الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

طلب وطني على ورشات التخصص

تأثيـث السيـارات يعيـد متقاعديـن إلى التكويـن المهنـي بجيجـــل
تستقطب العديد من التخصصات المهنية بقطاع التكوين بجيجل، شبابا وحتى كهولا تتلائم المجالات المهنية الجديدة مع توجهاتهم، خصوصا وأن منها ما يتزايد الطلب عليه في علم الشغل، على غرار تخصص التأثيث الداخلي للمركبات  المتوفر بمركز التكوين و التمهين " قيسوم مسعود " بالغريانة بأعالي جيجل.
كـ. طويل

ويلقى هذا التخصص صدى داخل و خارج الولاية على اعتبار أن المتخرجين من ورشاته مطلوبون في ميدان العمل ناهيك عن توفر فرص إنشاء ورشات مصغرة و إدارة نشاط عائلي.
بعد 60سنة إبراهيم يترك بجاية ليتربص في جيجل
و يعتبر  ابن بجاية، عمي إبراهيم إيحموشن، البالغ من العمر 60 سنة نموذجا مشجعا وملهما للكثير من الشباب والكهول فسنه لم يمنعه من ترك مدينته الأم و التنقل إلى جيجل، لأجل التربص في مركز التكوين المهني، لأنه يؤمن كما قال، بأن التعلم و الفرص أمور لا تحتكم للعمر أو المكان، وهو تحديدا ما دفعه للالتحاق بمركز الغريانة، لتعلم التأثيث الداخلي للمركبات الذي يعد تخصصا نادرا وطنيا، حيث قال " كنت أعمل في ورشة خياطة ببجاية، و أردت تطوير معارفي و مهارتي في المجال عن طريق ولوج عالم التأثيث الداخلي للمركبات، بحثت عن التكوين في مدينتي  فلم أجد عنوانا مناسبا، إلى أن تبين لي من خلال مواقع التواصل بأن التخصص موجود بمنطقة تاكسنة، فالتحقت به مباشرة نظرا لتوفر ظروف الإيواء في إطار النظام الداخلي" .
و أضاف " هذا التخصص يعتبر من التخصصات المطلوبة ويفتح مجالات واسعة للشغل أمام من يتقنونه، كما أنه من السهل فتح ورشة و العمل لصالح شخصي وقد تعلمت خلال فترة تكويني العديد من المهارات في مجال خياطة و تفصيل مقاعد السيارات".
تخصص مهني يكسر عزلة منطقة جبلية
و يرى عمي إبراهيم، بأن فارق السن بينه و بين المتربصين الآخرين ليس حاجزا أو عائقا بالنسبة إليه، فهم زملاء يتعلم منهم و يتعلمون منه، لأن ما  يهم فعليا هو التكوين، ناهيك عن أن الاحتكاك بهم جدد روحه و عمق بعض معارفه فالتأقلم مع المحيط قضية تخضع لشخصية الإنسان،  و التحدي الأصعب بالنسبة إليه هو الانتقال من ولاية إلى أخرى بعد ستين سنة من العيش المستقر.
 ويأمل محدثنا، أن يرفع أقرانه التحدي و يقتحمون مجالات التكوين ليحسنوا أوضاعهم ويفتحون ورشات خاصة بولايته وبولايات أخرى.
من جانبه، أوضح أستاذ التخصص قريمس إبراهيم، بأن عمي إبراهيم، يعتبر نموذجا للتحدي و قدوة للراغبين في التكوين، فبالرغم من سنه  إلا أنه مجد و طموح، و مقبل على التعلم بشغف، حيث أضفى حضوره جوا خاصا و قدم دفعا للشباب.
قابلنا أيضا في ورشة التخصص، الشاب مولاهم مولود البالغ من العمر 17 سنة، والذي أخبرنا، بأنه وجد بديلا في التكوين المهني بعدما غادر مقاعد الدراسة باكرا ببلدية بودريعة بن ياجيس، وقد اختار التأثيث  الداخلي للمركبات، كونه من بين التخصصات النادرة و المطلوبة بكثرة، و يأمل من خلال التربص فيه، بأن يتمكن مستقبلا من فتح ورشته  الخاصة مضيفا، بأن الدفعات التي سبقت دفعته كانت محظوظة، فالشباب الذين تكونوا في هذا المجال تمكنوا من تطوير أنفسهم خصوصا وأن السمعة الجيدة للمركز و لمستوى تكوينه ساعدتهم كثيرا في سوق العمل و سمحت لهم بالتحرر من العزلة التي عاشوا ويعيشون فيها بسبب الطبيعة الجبلية لمنطقة الغريانة ببلدية تاكسنة، التي باتت تستقطب متربصين من كافة ولايات الوطن.
من التكوين  إلى التطبيق
تؤكد ليلى بوطاجين، مستشارة التوجيه بمركز التكوين و التمهين " قيسوم مسعود"، بأن تخصص التأثيث الداخلي للمركبات، يحظى بسمعة حسنة، لأنه سمح لمن تكونوا فيه بالولوج إلى عالم الشغل مباشرة و فتح ورشات خاصة بهم، كون النشاط مطلوب جدا في العديد من الولايات وبالأخص بجيجل، لأنه يعنى بجانب التجهيز و الديكور الداخلي للمنازل و للمركبات وهي مجالات تعرف إقبال.
شروط بسيطة لافتكاك شهادة مهمة
و ينفرد المركز بهذا التخصص وطنيا، لذلك فإن اليد العاملة المؤهلة في هذا المجال قليلة، وهو ما يفسر كثرة الطلب على المهنيين ميدانيا، ناهيك عن أن مستوى التكوين عال، وينتقل المتربصون مباشرة من التكوين النظري والتطبيقي إلى الممارسة المهنية، بعد سنة من الاجتهاد اليومي وتلقي دروس معمقة في الحساب الذهني و الوقاية و الأمن، و ذكرت المتحدثة، بأن التخصص يعرف إقبالا، من قبل الشباب و الكهول و من الجنسين، إذ جاء إدراجه ضمن برنامج التكوين الخاص بالمركز تماشيا مع متطلبات سوق العمل، ولا يشترط للالتحاق به سوى مستوى سنة أولى ابتدائي أو شهادة محو الأمية، بالنسبة للراغبين في التسجيل من مواطنين فوق سن 16، مع ضمان الإقامة طوال مدة التكوين في إطار النظام الداخلي.
وحسب القائمين على المركز، فإن هناك تعاملا مشترطا في مجال التكوين والتشغيل بين المؤسسة و محلات و ورشات الخياطة و التغليف، لتمهين خريجي التخصص مباشرة، ناهيك عن أن عددا معتبرا من الخرجين أصبحوا أصحاب مشاريع، بعد استفادتهم من أجهزة الدعم أو عن طريق التمويل الذاتي، خصوصا وأن ثمن التجهيزات غير مرتفع.
و ذكر، الأستاذ قريمس إبراهيم أستاذ التكوين المهني، بأن التخصص يعتبر فرصة للشباب الراغبين في الحصول على مهنة المستقبل، حيث يتم التركيز خلال  بداية التكوين على شقي الخياطة و صيانة التجهيزات، لضمان الإلمام بكل متطلبات النشاط بما في ذلك الإتقان والجودة، إذ تتماشى طريقة التدريس المعتمدة مع مستوى  استيعاب كل متربص.
جامعيات يقتحمن الميدان
وحسب المتحدث فإن المركز يحصي متربصين من مختلف الأعمار ومن الجنسين، إذ يعد تواجد العنصر النسوي ضمن صفوف التكوين نوعيا و معتبرا خصوصا ما تعلق بحاملات الشهادات الجامعية، كما يسجل للكهول كذلك حضور لافت بمن فيهم متقاعدون فضلوا اقتحام عالم التكوين المهني و تعلم الحرف لأجل إنشاء مشاريع خاصة.
و أشار المتحدث، إلى أنه دائم التواصل مع خريجي المعهد ويعرف أن غالبيتهم وجدوا ضالتهم أو فتحوا ورشات عائلية مصغرة، لم تتطلب منهم استثمارات كبيرة، خصوصا في ظل توفر صيغ الدعم، إذ يعتبر ميدان تغليف السيارات و المركبات من بين المجالات المطلوبة في السوق.
كـ. طويل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com