الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الرسام العصامي عبد العالي زدام

أترجم أشجان الطبيعة بشفرة سكين و قصائد زيتية
يلقبونه ببوب روس الجزائر، لولعه برسم المناظر الطبيعية الساحرة باستعمال السكين بدل الفرشاة في توزيع ألوانه الزيتية الجميلة، ذات التأثير الناعم، إنه الرسام العصامي عبد العالي زدام موثق الجمال البيئي و مترجم أشجان الطبيعة.أعماله تتقارب فنيا مع أعمال الفنان الأمريكي روبرت نومان المعروف المشهور باسم بوب روس، سواء من حيث التقنية المستعملة أو تفاصيل انتقاء المفردات التي لها علاقة بالطبيعة من جبال و تلال و وديان و غيوم و ينابيع و أشجار و سماء تتغيّر بتغيّر الفصول، لكنها تحافظ على سحرها اللا متناهي.
رسوماته تبدو كمشاهد من أحلام عابرة، تجسد الطبيعة بمذاق خاص يرّكز على مشاهد الخضرة و الشجيرات و الحشائش و الأحراش و تترجم أحاسيس عاشق كبر بين أحضان الطبيعة بمنطقة فرجيوة بميلة، أين اكتشف و صقل موهبته في فن الرسم منذ سن التاسعة، جاعلا من الألوان الزيتية و السكين لغة خطاب ذات تأثيرات ملمسية و تشكيلية من نوع خاص.
يقول الفنان بلغة شاعرية بأن السكين يتخلى عن حدته عندما يلتقي بألوان الطبيعة الخلابة و يتحوّل إلى كائن هلامي، و ناعم سهل التطويع أكثر من الفرشاة في رأيه، تنزلق تحته الألوان بكل تدرجاتها لتختار زاوية لها، و تحوّل اللوحة إلى فضاء مفعم بالفرح و الطمأنينة و تبعث على التأمل، و حتى الليل الذي يمثل عنصرا مخيفا لما يحمله من رمزية الخوف تارة و الغموض تارة أخرى، يتحوّل تحت شفرته إلى مزيج فاتن من الجمال و الغموض، يضج  بالمتعة.
 لوحات عبد العالي زدام الشاعرية و الدافئة تبهر المتلقي بهالات الألوان الجميلة التي تظهر بها الغيوم و السحاب عادة في أعمال يغلب عليها اللون الفضي و الشفاف للمياه التي تثير الإحساس بالحرية و الأمل الذي يظهر أيضا من خلال تلاعبه بالظل و الضوء و إن كانت الطبيعة في مجمل أعماله تبدو مشرقة يغمرها الضوء الفوسفوري الغامض الذي يستحضر المشاعر المتسامية المثيرة للتأمل.
مناظر الفنان العصامي تشع بالسلام و السكون و السمات الخالدة للطبيعة، العاكسة لشخصيته الهادئة و المتأملة و تظهر مهارته العالية في إبداع ألوان تبدو كحقيقية لبراعته في انتقاء و مزج عدة ألوان للحصول على التدرج المرغوب.

 

و قال الفنان الذي يملك في رصيده مئات التحف الجميلة، بأن حبه للطبيعة أسهم إلى حدّ كبير في تشكيل موهبته و جولاته الدائمة بين أحضانها أثرى مخيّلته الفنّية، حيث بيّن قدرة كبيرة في ملء أعماله بالضوء، مما يحوّلها إلى شبه توليفات نغمية تعزفها الطبيعة بأسلوب رومانسي اعترف الفنان بأنها ساهمت بشكل كبير في سهولة تسويق أعماله الإبداعية التي تتعانق فيها الجبال و تحاكي فيها العواصف الأشجار و الأنهار، مما جعله أقرب من ناسخ للطبيعة يلتقط سكينه كل عناصرها الحية و لا يترك أي تفصيل و لو دقيق إلا و نقله بإبداع و تفان، فلوحاته مرآة عاكسة لغضب الطبيعة و رذاذ الأمواج و زخات المطر تارة و هدوئها الذي يبرز جليا في تدرج خضرتها الناعمة و زرقة مياهها و سمائها. عبد العالي زدام الذي يمارس فن الديكور الداخلي ، أسر بأن جل أعماله استوحاها من خياله، و الرسومات الجميلة التي تسلب قلبه و بصره، فيسرع لإعادة تجسيدها على فراغ أبيض يقف أمامه مطوّلا أحيانا كثيرة قبل أن يضع أول نقطة انطلاق، يخشى أن يرفض سكينه تحويرها، قبل اكتمال صورتها في ذهنه لأنه يرفض تقليد ما رأى و إنما يحرص على ترك بصمته الخاصة، حتى لو كان من الصعب فعل ذلك ، لأن الكثيرين يشبهون أعماله بأعمال المبدع الأمريكي روس مثلما قال.
و يفضل الفنان ترك لوحاته بلا عناوين، لأنها تصوّر الطبيعة بكل تجلياتها، و تنقل سحرها بألوان مستوحاة منها، مثلما قال مضيفا بأن جمال الطبيعة لغة شاعرية لا تضاهيها أي لغة أخرى جمالا، يشعر المتلقي بأنه يصغي إلى أعماقها و يستسلم لسحرها  من خلال التشكيلات اللونية التي تحمله من الغموض إلى مساحات البوح الدافئ و من الوحدة إلى الإصغاء و ذلك بفضل العمق الخفي الكامن في الخطوط و الكتل و الأضواء و الظلال و الفراغ و غيرها من التفاصيل التي تحوّل لوحاته إلى قصائد جميلة ينظم أشعارها من ألوان زيتية فاتنة.                       

مريم/ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com