السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

أصدقائي

إلى: رضا ديداني
سيف الملوك سكتة
أصدقائي
إذَا أحْملُ الجمرَ عنكمْ وأَمضيْ ..
 فلا تَرْحلُوا
سوفَ لا تذهبونَ بعيدًا إذَا ما مشيتُ وحيدًا
وإنّي تذكرتُكمْ فبكيتُ..
بكى الرملُ والليلُ..
صفقتُ في وجهِ بحرِ الظلام النوافذً
أيقظتُ حلمي وقلتُ:
بلا ذكرياتٍ ستقسو الحياة
وسرتُ لتمكثَ في الأرضِ خطوتُكمْ
أصدقائي
سيأتي علينا زمانٌ بلا حكمةٍ
فيه نَغز لُأحزانَنا قمرًا للسفوح ِالمطيرةِ
فيه تُبادُ الفراشاتُ في لغةِ الشعراءِ
وفيه سَيعرفني الراسخونَ بأحلامِهمْ في المتاه
إذا ما أسيرُ على حافةِ القلبِ
أحيي الكلامَ الّذي لمْ نقلْهُ
وكنتُ أرى في عيون النوارسِ يابسةً لا بحارَ لها
ودَالية تتدلّى الدلالاتُ منها
أقولُ لها:
لا أحاسيسَ كالفلسفاتِ
ولا حزنَ كالسوسناتِ
وإذا حفروا في أعالي البحارِ قبورًا لنا، لنْ أراها..
أقول لها: لا أريدُ النجاة
أصدقائي
في أعالي البحارِ توقدتِ الذكرياتُ
ولا ظهرَ للحبِ يسندهُ غَيرنا  
رُبّما كانَ أُسْقِطَ في يَدِنا
أنْ نَرى الموتَ يحيا على ساحلِ الميتافيزيقا
وكُنّا رعاةَ الأساطيرِ نَبتكرُ الأغنياتِ لكلِّ شفاه
وكُلِّ شتاءْ
أصدقائي، هناك
سَأستقبلُ الموتَ مبتسمًا
مرحبًا أيُّها الموجُ خذ جسدي
لصغارِ السمكْ..
 لن أعودَ إلى شجرِ الذكرياتِ وحيدًا
أخيبُ ظنَّ الغراب..
سأوقدُ أحْلامَكم نَجْمةً نَجْمةً فوقَ كلّ البراري
أعري الحياةَ من الكلماتِ
وقد خيّمَ الأمسُ فينا..
فيا ليْتني كنتُ نافدةَ الشِّعرِ في بيتِ طرفة بنَ الحرِّ
لا حكمةً في جماجم مكسوةٍ بالنباتِ..
وإنّي تَــذكرتُكمْ
فتركتُ لبيدًا بِبيدائِه لبذًا
واتبعتُ رؤاي...
أصدقائي،
وقَلبيَ قيثارتِي الغجرية
إِذْ نَتبدّدُ في البلدِ
نَتبددُ في الأبدِ
أصدقائي، وحزني ألي فٌلديْكمْ
وقلبي كقبرِ وليٍّ لمْ يزرْهُ أحد..
ربْما لا تزالُ السكاكينُ مخفيةً
 خلفَ ظهرِ الوردِ
وفي الموتِ متسعٌ للجميعِ
وفي الموتِ نَهرُ الحياةِ جرى فجريتُ
وشيءٌ من الحلمِ قَدْ جمعتهُ الصباحاتُ فبنا
فأَصحو ويذهبُ في حُلُمِي حَالِمٌ آخر
لم يمتْ...
أصدقائي مضوا..
يصنعونَ من الياسمين السلالمَ للذكرياتِ
ولم تبقْ منْهمْ سوى شفة التسمياتِ
وليسَ لهمْ
أثرٌ بعدَ عينٍ سوى
خطواتِ الأصابعِ تائهةٍ في اللغاتِ
وتائهةٍ في اللغاتٍ الفلاةُ
أصْدقائِي هناك
ربّما
حينَ
تُولدُ من جمرةٍ وردتانِ سَيأتون..
وتبقى النوارسُ  
راكضةً في الفضاء
وغرفةُ أحلامِنا لا نوافذَ فيها
فكيفَ تُطلُ علينا سماءُ الأغاني
وكنتُ
تسلّقتُ كلّ الحبالِ التي شنقتني
إلى جبلٍ كنتُ أحْملهُ حجرًا،،  حجرًا
لأخيبَ أحزانَكُم واحدًا واحدًا
 أصدقائي
وأسرجتُ ظهرَ المعاني إلى ما وراء الكلامْ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com