الوعـي بأهميـة التلقيـح يرتفـع لـدى المواطـنين ووفـرة كبـيرة في اللقـاح
تشهد الخيم الصحية للتلقيح ضد فيروس كورونا التي تم نصبها في ثلاث ساحات كبرى بوسط الجزائر العاصمة إقبالا متزايدا للمواطنين منذ انطلاق العملية النموذجية في السادس من شهر جوان الماضي، حيث تتشكل طوابير طويلة من المواطنين الراغبين في التلقيح من مختلف الفئات العمرية المعنية، أمام هذه المراكز منذ الصباح الباكر لتسجيل أنفسهم قصد الاستفادة من التطعيم.
روبـورتـاج: عبد الحكـيم أســابع
وخلال جولة قمنا بها أمس للفضاءات المفتوحة الثلاث بوسط العاصمة، على مستوى كل من ساحة الكتاني ببلدية باب الوادي وساحة الشهداء ( بلدية القصبة ) وساحة أول ماي ( بلدية سيدي امحمد)، بدا واضحا أن عملية التلقيح على مستوى هذه المراكز الميدانية التي جاءت لتعزيز نقاط التطعيم التي تتم داخل الهياكل الصحية ورفع الضغط عليها، استحسانا كبيرا للمواطنين سيما لما لمسوه من حسن التنظيم والتأطير الذي تشهده العملية تحت إشراف مؤسسات الصحة الجوارية لكل منطقة.
ويعكس هذا الإقبال الكبير للمواطنين على خيم التلقيح بالمئات حسب الملاحظين "ارتفاع منسوب الوعي لدى عامة المواطنين الجزائريين بأهمية التلقيح كحل وحيد للوقاية من خطر كوفيد 19 ومن أعراضه الخطيرة، بعد أن انتابت الكثير منهم الشكوك والمخاوف عند انطلاق عملية التلقيح، وعزوفهم الملحوظ عنه في البداية بسبب ما روجت له شبكات التواصل الاجتماعي حول الأعراض الجانبية للقاحات التي اقتنتها الجزائر بالرغم من أن المركز الوطني لليقظة الصيدلانية سبق له أن أكد أنه لم يسجل حسب مديرته العامة «أي أعراض خطيرة على الصحة العمومية».
ولعل ما رسخ القناعة لدى المواطنين بأن ‘’ التلقيح هو الحل ‘’ لمجابهة هذا الفيروس، هو ارتفاع حالات الإصابة به والوفيات بأعراضه ومضاعفاته الخطيرة، التي تكاد لم تسلم منها أي عائلة عبر أغلب مناطق الوطن، وأيضا تأثير حملة التحسيس والتوعية الواسعة النطاق التي أطلقتها وزارة الصحة بمساهمة العديد من الشركاء من مختلف القطاعات إلى جانب المجتمع المدني.
تلقيح بين 600 إلى 700 يوميا في مركز باب الوادي
وفي هذا الصدد أكدت السيدة مريم عيساني، المنسقة شبه الطبية لعملية التلقيح، التي تتم على مستوى الخيم الصحية بساحة الكتّاني بباب الوادي، في تصريح للنصر بعين المكان أن إقبال المواطنين الراغبين في التلقيح "قياسي"، مقارنة لما هو عليه الوضع في الفضاءات المفتوحة الأخرى والعيادات والمراكز الصحية، حيث يبلغ عدد الذين يتلقون التطعيم يوميا يتراوح بين 600 إلى 700 شخص من مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، مؤكدة وفرة اللقاح.
ويشرف على العملية بمركز الكتاني حسب المتحدثة فريقان من الأطباء يعملان بالتناوب خلال الفترتين الصباحية والمسائية، إلى جانب طاقم من شبه الطبيين وآخر من الإداريين الذين يشرفون على عملية التسجيل في الأرضية الرقمية لوزارة الصحة من أجل القيام بعملية الإحصاء وكذا تحديد مواعيد أخد الجرعة الثانية من اللقاح.
ويخضع كل من يرغب في التلقيح عندما يحين دوره، للفحوصات اللازمة قبل الاستفادة من اللقاح على غرار قياس ضغط الدم ونسبة الأكسيجين والإجابة على بعض الاستفسارات المتعلقة بإصابة الشخص ببعض الأمراض المزمنة وفترة التعرض إلى الإصابة بفيروس كورونا، بالنسبة لمن سبق وأن أصابهم الفيروس، أو الذين أُصيب أحد أو بعض من أفراد عائلتهم.
وتمت الإشارة في ذات الصدد إلى أن كل شخص سبقت له الإصابة بفيروس كورونا فإنه لا يتمكن من تلقي اللقاح سوى بعد مرور ثلاثة أشهر على الإصابة كما يتعين على كل من أصيب احد أفراد عائلته داخل البيت الواحد أن يؤجل عملية التلقيح بـ أسبوع إلى 10 أيام أي إلى غاية أن يجري الاختبار السيرولوجي للكشف عن كورونا لإثبات خلوه من العدوى .. وفي حال ما إذا جاءت النتيجة إيجابية فإنه مجبر هو الآخر على انتظار ثلاثة أشهر لتلقي اللقاح.
وبالخيم التي تم نصبها في ساحة الشهداء بوسط العاصمة فإن العملية تجري على نفس المنوال، إلا أن عدد المواطنين الذين يتم تلقيحهم في هذا الفضاء، حسب المشرف على العملية السيد حسان بوفجي وهو مراقب عام للصحة الجوارية بالقبة العناصر، أقل حيث يتم يوميا منذ بدأ العملية في منتصف شهر جوان الماضي تطعيم بين 300 إلى 400 مواطن.
ويشرف بعين المكان على العملية بدورهم فريق من 4 أطباء و4 مساعدين لهم إلى جانب شبه الطبيين والإداريين.
وفي الخيم التي تم نصبها بساحة أول ماي بمحاذاة مستشفى مصطفى باشا الجامعي، فإن عدد المقبلين على عملية التلقيح بهذا الفضاء الذي يعمل من الساعة 8 صباحا إلى 18 مساء، يزداد يوميا، حسب نائب مدير بمؤسسة الصحة الجوارية لسيدي أمحمد بوشنافة، الدكتورة نادية دجيلي، التي أكدت أنه استفاد من هذه العملية بين 200 و 300 مواطن من جميع الأعمار خلال الأسبوع الأول، غير أن العدد أصبح فيما بعد يتراوح – حسب المتحدثة بين 350 إلى 400 وأكثر أحيانا.
توفير التهوية وكراسي الانتظار داخل الخيم
وقصد تجاوز ظروف العمل الصعبة داخل تلك الخيم سيما في ظل ارتفاع درجة الحرارة فقد تم توفير أجهزة تهوية وكراس للانتظار داخل الخيم حتى لا يضطر الراغبون في التلقيح للانتظار تحت أشعة الشمس.
ومعلوم أن عملية التلقيح داخل هذه الخيم الصحية تمس كل المواطنين سواء المسجلين وغير المسجلين في الأرضة الرقمية التي خصصتها وزارة الصحة للعملية، غير أن الجميع يتم تسجيلهم في هذه الأرضية قبل تلقي التلقيح من أجل بلوغ الأهداف المرجوة.
وخلال تواجدنا بالمراكز الثلاثة ( الخيم الصحية للتلقيح ) اقتربنا من عدد من المواطنين ورصدنا بالمناسبة آراءهم وانطباعاتهم ودافعهم للتلقيح.
اقتنعنا أخيرا أن التلقيح هو الحل
في البداية التقينا الشاب عماد صاحب الـ 30 عاما، الذي أكد بأنه تقدم لتلقي التلقيح بعد أن تيقن وأن لا حل لمجابهة الحالة الوبائية الخطيرة التي تشهدها البلاد إلا بالتلقيح.
وبدوره قال أنور ( تاجر 30 سنة ): عندما تفشى الوباء وأصاب كل الفئات العمرية في الفترة الأخيرة، تيقنت وأن الجميع بات مهدّدا وليس فقط كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، واقتنعت أن الوسيلة الوحيدة التي تحمينا من كورونا وأعراضها الخطيرة هو التلقيح.
أما السيد محمد بلعيدي ( 67 سنة متقاعد ) فقال " في البداية لم تكن لدينا معلومات كافية عن هذا الفيروس ولكن اليوم وبعد أن جمعنا المعلومات الكافية عن المرض وعن أهمية اللقاح اقتنعنا بضرورة التطعيم".
من جانبها قالت السيدة سميرة ( 38 سنة عاملة بمطعم مدرسي ) جئت لأخذ اللقاح حماية لي ولأفراد أسرتي والأطفال الذين أشرف على تقديم الوجبات لهم في المؤسسة التي اعمل بها".
وفي المقابل وجدنا شابا يسمى فارس ( خريج جامعي بدون عمل ) رغم اقتناعه بأن " التلقيح هو الحل للحماية من العدوى بفيروس كورونا ومن أعراضها الخطيرة إلا أن شكوكا مازالت تراوده ويبحث لها عن إجابات وقال ما تزال بعض الإشاعات تخيفنا حول أعراض قد تترتب عن اللقاح في المستقبل وأنا بحاجة لمن يفندها ويطمئنني أكثر ..". ع.أ