هل تراجع الشعر حقا، وهل وهجه قل وشحب؟.وإن كان الأمر كذلك، فما هي الأسباب التي أدت إلى تراجعه، وهل تراجع لدى المتلقي، الذي أصبح أسير الميديا والتكنولوجيا بكل أنواعها، أم تراجع لدى النُقاد الذين لم يعد يعنيهم مقاربة ومواكبة الدواوين والتجارب الشعرية؟،أيضا هل ساهمت العولمة في تراجعه، أم خدمته، إذ في خضمها انتشر «النص البصري المقروء» وطغى على «النص المسموع» الذي يحضر عادة في الأمسيات والندوات التي تكون غالبا، خالية من الجمهور؟.
في عدد اليوم من «كراس الثقافة»، يتحدث بعض الشعراء، عن هذه الإشكالات وبعض مآزق الشعر التي يرون أنها أثرت عليه وأدخلته حالة عامة من التردي والفوضى، ومن اللااهتمام واللاتقدير، لكنهم في ذات الوقت يؤكدون على أن الشعر سيبقى ولن ينتهي.
نبدأ من الحياة لأنها أكبر من الفرح والحزن، وأكبر حتى من الشعر، ولكن الحياة لن تكتمل بدون شعر. مثلما ارتميت في الحياة، ارتميت في الشعر. عشقت الأبجدية والألوان والصور والظلال والأضواء والعطور والأحلام، وآمنت بالشعر كجوهر يشكل حقيقتي. ها أنا أمارس سفري اللذيذ المتعب إلى أراض مجهولة، ومناطق بعيدة في الذات والعالم. أشعر أني خلقت لهذا العالم، فيه أتنفس، وأحيا، وأكبر، أتعذب وأشفى، أنتشي وأتمتع بلذائذه وجمالياته. بنهم وجنون أُقبِل على الحياة والشعر، وأمتص رحيق الأشياء والبشر، ولا أرتوي. مزيدا من الحب، مزيدا من الحياة، مزيدا من الكتابة.
لا أعرف إلى أي مدى أنا مقنعة ومؤثرة وجميلة فيما أكتب، ولكن أشعر بجمال نصي حين أفرح به، حين أتحرر معه، حين أومض به. لا يحصن القصيدة إلا قدرتها على الاختراق والتجاوز و الإضافة. القصيدة القادرة على احتضان الذات والأشياء والعالم باللغة.
أنا كائن مليء بالسؤال، مثخن بالسؤال، ذاتي ملغمة بالأسئلة، روحي قلقة ومعذبة بالشعر والكتابة. أتصور نفسي سليلة كائنات قدمت عصارة أرواحها وخلاصة فكرها للبشرية، وزرعت ضوءها ونارها في كينونتي اللاهثة وراء حدود السؤال وتخوم الأشياء. كيف لا يكون للشعر حضور، وهو هذه المكابدة العالية والحرقة المتوهجة، القوة الصامتة والصارخة، الحقيقة العارية والجارحة؟. كيف نكون نحن بدون الشعر؟ وكيف يكون شكل العالم بغير سر الأبدية.
لم يتوقف الشعر يوما عن أن يكون هامشيا أو منسيا أو قصيا من حياتنا. تظل الإنسانية تتلقف الشعر وتحتضنه وتقرأ فيه وجودها وخباياها، وتتأسى فيه عن فداحة مصيرها، وتدغدغ فيه أحلامها ورؤاها، وتترقب ضوءه وحرارته وأنفاسه بلهفة وجمال وحرية مطلقة.
كيف ينتهي زمن الشعر مهما تعددت الوسائط ومهما أهملته المؤسسات، ومهما تقاعس النُقاد عن مجاراة نبضه ونزفه وحممه ونوره؟ سيظل يتربع على مملكة الكون والقلب، يشيد الحلم والحب والحرية حتى يطبق السر على العالم.
تراجع الشعر أولا أمر لا جدال فيه وهو عالمي سواء لدى المتلقي أو النُقاد،أما كيف فالجواب وبحكم أنه قيمة فهو تراجع يشبه تراجع قيم أخرى وممارسات أخرى كالصداقة والحب والنضال والعصافير النادرة وحتى الإنسان.ولعل تعقد الحياة وتعقد الانشغالات هو الذي دحرج الشعر إلى مكانة لا تليق به ولكنه ارتضاها،فهو اليوم -أقصد الشعر- ممسوس في كل حواسه فقبل أن نفتش عن مشاجب أخرى فلنرى كيف دجن الشاعر وأصبح له كشف آجر وكيف سيق إلى بيت الطاعة، أما عن النُقاد ففي نظري ليس لهم أي دخل بالموضوع فهم ليسوا أكثر من مقاولين درجة ثانية des sous traitants فهم منتفعون أكثر من أن يكون الشعر هو المنتفع.
أذكروا لي شاعرا خدمه النقد، وقبل العولمة لعل الشعر لم يساير مسارات وسيرورات عدة كما حدث لفنون أخرى استطاعت مواكبة المستجدات -الموسيقي كمثال- وهذا ربما راجع لطبيعة الشعر في حد ذاته. لم يعد الفرد المتمرد يحتاج إلى-اعتناق-قصيدة كي يفجر غضبه مادام أن الصناعة أنتجت شيئا اسمه البنزين. وإذا كانت الثورة الصناعية قد تجاوزت الشعر فالعولمة قد أهانته.
ربما على الشعر أن يقتل أباه ويحرق خيمته ويغير جلده، عليه أن يسكن الشقق ويصعد السلالم ويقود سيارته رباعية الدفع ويشتري سيجارته الالكترونية ويذهب إلى الملاعب، وعلى الشعراء أن يستقيلوا من وظائفهم الرسمية وأن يتخلوا عن ربطات العنق وأن يلبسوا أحذية رياضية وأن يفكوا عقدهم ويكفوا عن معاداة لاعبي كرة القدم، وأن يقصوا شواربهم ويغيروا عطورهم.
على الشعر أن يتخلص من كونه هواية ويتحول إلى مهنة.لقد انتهى زمن الهوايات هذا زمن الصناعة، طالما أن الأفكار المجنونة هي التي تصنع الحياة فعلى الشعراء أن يتعروا جميعا ويخرجوا إلى المدن مثل غيرهم من الكائنات التي تطالب بالحق في البقاء.
ربما الأصح أن الشعر تغير، أو غير جلده، تغير معنى ووظيفة بحكم الجديد والطارئ الذي قلتِ وغيْره، وربما هناك تقصير ما ليس في كيمياء الإبداع أكثر منه في فيزياء التوصيل، ذلك أن الشعر لم يعد ذلك الوعاء القيمي الأخلاقي الاجتماعي الذي يخاطب الإنسان كائنا اجتماعيا دينيا وأخلاقيا، بقدر ما هو فضاء تشكيلي يشبه الرسم، قبلته اللغة في حد ذاتها أحيانا، سابرا مجازاتها وأغوارها وامتزاجها بالإنسان كقيمة جمالية من أجل التجاوز والإضافة، والتخلي عن كل ما يلوكه الحاضر شكلا ومعنى، الأذن «المتلقي» صدى لصوت ماض: صوت منتهي له تراكماته في الوعي والذاكرة، وذلك «الإعجاب المتكدس المنغلق» صار شيئا فشيئا يرفض الجديد الذي لا صوت له فيه، ثم حدث هذا الشرخ الكبير بين «الفم» و»الأذن»، ولاعتبارات متعددة ومعقدة بتعدد وتعقد أوجه الحياة الجديدة في حد ذاتها حدث هذا التغير الوظيفي للشعر منتقلا من «صوت الأمة» إلى «صوت الذات أو صوت الحياة» حتى صار فيه من العلم إلى جانب الفن جانب قائم ولم يعد هو في حد ذاته يبحث عن تلك الفرجة أو المتعة لدى الآخر. إضافة إلى هذا، الأثر الكبير الذي أصَلهُ ورسخه المد التكنولوجي الرهيب الذي أحال الإنسان ذوقا واهتماما وتأثرا على لغات أخرى عامرة بالمؤثرات السمعية والمرئية والتي استغلت من أهل كل علم وكل فن من أجل التمكين والترويج وتكاثف الفعل بصورة مهولة في مساحة ضيقة وصار الطالب أو المريد أو الظامئ حالة (لهاثية) طاغية عدوها اللدود الوقت، انطلاقا من هذا أيضا أقول أن ما ينقص الشعر الآن هو الإبداع التسويقي الذي يجعل من هذا الفن المتجدد، من هذا المتن المتراكم في ملامسة مستمرة في تواصل دائم مع جمهوره المستهدف، عبثا نقيم أمسيات أو ملتقيات أو نكدس العناوين المطبوعة إذا لم يكن هناك أفراد ومؤسسات تتقن التماشي مع الراهن الواقع، ويأتي هذا كله طبعا بعد خضوع هذا المتن للدراسة والفحص والتمحيص (دور الناقد) حتى نتأكد من جودة المنتوج المقدم إلى المستهلك (بلغة تسويقية) ثم نجلس للخوض معا في إبداع ما من أجل إيصال الإبداع.
ربما احتاجت العولمة إلى الشعر أكثر ممّا يحتاج الشعر إلى العولمة، لأنّ الشعر اختصار للعالم.ولذلك فهو عولمةٌ سابقةٌ للكيانات المتفرقة، ورؤية كونية كاشفةٌ لشتات تناقضاتها، وإضاءةٌ دائمةٌ عابرةٌ للمغارات المظلمة التي يحاول الإنسان المتعجل أن يأسر فيها تاريخه المزوّر متخذا من الشعر تقيّة وقناعا، يسقط القناع عن الإنسان ويبقى الشعر، لأن الشعر لا قناع له ولا يتحمّل التلفيق. الشعر تلفيقٌ للتلفيق، أي تصويبٌ له. الشعر أكذوبة كبرى عارية من الصحّة الملفّقة. ولذلك، فهو عريُ المعنى الفاضح من لُبوسَات الأشكال، واختراقٌ نافذٌ لمغلقات بنياتها الإيديولوجية، وتوقٌ متواصل للذات إلى مرآة حقيقتها. الشعر ليس مدحا أو هجاء، إنه كشفٌ أو لا يكون. كشفٌ مباشر للظلم وللتعالي وللكبر وللتخاذل وللزّيف وللتناقض، وهو انبلاج مفاجئٌ لفورانٍ قديمٍ نابعٍ من قِدْرِ الوجود وساقطٍ في بطن القارئ/الشاعر الفقير إلى جرعة أوكسيجين لتمديد تنهيدة الحياة.
لا وسائط للشعر، وسائطُ العصر أداة أخرى جديدة لتمظهر الشعر في راهنيته،ولذلك يبقى الشعر هو الشعر. لا يحتاج إلى من يدافع عنه إذا ما بدا لبعضهم أنه تراجع أو ظُلِم، كما لا يستطيع مساعدته على الظهور والتربّع على كرسيّ العصر إذا ما بدا لبعضهم أنه تقهقر عن الركب أو غاب عن الواجهة.
في عصر الواجهة/القشرة لا يظهر الشعر إلا من خلال ما يحمله اللبّ من لا إمكانية الانصياع لمغريات لعبة الاستهلاك بما هي تشييءٌ للّحظة الوجودية العابرة، لأن الشعر كينونة الوجود واللحظة ليست هو وإنما هي خطأُه الدّال عليه وأيقونتُه المُحيلةُ إلى حقيقته، فهو مُتستّرٌ فيها وهي متجلية فيه. ولأنه كذلك، فهو لا يحتاج إلى محامٍ ليدافع عنه، أو إلى شرطيٍّ ليردّ له ما يعتقد أنه ضيّعه من مجد، أو من واجهة، أو من بريق.
الشعر بريقُ العالم والأشياء والأجناس، وربما كان الكذبةَ الوحيدة التي بإمكان الجميع أن يصدّقها دون الحاجة إلى قرينة أو دليل. الشّعر دليلُ العالم إلى نفسه لأنه نابعٌ من منبع الحياة الذي لا ينضب، ولا يمكن لمرحلةٍ زمنيةٍ، أو تصوّر مستجدّ، أو سدّ ذوقيّ أو جماليّ منيع، أن يغيّروا مجرى نهره الأبدي الخالد.
الشعر ليس موضة وليس جنسا وليس شكلا. هو خارج عن دكتاتورية المقاسات، ولذلك فوصفُه تكلّف، وتعريفُه تعَدٍّ، والدفاعُ عنه فِريةٌ كبرى. ولعله لذلك، لا يمكننا أن نقطع نهر الشعر مرّتين لأنه متجدّد في اللحظة التي نعتقد فيها أنه قديم، ومتعدّد في اللحظة التي نعتقد فيها أنه واحد. ولا يمكن لمغريات اللحظة، بما تقدمه من دهشة متلبّسة بسلطة الراهن، أن تدّعي احتلال مكانه أو تعويضه بما دونه اعتقادا منها أنه خير منه. في عالم الإبداع هناك الشعر وهناك البقيّة.
إنني أمضي في الإجابة عن أي تساؤل متقصياً تلك التفاصيل الصغيرة، لهذا الكائن اللايقيني، خارج الرؤية الشمولية، وما دأبت الذاكرة الجمعية عليه، من هيئات رسمية أو متلقين، كون الشعر ترف، ولا فائدة منه، ولا يبيع وغيرها من الفخاخ التي نقع فيها جماعات وفرادى. كون التأسيس الحقيقي لأي فعل ثقافي يستند بالضرورة على المنطلقات، فاتحاً المجال لتلك البدايات التي لا يحدها شيء، من تجديد واختلاف وتجريب لا يركن إلى هواء مستعمل، كما نؤكد دائماً.
ثم إن حالة الانحدار الثقافي ليست مقتصرة على واحد من هؤلاء، الشاعر والناقد والمتلقي. المسؤولية يتحملها الجميع، بما فيهم ذاك الذي لا يكون له موقف واضح من الإقصاء والتهميش والممارسات الحمقاء التي تأخذ شرعيتها من المؤسسة الرسمية. بات كذلك صائد جوائز، جامع «لايكات» ومستجدي تعليقات إن صح التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أين يتوهم بامتلاك جيشٍ من القراء الذين ما هم إلا حفنة من المعجبين المزيفين. ويعتقد أنه شاعر زمنه الكرطوني هذا. في المقابل الناقد الذي لم يخرج لا من صورته النمطية ولا من برجه العاجي، معتقداً أن كل ما يُكتب ويُنشر هو تافه ولا ثقل فيه إبداعياً. متكئاً على منظومة من المعايير التي أكل عليها الدهر ولم يشرب. ذاك أن الشعر لا يقبل بأن يرفع نخبه إلا المنقطع تلقائياً للكتابة، من يجد نفسه في مواجهة دائمة مع كتاباته. تلك القسوة والرقة في آن. ما يجعل القصيدة تؤسس لعالم غير محدود. بين وضوح الكلمة وغموض الأسلوب. بين تواتر الصور والتقشف اللغوي المؤذي كأنفاس قصيرة، تترك في جسد العالم فجوات وثغرات لا بد منها. قبل أن تكتمل الدورة الدموية للأشياء. كما أن المتلقي المنصاع وراء السهل، الذي لا يمارس فعل القراءة متعة واكتشافا وبحثا عميقاً. الذي لا يملك الأدوات الكفيلة بقراءة قصيدة ما، لا تستجيب لما تعود عليه من كليشيهات. هو كذلك جزء من حالة التردي العامة. في الاهتمام بالشعر والشعراء ومجموعاتهم الشعرية، لأن في كل اسم جديد أو قديم هناك ما هو جيد وأقل جودة كما يوجد السيء والأكثر سوءاً.
لا يمكن أن نحول العولمة التي لا زلنا على الأقل كفاعلين أبعد الناس عنها، إلى شماعة نعلق عليها مآسينا التي تعود إلى سنوات بعيدة من التخلف الذي لا يتجزأ وإن كان في الحديث عن الشعر اليوم، كحالة خاصة لابد من صنع مفاتيح يصعب تقليدها لفتح كل هذه الأبواب الموصدة.
الشعر هو الإنسان ما دام أنه ليس بعدا واحدا فقط، طالما وجد المبهم والطلسمي والغامض والعجيب والمبهر والمباغت والمنهمر والجميل والغريب والضعيف والقوي والقادر والنشط، أي كل ما ليس في الاستطاعة دائما، هذا هو مجال الشعر، أي ما لا يمكن تقديره، ما يخترق الإحساس دون المرور عبر الإدراك. إذن الشعر هو كل ما هو لا معرفي. فلا توجد إحالة في الشعر، ولا موضوعية، ولا تأسيس، ولا مرجعية.
الشعر هو حالة غنوصية في كل الأحوال، لأن الكلمات وهي تنهمر لا تمر عبر «المنطق»،لذلك يظل العجز في «فهم» الشعر، لا الشاعر. إن الشاعر هو كائن اجتماعي، هذا مؤكد، والشعرهو كل ما هو لا تاريخي، يعبر الأزمنة، ينتمي إلى المطلق.
فهل أن السؤال يمدنا بـ:»يا حبذا لو..»، أي لو أن الحياة، شعر.تلك هي القضية الأساسية، في نظري، لأننا حين ننتمي إلى الشعر، نشعر أننا فعلا متأصلون في الواضح جدا، أقصد في الغامض.إن الشعر في نهاية الأمر هو انفصال رائع عن الآخر، أي عن المتماثل، تلك هي القضية.
أما ربط الشعر بالمتلقي، بالعصر، بالناقد، بالعولمة، بـ»الفيسبوك»، فتلك قضية أخرى.إن الشعر لا ينتقل أبدا، هو يظل حبيس الحالة «المطلقية» التي صنعته، وحينما نتحدث عن تراجع المتلقين عما كان عليه الأمر في السابق؟إن تفسيري ينحو إلى ربطه بتشرذم العلاقات الاجتماعية، ولتوسع مدى الفردانية. إن الحرية هي مآل الإنسانية في نهاية المطاف.
وما يضير الشعر، لو زالت دعوات الحضور إلى «أمسية شعرية». لربما صار الأمر مضحكا، لأن حتى الذين كانوا يحضرون لم يكونوا يستمعون إلى الشعر، بل إلى الشاعر(ة).هذه قناعتي، أنا الذي كنت أحضر.إن الشعر هو الذي يقرأ دون أن تكون لك خلفية «اجتماعية» عن صاحبه.يعني أن تكون شاعرا مرة ثانية، تغوص في الذي لا يمكن وصفه.
الشعر أيضا ليس له وظيفة، عذرا، ليس شعرا ما يصنف على طريقة المدارس الأدبية.هذا رأيي بكل تجرد واحترام، لأن الشعر كلي، يصف كل شيء بلا شيء، لا يحدد المسارات بوضوح للذين يبحثون عن الانتفاع.
لكن الشعر سيبقى، حتى ولو لم «يذاع»، لأن الشعر قضية، والقضية هنا هي البحث عن الذي لن نجد له أجوبة أبدا. والشعر في هذه الوضعية التراجيدية أمل قائم.