إلى محمود حاضرا و غائبا...
أمير بوعون
كَنَدْبةٍ على حائطِ القلب
كان غيابك الأبدي عن الدنيا
و حضورك السرمدي فينا
لماذا مضيت ؟
لماذا مضيت و تركت لنا بياض الوقت ؟
و أنت الذي أوصيتنا بانتظار الحبيبة
و الغريبة...
و القطرة الأولى من وحي الغيب؟
لماذا ذهبت و حمَّلْتنا ثقل الحرف ؟
أ لم يكن يكفينا حمل الطريق ؟
أ لست من قلت : إذا حضر الموت غبنا
زارك الموت , و جرَّعَنا مرارة الذكرى
و بنَّ الحلم الذي نحركه في ماء الأمل
الأمل في اللقاء على ضفاف قصيدة منسية
كأنك تسألني : ماذا تغير بعدي ؟
مذاق القهوة بعدك لم يتغير
صوت فيروز لا يزال صدى لقلب الغريب
النبيذ لا يزال يختزن ذاكرة العنب
رائحة الدم ما زالت تحجب عن مخيلتنا
عبق الياسمين , و لون الأرض
يافا ما تزال تقبِّلُ البحر
و تمارس الطهر في وجه الجنود
الريح تعانق القدس من جهات أربع
لكن من وراء حجاب/سياج
لأن الغزاة ينادون بالفضيلة و يحاربون الحب
كل ما تغير...هو أن
القلب أقلع عن الشغف
و الحياة ضاقت بما فقدت
فأْذَنْ لي و نحن نفترق على هذا البرزخ
أن أفسخ العقد المبرم بين عبث و عبث
هزمتَ الموتَ كما أردتَ
لكنَّنا سددنا ديْنَ الحنين كاملا
حلمتَ بالنّسيان و بغدٍ أفضل
و سأحلم أنا أيضا.....
لا لأخيِّبَ ظن اليأس
و لا لأصنعَ غدي على هواي
بل لأني عاجز عن القيام بشيء آخر
2015/09/05