عادل بلغيث
الإهداء: إلى روح أخي وصديقي وزميلي، الغائب الحاضر «محمد الأمين سلطاني» أصيل مدينة معسكر، الذي التحق بالرفيق الأعلى غريقا وحيداً شهيداً، وترك كلّ من عرفه وأحبّه باكيا بحرقة، محاطاً بأسراب الذكريات.
ينعي الرّفاقُ كريمَ نفسٍ قد قضى
وأقولُ حيٌّ في القلوبِ وإن مضى
هل تعرفون بأنّ أصلـــهُ مِنْ هُـدى
ذاك الشّريفُ ابنُ» الشّريفِ المُرتَضى»
والجَدُّ آيُ الحُــبِّ لولا الشّمسُ في
كفِّ السّماءِ لَــقُلتُ جَـدُّهُ أوْمَــضَ
يا بَـعْـضَ سِبْطٍ،كُـلُّ عـبدٍ ذائــقٌ
كأسَ المَنِيّةِ، وارتَويْتَ مِنَ الفَضَا
يَنْعي الـرّفاقُ خَــليلَ قلـبٍ وارِفٍ
مِثـلَ النّخيل بِأسْـودَيْــنِ تلفّـــــظ
ينـبوعُ عطْفِ والجَنِيُّ بروحِـه
حـلوٌ وإنْ ذاقـتْهُ نفـسّ مغْرِضَه
وأقولُ إنّـهُ في النّعيمِ مُخَــلّـــــدٌ
وأقولُ إنّيَ مِنْ فِراقِهِ في اللّظى
آهٍ أمينَ الرّوحِ مَـا دَمْعٌ جَرى
مُرّا سَخينًا مُسْرِفًا، لكنْ شَظًى
يا لهفَ نَفْسي كيفَ تُغْرِقُ أبحرٌ
بحرًا وماءُ الجودِ فيه بِلا انْقـِضَا
يا لهفَ حرفيَ.. مُذْ رَجَعْتُ مُدَثّــرًا
بالحًزن، فِيَّ النّارُ والذّكرى الغَضَا
أيُّ اصطبارٍ كان فيه إذا الألى
ضَجّوا، وجدتَه للإله مفوّضـــَـا
أيُّ اقتدارٍ حين تبرزُ عُقـــــــدة
صاغَ الحُلولَ وحَثّنا واستنهضَ
ما خلتُ يوماً أن أفارقَ طيّـــباً
مثلَ الأمين فكيفَ وجههُ أعرضَ؟
أو كيفَ سارَ اليومُ تلو اليوم عنْ
فقد الأمين، تُرى بربْعٍ عــُوّضَ؟
ما للرّفاق يُوَسّقونَ شُمُوعَــهُـــمْ
هل تَبعثُ الشّمْعاتُ فجرًا مُوقِظَا
يا شامخًا، هلْ نَبْضُ قلبكَ هَا هــنا
أمْ كلُّ قلبٍ حلَّ فيكَ لِتنبـــــضَ
كنتَ الشّهيدَ على المحبّة مُسْتـــــوٍ
صرتَ الشّهيدَ عليكَ شُؤبُوبُ الرّضا
يا حَظّ هذي الأرضِ حينَ تَحمّلتْ
قبرا يُصَيّرُ للملائــكِ مَــربَــــضا
يا حظّ أحياءِ السّديمِ استقبلَــــتْ
طِفلاً لِــلَأْلاءِ النّجومِ اسْتعــرضَ
أرسلْ له يا ربّ أنسامَ الصَّبـــا
ثبّتْ سحاباً في «مُعسْكَرَ» أبيضاَ