محمد عادل مغناجي
إلى المرأة إينما حلّت وحيثما وجدت مع يقين العاطفة
مصافاة لها ومواددة
فنجان قهوتي يضحك
والعطر يسبح من حول قلبي المائيّ
ويدان بيضاوان
من سماء الذات
تقطفان حزني من أشجاره
من جذوره الدافئة
وترميان بي على غيمة بنفسجية يملأها ابتسام
كخدود فتاة سمراء
وطيبها فستان يمّايل بين مشرق الرّوح ومغربها
يخضرّ كما تضحك لي والدتي في المنام القريب
وترقرق مدينة من الرأفة على جرحي النّائم
هكذا هفهفت بفستانها الملائكيّ
ظلال وألوان من مقلة واحدة
مدّت يدها وأرسلت شواطئها الحزينة بالدموع
السّفن هي رسائل الحب في بحر النّظر
لاحت على جوانبها فرحتي كنحلة من زهر الجزائر إلى رحيق المكان الغائب
فلنكتشف أنفسنا في العلوّ
لنعرفها فلنلق بنا إلى أكفّ الخيال الأزرق المجنّح
فوق مغيب الحياة
وجيوب قلب الواقع
وألقيت على محبةّ منها
الصّحراء ظامئة وقلبي ذو فتحت وذو
زيّنت
وجاءت فتلاقت أرواحنا عند نقطة بيضاء في سقف الماء السّماويّ : الله الله
جنّة لمستها بدمعة راقصة أرسلتها وهوّمت كدورة في المدى تعانق حبيبها
لم نعد نشرب سوى ساقية من انتظار أبديّ
فنحن إلى جنّتنا سائرون
على حواشي الفضاءات نطلّ على أنفسنا في علوّها، النّجوم
عدّ العواطف
والشّموس الخبيئة أسماؤنا التّي لم نكتشفها بعد
ووضعت الرّحال
في زهرة أخيرة
حتّى تحوّلت يدي
عتبة خضراء مسافرة
وشفتاي بالنّداء إلى حمامتين تغازلان الهديل
وقلبي غصن أبديّ النّضرة والنّظرة والهواء...
مسافرون.
مسافرون... في الأمكنة
ونترك الأمكنة كوجوه غريبة
عن لونها...
ضاحكة أو حزينة
تتهاوى أنفسنا شوقا إلى مرآة الغد
إلى اشتياق الثواني الماضية
ونترك الأمكنة
كفراشات تسّاقط تحت قنابل النّور
أو العطر، تتفجّر شظايا
بلّورية وحاقدة
ونترك شيئا منّا في الأمكنة
والمخبوءة تحت لساننا
ونتركنا على وجوه الأمكنة
نحن ملامحمها
ظلالا أو ألوانا عاشقة الألفة
ونترك الأمكنة
أغصنَ حماميّة ذائبة
الأمكنة هي حدودنا
والأزمنة هي أشكالنا وأجسادنا
وطيوننا
ونترك الأمكنة*أيضا*غريبة عنّا
مسافرون كأننا السّفر في نايات الغيوب
وأنفاس المراعي العالية
مسافرون، وحقائبنا البسمة المستقبلية
وبشيء من الانتظار...