1 – لِي فِي الذِين أُحِبُّهمْ قَمَرَانِ مِنْ مَاءِ القَصِيدْ
قَمَرَانِ يَا عُمْرِي النَّضِيدْ
- قَمَرٌ يُرَمِّمُ غُرْبَةَ العُشَّاقِ
يَرَّتِقُ مَا تَدَاعى أَوْ مَا تَعَتَّقَ مِنْ جِرَارِ الدَّمعَةِ الأُولَى
وَلَسَوْفُ يُعْطِيكَ المَجَاز...
البشير بن عبد الرحمن
قَمَرٌ تَوَضَّأَ فِي مِيَاهٍ للسُّلاَلَةِ
قَمَرٌ يَرَى... مَسَحَ الظَّلاَمَ بِكَفِّهِ...
فَإِذَا البَيَاضُ مَنَاوِرُ النُسَّاكِ بِالأَسْحَارِ
قَمَرَانِ لِي... وَلَنَا لَنَا كَافُ الظِّلاَلِ وَنُونُ أَنْوَارٍ تَحِيدْ
2 – لِي فِي الذِين أُحِبُّهمْ مَا يُسْتَسَاغُ مِنْ البَلاَغَةِ.. مِنْ دَمِ المَعْنَى
وَمِنْ عِطْرِ التَّذَكُّرِ... قِفَا نَبْكِ عَلَى الأَعْجَازِ...
خَاوِيَةٌ هِي البِئْرُ السَّحِيقَةُ تَسْتَظِلُّ بِنَارِهَا
وَبِنَارِهَا قُبِرَ النَّشِيدْ
3 – لِي فِي الذِين أُحِبُّهمْ شَجُرٌ يَلاَمْ
-مَا تَفَرّقَ مِنْ رَذَاذِ القَلبِ-
هَمْسٌ يُدَثِّرُ وَحْشَةَ الأَشيَاءِ
مَوْجٌ يُسَافِرُ فِي الكَثِيبِ المُرِّ
مَا تَنَاثَرَ مِنْ خِيَامِ الشَّوقِ فِي الجَسَدِ النَّضِيدْ
4 – لِي فِي الذِين أُحِبُّهمْ تَسْبِيحُ أَفْلاَكِ الرُّؤَى
صَوْتُ المَآذِنِ إِذْ تَرَى أَنْفَاسَهَا نَجْمًا
يُرَتِّلُ مَا تَعَسَّرَ مِنْ هُدَى الأَبصَارِ
أَوْ مَا تَيسَّرَ مِنْ غَدٍ عَبِقٍ بِأَنَوَارِ الشَّهِيدْ
5 – لِي وَجْهُ أُمِي يَا حَلِيبَ شَقَاوَتِي
رِيشُ العَصَافِيرِ التِي...
صَلْصَالُ أُحْجِيتِي العَتِيقَةِ
أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ تُعَلِّمُ هَامِشَ النَّصِ الكِتَابَةَ في رُبَى الأَلَمِ الحَصِيدْ
6 – لِي تَيمَةُ الأَسْفَارِ وَأَنَا هُنَا
وَحْدِي أرتِّبُ مَا يَدُلُّ عَلَى دَمِي
وَحْدِي أُعَدِّلُ عَقْرَبَ التَّارِيخِ
اسْتَجْدِي عُيْونَ الوَصْلِ... خَرِيرَ مُوَشَّحٍ
قَدْ جَفَّ فِي التِّيهِ المَشِيدْ
7 – لِي فِي الذِينَ أُحِبُّهُمْ رَوِيُّ أُغْنِيَةٍ بِلَوْنِ البَحْرِ
نَايٌ بِعُمْرِ الرِّيحِ
مَا تَصَرَّمَ مِنْ سَنَابِلَ يَا عِجَاف
مِنْسَاةُ أَسْئِلَةٍ تُرَاوِحُ فِي الغِيَابِ
يَدٌ تَشُدُّ عَلَى السَّرَابِ
فِي لُجَّةِ الحُلُمِ النَّضِيدْ
8 – لِي فِي الذِين أُحِبُّهمْ –مَا لَيْسَ لِي–
نَقْشٌ عَلَى الرَّملِ الخَجُولِ
مَتْنٌ يَلُوكُ فَرَاغَهُ
قَبَسٌ مِنَ الأَوْهَامِ فِي غَسَقِ السِّلاَلِ
حَبْلُ الغَسِيلِ عَلَيْهِ أَسْمَالُ الحَقِيقَةِ بِالوَصِيدْ
9 – لِي فِي الذِين أُحِبُّهمْ بِيضُ الشَّوَاهِدِ فِي الضُّحَى
تَرْجِيْعُ فَاتِحَةِ الكِتَابْ...
لِي فِيهمُ عِطْرُ الزُّجَاجِ وَيُتْمُ آنِيَةٍ عَلَى وَشَكِ التُّرَابْ