محمد عادل مغناجي
هكذا رقصت إسطنبول على وقع أوتار الحزن والفرح معا...هكذا رأيت هذه الفتاة البيضاء.. فتاة البياض.. كامراة عارية إلاّ من خجل الأنوثة العذري.... فيها مسحة من صفاء الأمويين... إنها مملوءة بالفتنة كالقمر خبا نفسه داخل ليلة في قلبي ونامت مبتلة بالحنان الأبدي إلى الضحك والغواية... فستان من الثلج يغمر عينيها الرماديتين.. ر تينكَ البهيتينِ وقباب المساجد الهيفاء تلوح بلونها الآجري من السلطان الفاتح إلى المسجد
الأزرق إلى متحف أيا صوفيا حتى كمال أتاتورك خمسة قرون من المتاحف الزمنية المتراكبة والحضارة... هكذا لاحت لنا إسطنبول ذات شتاء فنزلت شجرة الخيرات دانية قطوفها وسال رحيقها وريقها البرتقالي في شفاه انتظارنا ودهشتنا.... سلامي إليك أيتها الحُسّانة مدينة أوراسيا.إسطنبول.تركيا فندق هانادان، السّلطان أحمد.
مهداة الى أورهان باموك وناظم حكمت وعمر فاروق تاكبيليك مصافاة لوتر المحبة الإنساني.
حللنا بحضن الصباح الإسطنبولي.ضلعه ورد يضحك... وجبينه نافورة حضارة...هذه اليد امتدت إلى جلال الدين الرومي مرتعشة كعين ظبي نافرة خائفة وجاء الصباح... يزحف كأنه حمامه... ونحن غرفنا في بوسفور الدهشة... استأذنا أرواحنا ففتحنا أقفاصها الباكيات...تركت الباب مفتوحا والقلب أيضا على أمل العودة إنها ذات ألفة لقفصها هذه الروح...ودعناها قليلا بمنديل ازرق لونه ماء متدفق من أوراسيا.إنها فتاة البياض إنها فتاة.
البياض....ها نحن في شجونها وسجونها مملوكون لها لكنا سلاطين الحب كما قال الفيتوري...مملوكون..الحب سجن والرغبة سجن والحياة سجن والموت انعتاق أكاليل ترمى علينا من النجوم وبعض النسائم البيضاء ونحن نطارد مدينة البياض إنها لمدينة البياض.