حين قرأتِ قصائدي أوَّل مرَّةٍ، لم أتخيَّل أنَّ عبور جسرِ الكلامِ إليك، سيجرحني. ويمنحني طريقةً جديدة في الكتابة. أساسُها الكسل واللاَّمبالاة. محاولاً إزاحة كلِّ الأقنعة التي تخفي زيف العالم. غير مكترثٍ بجسدي، مرمياً من سرير إلى آخر. مُراوغاً الحياة في لعبة صارمة، مُتخماً بالحب، كئيباً، أتعثَّرُ في نطق اسمكِ أمامَ الأصدقاء.
ليس اكتشافاً أن تنتبهي إلى أنَّ طريقتي في ملاحقة النساء لم تتغيَّر. وتغيَّر شكلُ الكلمات فقط. تماماً كما ينتبه سائحٌ في مدينةٍ عتيقةٍ إلى الشَّاشات المضيئة وهي تتلاعب بأسماء الماركات. يختبر بحواسه العطور المقلَّدة، والسِّلع سريعة التَّلف. حتى السجائر المكدَّسة في الأكشاك، لم تكن يوماً غيوماً بريئة. كلُّ هذا سيخبو، ومثلَ حلمٍ سنتعثَّر مراراً بهوائه الثَّمل.
تعالي إذن، نقفز فوق هذا الجدار. ونعترف في اللَّحظة ذاتها، أنَّه من غير المجدي، أن نتمسَّك بأيِّ شيء. هذا ما كانت آلهة الشِّعر تردِّده كعنكبوتٍ تنسج خيوط بيتها باطمئنان.
خالد بن صالح