عبد الغني زهاني
أجلسي هنا أيتها اللغة وانتظريني
ريثما أزور أحيائي القديمة في الرّوح
ريثما تمر هذه العربات
المحملة بكلّ شيء غامض وحميم
ريثما أتجول في أنحائي
بجناحين من شجن ونغم
ريثما أتذكرني عندما حرا
مثلما هي هذه الأنغام
التي تذهب بعيدا،، بعيدا..
أجلسي هنا أيتها اللغة وابكيني
-إن استطعتِ-
مثلما تفعل هذه الأنغام
التي تُأَبّن كلّ فرح غادَر
وتمسح الغبار عن مدائن الطفولة
وتفتح شوارعا في القلب
يعبرها نسيم غامض كسيح...
أرى في الموسيقى
أرى مسافرين بلا زاد، بلا مأوى
يركبون قطارات لا يعرفون وجهتها
لا يعرفهم أحد
لكنهم يُخرجون رؤوسهم من النوافذ ويلوحون
أرى نهايات الحروب
والناجين يتعانقون
يذرون دموعا أخيرة على الخسارات
تحزن نهاية الحرب أكثر من بدايتها
يتوغلون في الذكرى ويتلاشون
أرى
الحزن الجميل
وهو يمشي وحده في ظلامات الحياة
صارخا: أنا ابن الفرح..
أرى أياميَ الغاربة
طفولتي الكئيبة وهي تسير وحيدة في الليل من بعدي
كلماتيَ الأولى وقد صارت في قبضة النسيان
أرى
البدايات
أرى النهايات....