في كلِّ يومٍ حين يسكرُ
يُوقِد المعنى
ويجلس في العراء على حجارة بؤسهِ
يُصغي إلى جنِّيَّةٍ حسناءَ حيثُ البحرُ
ترسم للقوارب حظَّها من خبزة المكتوبِ
تغزل غيمة الأشواقِ
ترسلها على ريح التَّشهِّي-نهدُها ماءٌ-
إلى صحرائه السَّكرى بخمر الجمرِ
حيثُ العشق أفواهٌ تذيبُ الصَّخْرَ
حيث النّارُ بنت القلب تكوي نبضه العبثيْ
ينأى بعيدا حين يسكرُ
يحمل الكلماتِ في كيس
ويرحل عبر ثقب في الرّؤى صوب المتاهة
لا يرى ضوءًا سواها يربك الظّلماتِ
لا يرتابُ إذْ تأتيه منه هبَّة صوفيّة
فيقدِّس العدمَ النبيّْ
ينأى بعيدا
يرتدي عبثَ الأقاصي مثل درويش يفتِّش عن إلهٍ
عبر أشتات الوجود الرَّحْبِ
يرتجل التعبّد إذْ ينامُ الإنتباهُ إلى خطى أسراره
فيرى خطاها فيه تختلق الممالكَ والحدائقَ
من هوى قلبٍ شقيّْ
ينأى بعيدا في خطاها..
في يديه حفنة من رمله تكفي لتشتعلَ العوالمُ..
في رؤاها يعشق الله النّقيّْ
يغدو قريبا
كلّما امتزجتْ أغاني البحر بالصّحراء في عينيه
تحمله الرطوبة والتّصحُّر صوب خمر في يديها
ثمَّ يصحو حين يسكرُ
ثمَّ..
يفنى في تجلِّي الحبِّ في الكون البهيّْ