ناصر باكرية
أنا الكائنُ المحشو بالفراغ...
كآلهة الألمب أراقب العالم بتحفظ أقل ووجه فادح
لم أحادث أحدا من قبل ولم يحدثني أحد،، أكتفي بالجلوس على رصيف الشك
أتفرج على العابرين
في هذا الملكوت الموشك على النفوق...
أنتظر على قارعة المعنى
دون أن أجرؤ
على اليقين الفادح،،
أشعر بالوحشة
في هذا العالم المليء بك وبالمصادفات التي لا تعنيني
***
مثلك..
سقطتُ من يقين الله إلى الشكِ الموجع ولم أجد حبلا للقفز مرّة أخرى نحو الهاوية..
***
في داخل كلّ منا «حارس باركينغ» يرقب يقينه بهراوة اللغة الضخمة
اللغة ذاتها التي تصنع مسارنا
..!وتحدد امتلاءنا بالأشياء وفراغنا منا
***
أحاول بما أوتيتُ من ضعفٍ أن أبقى محشوا بك
فليس من الحكمةِ أن يلفظ بالون مثلي هواء اللغة
فأنا فارغٌ إلا مني..
***
لا أحبُّ التحديق في وجهي كثيرا في مرآة مصقولة بشكل
سمج،،
لا أحبُّ رؤيتي إلا في اللغة
عاريا من سواي..
***
رأسي السخيفُ مثقلٌ بالروابطِ وبالارتباطاتِ المُذلة
ارتباطات أعلاها اللغة وأدناها الناس
ومع ذلك أواصل إمساك ضفائرك حتى لا أسقط
***
مثلكم جميعا.. أنا محض افتراض
أتخلق بعد مئة عام من المجاز والعزلة..
***
لم أنتبه لأصابعك.. كان لمسك خفيفا ومقتضبا لم يوقظ وجهي من جحيم السؤال
***
تشبه الإله هرمس تقول العرافة الخفيّة
.ربّما مع فارق بسيط هو إنّني حافٍ من أي صندل، ورأسي لا يتسع لقبعة مجنحة
فوق ذلك لا أملك عصىً سحرية
ولا أحب أن أخدم عن الآلهة الأخرى
أنا موكل بالنبيّات فقط
تستطيعين عدي ضمن ملائكة الإصغاء
أنا الذي لا أجد من يصغي إلى ما أبثه إليك من هراء...