الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مصطافون لا يحترمون الرايات وآخرون يغامرون في شواطئ ممنوعة: الشـواطـئ تتـحـوّل إلى آلـة للمـوت مع كل موسـم اصطيـاف

• إنقاذ 8 آلاف شخص من الغرق و وفاة 60 آخرين في شهر
يفسر غطاسون ارتفاع معدلات الغرق في الشواطئ ببلادنا لكون الجزائريين لا يلتزمون بتعليمات وقواعد السباحة  و يفضلون المغامرة في شواطئ ممنوعة رغم خطورتها، كما توجد فئة تدخل الشواطئ خارج أوقات الحراسة، مشبهين تصرفات مصطافين بتعاطي سائقين مع قانون المرور، وهو ما يفسر  التدخل لإنقاذ 18 آلف شخص خلال شهر جوان الماضي و  الذي عرف تسجيل وفاة 60 شخصا غرقا.  
روبورتاج : نور الدين عراب
تحصد الشواطئ والسدود والمجمعات المائية مع حلول كل موسم اصطياف عشرات الأرواح، وتحولت بذلك العديد من الخرجات الترفيهية والسياحية للعائلات عبر الشواطئ إلى مأتم، والعديد من العائلات فقدت قريبا لها بعد أن التهمته أمواج البحر وخرج إلى الشاطئ محمولا على الأكتاف غريقا، وتحولت بذلك النزهة على الشواطئ إلى جنازة.
ولا تكاد تختلف الأوضاع المسجلة بالولايات الساحلية عبر شواطئها المختلفة عن المناطق الداخلية التي تسجل هي الأخرى سنويا عشرات الضحايا الذين يموتون غرقا في البرك المائية، السدود، الوديان، والمجمعات المائية الاصطناعية، خاصة لدى الشباب والأطفال الذين يتخذون من هذه المواقع البعيدة عن الشواطئ أماكن للسباحة في فصل الصيف الذي يشهد درجة حرارة مرتفعة.
وتنذر الإحصائيات المقدمة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية بضرورة دق ناقوس الخطر، أمام العدد الكبير للوفيات في الشواطئ والمجمعات المائية والسدود، بحيث تشير إلى تسجيل حوالي 60ألف تدخل الموسم الماضي، على مستوى الشواطئ والمجمعات المائية والسدود، وتمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ حوالي 41ألف شخص، في حين تم تسجيل 175 حالة وفاة، من بينهم 102غريق بالشواطئ و73غريقا بالمجمعات المائية والسدود، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الغرقى في الشواطئ الممنوعة للسباحة قدر الموسم الماضي ب64غريقا، مقابل 38 حالة غرق  بالشواطئ المسموحة، من بينهم 15 شخصا غرقوا خارج أوقات الحراسة التي تضمنها الحماية المدنية.
أما في ما يتعلق بالوفيات بالمجمعات المائية والسدود والمسطحات والأحواض المائية والبرك والوديان، فقد تم إحصاء الموسم الماضي 73حالة، من بينها 16غريقا في السدود و11بالوديان، إلى جانب 23 غريقا بالبرك المائية و15بالحواجز المائية التي تخصص للري الفلاحي وأشغال البناء، بالإضافة إلى 08حالات وفاة بالأحواض والمسابح.
و خلال موسم الاصطياف الحالي تنذر الأرقام المسجلة بخطورة أكثر وارتفاع في عدد الغرقى، بحيث منذ حلول شهر جوان الماضي سجلت المديرية العامة للحماية المدنية 14ألف تدخل على مستوى الشواطئ سمحت بإنقاذ 08آلاف شخص، في حين تم تسجيل وفاة 60شخصا من بينهم 24 شخصا بالشواطئ المسموحة، منها03 حالات لغرقى بالشواطئ المسموحة خارج أوقات الحراسة، كما تم تسجيل وفاة 24شخصا بالشواطئ الممنوعة.
أما بالمجمعات المائية والسدود والوديان، فقد أحصت مصالح الحماية المدنية منذ الفاتح جوان الماضي 36حالة وفاة من بينها 04حالات في السدود، و06حالات في الأودية، إلى جانب 14حالة في المجمعات المائية، و09حالات في البرك المائية، إلى جانب 03 حالات في الأحواض.
الرايات لا تحترم والشواطئ الممنوعة وجهة مفضلة
يذكر عضو فرقة الغطاسين بوحدة الحماية المدنية لولاية البليدة سيدعلي تفياني بأن من أسباب ارتفاع حالات الغرق بالشواطئ هو عدم احترام المصطافين للرايات المرفوعة على مستوى الشواطئ، مضيفا بأن تعامل المصطافين مع قواعد السباحة بالشواطئ لا يكاد يختلف عن تعاملهم مع قواعد قانون المرور، بحيث أن ارتفاع حوادث المرور مرتبط بعدم احترام السائقين لقانون المرور، وبذلك فالأمر لا يختلف مع حالات الغرق في الشواطئ،  حيث  أن عدم احترام المصطافين لقواعد السباحة والرايات المرفوعة في الشواطئ، يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الغرق، مشيرا في ذات السياق إلى أنه في العديد من الحالات يتم رفع في الشواطئ الراية الحمراء التي تمنع السباحة وتؤكد خطورة البحر، لكن بالرغم من ذلك يغامر العديد من الأشخاص بحياتهم ويدخلون البحر للسباحة، ويعرضون بذلك حياتهم للخطر، وتكون النتيجة في الأخير الغرق، كما تحدث نفس المصدر عن عدم احترام المصطافين للمسافات المسموحة للسباحة، ويغامرون بحياتهم بالسباحة لمسافات طويلة، وهذا الأمر أيضا يؤدي في الكثير من الحالات إلى الغرق، إلى جانب عدم تقيد المصطافين بالسباحة خلال فترات تواجد الحراسة التي يضمنها سباحو الحماية المدنية، بحيث يتم مع كل موسم اصطياف توظيف سباحين موسميين لمراقبة الشواطئ ومرافقة المصطافين والتدخل في حالات التبليغ عن وجود غرقى، لكن العديد من رواد الشواطئ لا يحترمون مواقيت الحراسة ، التي كانت تبدأ من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية السابعة مساء، وأمام تسجيل عدد من حالات الغرق خارج أوقات الحراسة، مددت المديرية العامة للحماية المدنية الموسم الماضي أوقات الحراسة بساعة إضافية لتنتهي مع الثامنة ليلا.
كما تحدث الغطاس سيدعلي تفياني عن جهل العديد من المصطافين بقواعد السباحة ومهارتها، خاصة القادمين من المناطق الداخلية، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الغرق، مشيرا في ذات السياق إلى أن نسبة كبيرة من الغرقى في الشواطئ هم من كبار السن الذين لا يحسنون السباحة أو يغامرون بحياتهم من خلال السباحة في فترات السباحة الممنوعة أو عدم التقيد بالمسافات المحددة، وذلك على عكس الغرقى بالمناطق الداخلية بالسدود والبرك المائية والوديان، أين تسجل أكبر نسبة لدى الأطفال أقل من 14 سنة.
القفز من الصخور يستهوي الشباب بالشواطئ الممنوعة
يذكر الغطاس سيدعلي تفياني بأن تصنيف الشواطئ الممنوعة يتم من خلال خطورتها بالنسبة للمصطافين، وذلك إما أنها لا تتوفر على مسالك، وبذلك يصعب وضع مراكز للحراسة والتدخل، أو لكون هذه الشواطئ تشكل خطرا على سلامة روادها، كونها تتوفر على الصخور في مداخلها وبداخلها، وبذلك فإن السباحة في هذه الحالة تشكل خطرا على حياة المصطافين، ويذكر نفس المتحدث بأن المصالح المعنية تقوم بوضع لوحات إشهارية بمدخل هذه الشواطئ تنبه المواطنين على أنها مواقع غير مسموحة للسباحة، وبهذا لا تضع مصالح الحماية المدنية مواقع للحراسة، وبالرغم من الخطورة التي تشكلها هذه الشواطئ على روادها، إلا أنها تعرف إقبالا كبيرا من طرف المصطافين خاصة فئة الشباب، الذين تستهويهم عروض القفز من الصخور وسط الأمواج، إلى جانب زرقة مياه البحر النظيفة على عكس الشواطئ المسموحة التي تشهد إقبالا كبيرا، وتقل بها النظافة، وتتلوث مياهها، ولهذا فالكثير من الشباب يفضلون الشواطئ الصخرية الممنوعة على الشواطئ الرملية المسموحة.
أغلب غرقى السدود والبرك المائية من الشباب والأطفال

أحصت مصالح الحماية المدنية عشرات الضحايا من الغرقى بالمناطق الداخلية بالسدود والبرك المائية والوديان، والمسطحات والأحواض، بحيث مع حلول كل موسم اصطياف يكثر الإقبال على هذه المواقع الممنوعة للسباحة، وغير المراقبة، بحيث سجلت الحماية المدنية الموسم الماضي 73 غريقا بهذه الأماكن، أما خلال هذا الموسم فقد تم إحصاء 36غريقا، وتشير الإحصائيات إلى أن أغلب الغرقى من الشباب والأطفال الذين يقصدون هذه الأماكن للسباحة بالمناطق الداخلية البعيدة عن الشواطئ، وفي ظل قلة المرافق الترفيهية والمسابح خاصة، يتوجه الشباب إلى الوديان والسدود والبرك المائية والمسطحات المخصصة للري الفلاحي للسباحة، دون وعي بخطورة هذه الأماكن، ولهذا في الكثير من الحالات تسجل وفيات.
ويذكر في السياق ذاته الغطاس سيدعلي تفياني بأن بعض شركات الأشغال التي تستخرج الرمال والحصي من الوديان تترك حفرا كبيرة الحجم وعميقة، تتحول إلى مواقع للسباحة في فصل الصيف، وفي الكثير من الحالات تكون مجهولة العمق ومليئة بالأوحال، ولهذا تسجل حالات الغرق فيها، وهو ما سجل منذ سنتين بحمام ملون بولاية البليدة، أين سجل غرق طفل ينحدر من ولاية البويرة قدم مع عائلته في جولة سياحية، إلا أن الطفل فقد داخل حفرة، تم حفرها من طرف عمال إحدى الشركات، وفي السياق ذاته تلجأ شركات أخرى لحفر مجمعات مائية تخصص لتجميع المياه لاستعمالها في أشغال البناء، بعمق يصل إلى 07 أمتار، إلا أن هذه المجمعات المائية الاصطناعية غير مسيجة، ويلجأ إليها الأطفال للسباحة في فصل الصيف، وقد سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية البليدة مؤخرا، حالة غرق لشاب يبلغ من العمر 20سنة ببلدية مفتاح، توفي داخل بركة مائية اصطناعية تابعة لإحدى الشركات الأجنبية المختصة في البناء، ونفس الشيء بالنسبة للمجمعات المائية التي يقيمها الفلاحون بغرض سقي أراضيهم، بحيث تفتقد في الكثير من الأحيان للتسييج، وغير مراقبة، ولهذا يتم اللجوء إليها للسباحة.
غطاسو الحماية المدنية..دقة التدخل وخطأ بسيط قد يكلفهم حياتهم
يذكر الغطاس سيدعلي تفياني عضو فرقة الغطاسين بوحدة الحماية المدنية لولاية البليدة بأن التدخل لإنقاذ أو انتشال غريق يحتاج دقة كبيرة وخطأ بسيطا قد يكلفهم حياتهم، مشيرا إلى أن تدخل فرق الغطاسين على مستوى الشواطئ يتم في الحالات التي يفقد فيها شخص، أما في الحالات التي يجد فيها شخص صعوبة في السباحة أو يوشك على الغرق، فيكون هنا التدخل للسباحين الموسميين على مستوى الشواطئ.
ويذكر نفس المتحدث بأن التدخل في البحار أو السدود والبرك لانتشال غرقى يتطلب منهجية وإستراتيجية دقيقة، ومخطط عملياتي للتدخل ومتابعته، وأمام دقة العملية التي يقومون بها يتطلب من فرق الغطاسين المداومة على التدريبات لتفادي أي أخطاء أثناء عملية التدخل، ويضيف بأنه قبل أي تدخل يعقد أعضاء فرقة الغطاسين اجتماعا مصغرا لدراسة الموقع، ومراقبة أجهزة التدخل، وتجهيزات الأمان، كما يبقى عضو من الفريق خارج المياه ليكون حلقة الوصل بين الغطاسين الموجودين داخل المياه، و المركز العملياتي بوحدة الحماية المدنية، وبعد انتشال الضحية يأتي دور الضبطية القضائية الممثلة في مصالح الشرطة أو الدرك الوطني التي تفتح تحقيقا لمعرفة أسباب الغرق وملابساته.
ويذكر نفس المتحدث بأن فرق الغطاسين تواجهها عدة صعوبات أثناء عملية الإنقاذ أو انتشال غرقى، ومنها انعدام الرؤية في المكان الذي يفترض أن يكون فيه غريق،  ويلجأون في هذه الحالة إلى استعمال الحبال لمعرفة الموقع وعدم الابتعاد عنه، كما أوضح بأن حياة الغطاس مرتبطة بجهاز التنفس تحت الماء، بحيث تعطل هذا الجهاز يجعل حياة الغواص في خطر، وأشار نفس المتحدث بأن فرق الغطاسين تدعمت بجهاز متطور خاص بالغطس يقدم للغواص كل المعلومات حول المساحة التي يسبح فيها وعمقها، إلى جانب ذلك يقدم نصائح أخرى حول درجة « الأزوت المتبقية»، مؤكدا بأن هذا الجهاز يساعد كثيرا الغطاسين، بحيث يزودهم بكل المعلومات أثناء تواجدهم في المياه.

ن-ع                    

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com