* قيمة المشروع تتجـاوز 100 مليار سنتيم
تعرف وتيرة أشغال تأهيل ملعب الشهيد حملاوي وملاحقه تقدما كبيرا، حيث يؤكد مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة أنها اكتملت كليا في بعض الحصص، وتقارب السبعين بالمئة في حصص أخرى، متوقعا أن يكتمل المشروع، الذي تجاوزت قيمته 100 مليار سنتيم، مع نهاية شهر أوت، استعدادا لاحتضان جزء من مقابلات بطولة أمم إفريقيا للمحليين، في وقت زود فيه الملعب ببئرين ارتوازيين لحل مشكلة نقص المياه، ونظام رقمي لتسيير بيع التذاكر والبوابات الإلكترونية وغيرها من المرافق التي تعكف أكثر من 15 مؤسسة عمومية وخاصة على إنجازها وترميمها.
روبورتاج: سامي حباطي
وتنطوي عملية تهيئة ملعب الشهيد حملاوي على قاعة المراقبة بالكاميرات، حيث أفاد مدير مكتب الدراسات ومتابعة المشروع، عمران آيت موسى، أن تجديد الملعب ينطلق من مطابقته مع المقاييس التي تفرضها الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وتشمل أشغال التهيئة توسيع قاعة الندوات الصحفية المخصصة للصحفيين، حيث اطلعنا عليها والتقينا بمجموعة من العمال يقومون بتقطيع صفائح من معدن الألمنيوم، فيما أكد مرافقنا أن القاعة ستسع عددا أكبر من الصحفيين، كما تم إنشاء قاعات جديدة لتغطية المقابلات على مستوى المدرجات.
وقد بنيت ثلاث قاعات كبيرة مخصصة للتغطية الصحفية في المدرج الرئيسي، حيث تحتوي الأولى على ثلاث قمرات للتغطية التلفزية، بينما تحتوي القاعة الأخرى على ثلاث للتغطية الإذاعية تتيح مشاهدة جميع أرجاء الملعب، في وقت هُيئت فيه القاعة التي تتوسطهما لتكون أستديو للبث المباشر، حيث فتحت فيها نافذة أوسع، فضلا عن قمرتين للمراقبة بجوار قمرات الصحفيين.
وقد زودت كل من القاعات الثلاث بدورات مياه، كما خصصت المدرجات التي تقع بمحاذاتها لصحفيي الصحافة المكتوبة، حيث تضم ستين مقعدا. من جهة أخرى، اشتملت الأشغال على إنجاز مدخل جديد خاص بالصحفيين بما يسمح لهم بالوصول إلى مدرجاتهم دون الاحتكاك بالجمهور.
أما في ملعب ألعاب القوى، فتجري عملية إعادة تهيئة المسار، حيث لاحظنا أن العمال يقومون بدهن الأرضية بمادة تشبه الزفت، ويواصلون العمل رغم الحرارة الشديدة حيث أن توقيت الحر هو الأنسب حتى تجف المادة بشكل جيد.
وتم دهن مدرجات الملعب الصغير بمادة صمغية بعد إعادة تهيئتها، حيث أوضح مرافقنا أنها تمنع تسرب مياه الأمطار والتأثيرات الأخرى، أما على مستوى الملعب الكبير، فتجري عملية وضع المقاعد.
وتضمنت عملية تجديد ملعب الشهيد حملاوي بناء قاعة رئاسية للشخصيات المهمة جدا، حيث تم فتح نوافذ واسعة منها، في حين لاحظنا أن وضع بلاطات الأرضية وتهيئة الجدران الخاصة بها جاريان، كما أنجزت قاعة أخرى للشخصيات المهمة، وتقع كلتاهما في الجهة المغطاة من مدرجات المعلب، غير بعيد عن المساحة المخصصة لوسائل الإعلام.
أما على مستوى المدرجات، فتستمر عملية وضع المقاعد، التي عرفت تقدما كبيرا، حيث تم توحيد ألوان المقاعد عبر جميع أرجاء المعلب، كما أوضح لنا مدير مكتب الدراسات أن وضعية خرسانة المدرجات كانت سيئة قبل عملية إعادة التهيئة، فيما أكد أن المقاعد المخصصة للصحفيين ستكون مريحة ومختلفة.
وقد دخلنا أرضية الملعب الرئيسي الذي تجري فيه عملية تجديد مسار ألعاب القوى، حيث ما تزال الأشغال جارية على مستواه، فيما بدا العشب غضا بحسب ما لاحظنا.
استكمال تقوية المدرجات والسقف المغطى
وذكر مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، السعيد حقاص، أنه قد شارك مؤخرا، إلى جانب ممثل مكتب الدراسات في اجتماع بتقنية التحاضر عن بعد مع رئيس اللجنة الإفريقية المعينة من طرف الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بالإضافة إلى رئيس اللجنة الوطنية، ومديري الشباب الرياضة لولايتي وهران والبليدة، حيث تم التطرق إلى موضوع الملاعب المخصصة لاحتضان مقابلات بطولة «الشان».
وأضاف حقاص أن الأشغال تسير بوتيرة مقبولة خلال الساعات الليلية والنهارية، موضحا أن المؤسسات تعمل بوتيرة المناوبتين، بينما تعمل مؤسسة واحدة بوتيرة المناوبة المستمرة، كما أكد أن الأشغال قد اكتملت في مجموعة من الحصص الخاصة بالمشروع، على غرار تغطية الملعب الرئيسي بالعشب الطبيعي واللوح الإلكتروني الكبير الذي تبلغ مساحته 84 مترا مربعا، فضلا عن الاحتفاظ باللوح القديم وربطه مع الكبير.
واكتملت عملية وضع النظام الرقمي لبيع التذاكر عن طريق شبكة الانترنيت بحسب ما أكده المسؤول، بالإضافة إلى البوابات الإلكترونية والشبابيك المخصصة للتذاكر، في حين بلغت أشغال التهيئة الخارجية على مستوى المداخل نسبة 95 بالمئة، حيث نبه محدثنا إلى أن الجزء المتبقي هو تزفيت الطرقات والمسالك الموجودة داخل الملعب، وستتم العملية بحسبه بعد استكمال باقي الأشغال.
وأشار مدير الشباب والرياضة إلى أن أشغال تقوية المدرجات والسقف المغطي لها وتدعيمها قد اكتملت أيضا على مستوى المرفق ولم يبق إلا جزء صغير لا يتعدى ثمانين مترا من الحديد، حيث أسندت العملية لمؤسسة “كوسيدار».
وشرح محدثنا أن المدرجات كانت في وضعية متدهورة جدا قبل عملية التهيئة، حيث تفسخ الحديد الذي يدعمها، في حين تمت معالجة المشاكل الخاصة بها بشكل جيد مثلما قال، مضيفا أن القائمين على القطاع في ولايات أخرى قد طلبوا الاطلاع على الطريقة التي تمت تهيئة المدرجات بها “لأنها تعتبر عملية في غاية الحساسية” كما أضاف، ليوضح أن مدرجات الملعب الخاص بألعاب القوى قد عولجت أيضا وأعيدت تهيئتها.
وضع حوالي 15 ألف مقعد
وتمكنت مديرية الشباب والرياضة من بعث أشغال حصص أخرى في الجزء الثاني من عملية تأهيل الملعب بعد إعادة التقييم، حيث ذكر المسؤول أن منها وضع قرابة 15 ألف مقعد، وستستكمل العملية في ظرف أسبوع ليتم وضع 22 ألفا و500 مقعد وهي طاقة استيعاب الملعب للجمهور، دون احتساب المقاعد المخصصة للشخصيات المهمة والصحفيين وغيرهم.
وتجري أيضا عملية إعادة الاعتبار للإنارة داخل الملعب، والإنارة الليلية، حيث أوضح حقاص أن حصة الأشغال تتضمن تغيير الأضواء الكاشفة فقط، لكنها ستعتمد على أضواء بتقنية المصابيح الثنائية الباعثة للضوء المعروفة اختصارا بتسمية “ليد”، معتبرا أنها أكثر اقتصادا في استهلاك الكهرباء وأكثر ملاءمة للعينين، فضلا عن قدرتها على التحمل. ونبه المسؤول أن الملعب سيزود بمولدين للكهرباء، حيث تجري حاليا أشغال إنجاز حواملهما والهيكلين الحاميين لهما، فيما ينتظر استيراد الأضواء الكاشفة من علامة “فيليبس” من الخارج وهي مصممة خصيصا للملاعب.
وتوشك أشغال الكتامة أيضا على الاكتمال بحسب محدثنا، حيث تتم على مستوى قاعات تغيير الملابس وقاعة الندوات الصحفية وفي سقف المنصة الرسمية، بينما أوضح أن الحصة المهمة من حيث تنوع الأشغال تتمثل في إعادة تأهيل غرف تغيير الملابس وترميمها وقاعة المحاضرات التي تم توسيعها، والقمرات التي ينبغي أن تنجز بحسب معايير الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم والمنصة الرسمية والقاعة الشرفية ودورات المياه، بالإضافة إلى الشبابيك الصغيرة لبيع السندويشات للجمهور، حيث أوضح أن تقدم الأشغال في جميع هذه المرافق يقدر بما بين ستين إلى سبعين بالمئة.
وتمت إعادة تهيئة مسار ألعاب القوى كليا في الملعب الصغير لأنه كان في حالة يرثى لها مثلما قال المسؤول، بينما أشار إلى أن وضعية مسار الملعب الرئيسي لا تتطلب إلا ترقيعا بسيطا، اقتصر على إعادة وضع المادة الصمغية.
من جهة أخرى، تتكفل مديرية التعمير لولاية قسنطينة بأشغال التهيئة خارج المعلب، على غرار إنجاز الأرصفة والحواجز، في حين ذكر مدير الشباب والرياضة أن إعادة تأهيل ملعب حملاوي يتضمن بناء ملعب صغير، حيث اكتملت الأشغال به ولم تتبق إلا عملية غرس العشب، التي من المنتظر أن تنطلق بمجرد اعتدال الطقس نسبيا وانخفاض درجة الحرارة بعض الشيء.
بئران لضمان سقي مستمر للعشب
وصرح المسؤول أن التهيئة قد اشتملت على إنجاز بئرين ارتوازيين جديدين من أجل ضمان السقي المستمر لعشب الملعب، كما تستهدف العملية ضمان توفير مياه صافية حتى لا تؤدي إلى وقوع مشاكل التكلس، مثلما يسجل مع تلك المعالجة عند استعمالها في السقي.
وأضاف نفس المصدر أن مصالحه قد عملت بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية لولاية قسنطينة والوكالة الوطنية للموارد المائية في عملية إنجاز البئرين، حيث تم التكفل بتحديد الموقع الذي يمكن الحفر فيه لاستخراج المياه، فيما أشار إلى أن مكانهما في محيط المعلب. وتابع حقاص بأن أشغال حفر البئر الأول قد اكتملت فيما تستمر في البئر الثاني وتقترب من الاكتمال، ليضيف أن المياه ستصبح متوفرة على مدار الساعة.
ونبه محدثنا أن المياه ستوجه لسقي العشب والمرشات المخصصة للاستحمام وجميع المرافق الأخرى، حيث ذكر المسؤول أن الملعب كان يواجه مشكلة كبيرة في التزود بها، ليوضح أن وضعية ملعب ألعاب القوى قد تدهورت بسبب عدم توفر المياه، خصوصا خلال فترة شهر أوت من العام الماضي، في حين ذكر أن نظام السقي على مستواه اليوم قد أنجز وتم إخضاعه للتجريب، فضلا عن إنجاز خزان مائي بسعة 100 متر مكعب، وقاعات تغيير الملابس المزودة بالتكييف، في حين ينتظر أن تخف درجة الحرارة نسبيا ليتم غرس العشب الخاص به أيضا.
وأوضح المسؤول أن العشب عنصر حساس في الملعب ويتطلب مراعاة جوانب علمية، في حين يتم التعامل مع مؤسسة المرافق العامة سيدي موسى، فضلا عن عقد اتفاقية مع مخبر عمومي متخصص من أجل متابعة صيانة العشب ومعهد وطني متخصص في الفلاحة، يقوم بمتابعة وضعيته، بالإضافة إلى مركز متخصص في التخصيب، قام بإعداد تحاليل للأرضية.
وقد أبرمت المديرية عقدا مع المؤسسة التي أنجزت العشب من أجل التكفل بالصيانة لمدة عامين، وأكد المصدر أن عملية التكفل بالعشب قد كلفت 6 ملايير سنتيم، لكنها ليست مرتفعة مقارنة بما أنجز، مثل نظام السقي الأوتوماتيكي والأرضية الرملية، التي اعتمِدت عوضا عن الأرضية الترابية، وجميع الأجزاء الخاصة بالعشب التي أعيد إنجازها، بحسب المسؤول.
الملعب لن يحتضن مقابلات محلية قبل “الشان»
وبحسب الوتيرة الحالية للأشغال ودرجة تقدمها، قال المسؤول إن عملية إعادة تهيئة الملعب قد تكتمل مع نهاية شهر أوت المقبل، بينما أكد أنه لن يحتضن أي مقابلات محلية قبل بطولة كأس أمم إفريقيا للمنتخبات المحلية، تجنبا لأي تدهور لوضعيته.
وأشار حقاص إلى أن عملية إعادة التأهيل والتهيئة تجري تحضيرا لبطولة أمم إفريقيا للمحليين، وهو يعتبر «التزاما من الدولة الجزائرية حتى تكون ملاعبنا في المستوى»، لكنه قال إن الملعب سيعود إلى احتضان مقابلات النوادي المحلية بعد بطولة “الشان» بشكل عادي.
وتجاوزت قيمة مشروع إعادة التأهيل 100 مليار سنتيم إلى غاية الوقت الحالي، حيث أوضح مدير الشباب والرياضة أن الأمر لا يتعلق بمبالغ إضافية وإنما بإعادة تقييم، فيما شرح ذلك بكون عملية إعادة التأهيل «تنطوي دائما على متطلبات تظهر خلال سير الورشات ولا يمكن أن يغطيها التقدير الأولي لقيمتها»، كما أضاف أن الملعب ما يزال يحتاج إلى مبالغ إضافية.
س.ح