التــــــأريخ باللــــــــون
اختار الفنان التشكيلي إسماعيل شنعة الألوان والريشة للتأريخ للتراث الجزائري و التاريخ العريق لهذا البلد عبر العصور، ويقول الفنان شنعة المنحدر من مدينة شرشال بولاية تيبازة في حديث للنصر، على هامش معرض الفن التشكيلي الذي نظم مؤخرا بمدينة البليدة، بأن عمل الفنان التشكيلي لا يختلف عن عمل المؤرخ أو الشاعر والأديب و كل له طريقة في التطرق لحقبة زمنية معينة، مضيفا بأنه اختار الريشة والألوان، ليعبر عن أحاسيسه إلى جانب التأريخ لفترة زمنية معينة من تاريخ الجزائر، فالفنان التشكيلي له رسالة من خلال هذا الفن، عليه أن ينقلها للأجيال الصاعدة عن طريق اللوحات الفنية التي يرسمها.
و يقول إسماعيل بأن بدايته مع الفن التشكيلي كانت في الثمانينات، وهو عصامي اكتشف هذه الموهبة في المرحلة الابتدائية، فقد تعلق بالألوان التي لا يزال مرتبطا بها إلى يومنا هذا، و يضيف بأن هذا الفن سمح له بالمشاركة في مختلف معارض الفن التشكيلي والأسابيع المنظمة عبر كل ولايات الوطن، ما جعله يكتشف تراث وتاريخ الجزائر العميق واختار الريشة والألوان ليركز على هذا التراث ويؤرخ له بطريقته الخاصة التي تختلف عن طريقة المؤرخين المختصين.
ويهتم الفنان التشكيلي إسماعيل شنعة في لوحاته الفنية بالمعالم التاريخية، خاصة البنايات القديمة وبعض الحرف والتقاليد الجزائرية التي اندثرت اليوم أو هي على وشك الاندثار، ويسعى من خلال هذه اللوحات إلى إعادة إحيائها و نقلها للأجيال الصاعدة.
ومن اللوحات الجميلة التي رسمها الفنان بريشته ضريح جد الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية بمنطقة غريب بمعسكر، و يقول نفس المتحدث، بأنه أراد بهذه اللوحة الفنية أن يعرف بالأمير عبد القادر و تاريخه العريق، كما رسم الفنان شنعة لوحات فنية تخص الأولياء الصالحين المعروفين لدى الشعب الجزائري وتؤرخ لفترة تاريخية من الزمن ولها ارتباط وثيق، حسبه، بالمجتمع الجزائري، كما يهتم هذا الفنان أيضا في لوحاته الفنية ببعض الحرف التي اندثرت و بعض الوسائل التي كانت تستخدم في القديم و لم يبق لها أثر اليوم، ومن أهم اللوحات الفنية التي رسمها في هذا المجال، لوحة جميلة لشخص مختص في النحاس، و يقول بأن هذه اللوحة تجعل الزائر أو المشاهد يعود إلى حقبة من تاريخ الجزائر.
من جانب آخر، يرى نفس المتحدث بأن ظروف الفنان التشكيلي ليست سهلة، خاصة في مجال تسويق هذه اللوحات الفنية، و أشار إلى أنه لا يوجد في الجزائر سوق للفن، وهذا ما أعاق الفنان الراغب في تسويق أعماله الفنية، مشيرا إلى وجود مبادرة لدى وزارة الثقافة في هذا الإطار لتأسيس سوق للفن، وأكد بأن إيجاد هذه السوق سيربط جسور تواصل كبيرة بين الفنان و جمهوره، مضيفا بأنه تمكن من الوقوف على حقيقة من خلال اتصاله المباشر مع الزوار في معارض الفن التشكيلي وهي أن الجمهور الجزائري متعطش ومتذوق بشكل كبير لهذا الفن. نورالدين-ع