
يسير إلى حتفه
وكان الذين أعرَضوا عن ذكرك
قد تركوك عند حافة الوجود وحيدا
تسبح في بحر من الخراء و اللامعنى
من ينقذك يا أمير الصمت
وقد تورَّطت في عشق المستحيل
وأنىَّ لمثلك النجاة
ثبِّت قدميك إذًا
فلقد ضاع العمر بددا
ولم تنل من خير الأرض سوى
حفنةٍ من الأقمار السعيدة
والكثير من القهقهات
تُرى أين المنتهى؟
وقد استولت الحيرة عليَّ
يكادُ حبل الطريق ينقطع
جبل المجد لا يعنيني
وما فات فات
وكنت قد تلفَّعت بحلو الكلام
يلذُّ لي الجنون
ولاسيما حين ينوح النايُ بين يدي
فتتوالد ألحاني من أحزاني
الآن تعوَّدت على اقتحام الأخطار
وطول الانتظار
وكم في أحلامي من المعجزات !.