الأربعاء 9 أكتوبر 2024 الموافق لـ 5 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

النصر تزور مصنع إسمنت عين التوتة في الذكرى 38 لإنشائه : عملاق يموّن المشاريع الكبرى ويشرع في التصدير

احتفت شركة عين التوتة للإسمنت بولاية باتنة بالذكرى 38 لإنشائها، بعرض مقدراتها ومراحل توفيرها لمنتجاتها من الإسمنت ومواد أخرى للبناء لوسائل الإعلام، وسمحت فرصة زيارة «النصر»، للمصنع المتواجد بمنطقة تيلاطو، من التعرف عن كثب على مجهودات وتقنيات الإنتاج، الذي بلغ مليون طن سنويا من الإسمنت، ما جعل شركة إسمنت عين التوتة التي هي أحد فروع مجمع جيكا، تُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت منذ سنة 2017 وكذا التوجه نحو التصدير، حيث حقق المصنع لوحده السنة الماضية حسب الرئيس المدير العام معمر بهلول، ما قيمته 12 مليون دولار من صادرات مادة الكلنكر.

 روبورتاج: ياسين عبوبو 

أفران ضخمة لصهر حجارة تحت درجة 1450


يتواجد مصنع الإسمنت عين التوتة، بإقليم بلدية تيلاطو على جانب الطريق الوطني رقم 28 الرابط بين باتنة وبريكة، حيث يتراءى المصنع الضخم بمداخنه من على مسافة بعيدة، لكن ببلوغنا للمصنع لم يكن الجزء الظاهر سوى قليل من كثير، حيث إن المحاجر التي تشكل مصدر جلب المواد الأولية، تترامى على مساحة تزيد عن 296 هكتارا خلف المصنع، الذي ما إن بلغناه حتى أحطنا بإجراءات أمنية تعكس الحيطة والحذر، على هذه المنشأة الاقتصادية الهامة، التي تشكل أحد أبرز معالم النشاط الصناعي بولاية باتنة.
ومن بين أبرز أجزاء المصنع التي تجذب الانتباه، الأفران الضخمة التي تصهر الحجارة التي يؤتى بها من المحاجر تحت 1450 درجة مئوية، وذلك وفق الشروحات التي قدمها خلال زيارتنا للمصنع سليم حناش، وهو مساعد الرئيس المدير العام المكلف بجودة المنتوج، وقد أوضح المسؤول الذي رافقنا كدليل طيلة الجولة الميدانية داخل مصنع الإسمنت، بأن درجة الانصهار في الأفران تمكن من تحصيل مادة مسحوق الكلنكر الذي يشكل 70 بالمائة من مادة الإسمنت، مشيرا إلى أن 30 بالمائة المتبقية عبارة عن طين وحديد.
وكانت جولتنا الميدانية، قد انطلقت من قاعة لتقديم شروحات نظرية عامة قبل التنقل الميداني، حيث ارتأى الرئيس المدير العام لشركة إسمنت عين التوتة معمر بهلول، أن يرحب بالضيوف الإعلاميين، مستهلا تدخله بمقولة أحد الخبراء الاقتصاديين على أن معنى التنمية يكمن في تشييد العمارة وما يتبعها من حركية اقتصادية، الأمر الذي جعله يؤكد على أهمية إنتاج الإسمنت في سيرورة مختلف المشاريع التنموية في مختلف القطاعات، وأكد ذات المسؤول، فخره لانتمائه لمؤسسة إسمنت عين التوتة، وهو الذي التحق بها عشية بداية دخولها مرحلة الإنتاج سنة 1986 كإطار وقال بأن الذكرى 38 لإنشاء المصنع تحمل دلالات على القوة الاقتصادية والاستمرارية لهذه المؤسسة في البناء والتشييد. وبعد اللقاء النظري، تنقلنا على متن حافلة نحو المحاجر التي تقع خلف وحدة الإنتاج وتتربع على مساحة تقارب 300 هكتار، حيث أوضح في هذا الصدد مدير المصنع بأن فترة استغلال المحاجر تقدر بنحو قرن و20 سنة، مشيرا لتوفر المواد الأولية، وبموقع جلب الحجارة وقفنا على حركية لآليات ضخمة مختصة في عمليات كسر ونقل الحجارة، التي يتم في مرحلة أولى حسب مساعد المدير سليم حناش المكلف بجودة الإنتاج، نقلها نحو وحدة التحطيم للحصول على المادة الكلسية، وتليها مرحلة الخلط داخل آلة التحطيم وأوضح ذات المسؤول التقني، بأن طاقة آلة الخلط الضخمة تقدر بـ 1200 طن في الساعة.

نشاط لا يتوقف وضبط الإنتاج أوتوماتيكيا من غرفة تحكم

بعد مرحلة خلط المادة الكلسية والطين، يتم نقل الخليط إلى مخازن في وحدتين أساسيتين طاقة كل واحدة منهما 35 ألف طن وقد أكد مرافقنا مساعد المدير بأن المخازن تظل تتوفر على خليط المادة الأولية لضمان الإنتاج طيلة 24 ساعة وتحدث ذات المسؤول المختص في جودة إنتاج الإسمنت عن إضافات تتيح خاصية التجفيف السريع لمادة الإسمنت عند استعمالها، مؤكدا أن إسمنت عين التوتة فرض جودته ما جعل متعاملين محليين وأجانب يطلبونه، بينهم متعامل ياباني فضل إسمنت عين التوتة لإنجاز الفاصل الإسمنتي عبر الطريق السيار في جزئه بين قسنطينة وعنابة.


وأضاف ذات المسؤول التقني، بأن خاصية جودة الإسمنت السريع جعلت المتعامل الياباني يقطع مسافة 300 كلم للحصول على إسمنت عين التوتة لصلابته، وقوة تحمل الكسر التي قال بأنها تزيد عن 20 ميغا بكسل، وفي ذات السياق أكد سليم حناش، بأن معيار المنتوج يكمن في عاملين هما الجودة والسعر، مؤكدا أن إسمنت عين التوتة وبعد مرور 38 سنة من الإنتاج ظل محافظا على جودته، وساهم ضمن مجموعة مصانع جيكا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت، وتوجه للتصدير خاصة تصدير مادة الكلنكر.
وأكد المكلف بالجودة وهو يشرح مراحل إنتاج الإسمنت، بأن ولوج السوق العالمية ليس أمرا هينا بالنظر لتواجد مؤسسات عالمية هي ديناصورات في مجال الاستحواذ على السوق، ومع ذلك أكد بأن مجمع جيكا، ومن خلاله مصنع إسمنت عين التوتة استطاع في السنوات الأخيرة، المنافسة والتوجه نحو الأسواق الإفريقية، ومزاحمة منافسين من مصر وتركيا لفرض منتوجه بفضل الجودة والسعر، مشيرا لتوفير مصنع إسمنت عين التوتة عدة أنواع من الإسمنت، التي يرتبط كل نوع منها بدرجة قوة الصلابة والهياكل الموجة لإنجازها.
وبعد المرور الميداني عبر وحدات إنتاج الإسمنت، بلغنا المرحلة النهائية وهي غرفة التحكم الأتوماتيكي عن بعد، وهي الغرفة التي أوضح بشأنها مساعد المدير المكلف بالجودة، بأن كافة المراحل يتم التحكم فيها انطلاقا منها منذ بداية الإنتاج إلى غاية آخر مرحلة منه، وذلك بمجرد الضغط على زر يحدد كميات ومعايير كل مادة من خليط إنتاج الإسمنت من كلس وطين وحديد، وذلك وفق تقارير التحاليل المخبرية التي أوضح بشأنها ذات المسؤول بأنها تجرى كل ساعة، وعلى ضوئها تحدد معايير كل مادة تدخل في إنتاج الإسمنت، مشيرا للحاجة إلى إضافة الرمل أحيانا إذا لم يتوفر في الطين من أجل التجفيف والحصول على مسحوق قبل توجيهها للأفران تحت 1450 درجة مئوية. وتنتج آليات الخلط بعد بلوغ المرحلة النهائية للحصول على الإسمنت 4 آلاف طن خلال 24 ساعة ويتم تحويلها نحو 5 مخازن طاقة كل مخزن 8 آلاف طن، بما مجموعه 40 ألف طن.

الرئيس المدير العام لشركة إسمنت عين التوتة معمر بهلول للنصر
قمنا بتصدير 260 ألف طن من مادة الكلنكر بقيمة 12 مليون دولار

كشف الرئيس المدير العام لشركة إسمنت عين التوتة، معمر بهلول، عن تصدير كميات كبيرة من الكلنكر التي تشكل 70 بالمائة من مادة الإسمنت نحو عدة دول أوروبية وإفريقية، وبلغت القيمة المالية لتصدير هذه المادة السنة الماضية حسب ذات المسؤول 12 مليون دولار، كاشفا عن بلوغ طاقة إنتاج المصنع من الإسمنت 1 مليون طن بالإضافة إلى 600 ألف قنطار طن من الحصى والإسمنت، مؤكدا الاشتغال على الحصول على شهادات توسيع دائرة تصدير مادة الإسمنت نحو الخارج. وكشف محدثنا خلال الجولة الميدانية للتعرف على مراحل الإنتاج، عن تشغيل المصنع لحوالي 1000 عامل موزعين بين مناصب دائمة ومناصب المناولة التي تتعلق بالصيانة وأشغال أخرى وذلك مع مؤسسات تابعة لمجمع جيكا وأكد المسؤول تغطية وحدة الإنتاج عين التوتة لحاجيات عديد الولايات الشرقية وأغلب ولايات الجنوب الشرقي من بسكرة إلى غاية إليزي وجانت والدبداب وفي ذات السياق أكد المساهمة في عديد المشاريع التنموية الكبرى منها تموين الحواجز الإسمنتية للطريق السيار، فضلا عن مشاريع الهياكل والمرافق العامة، والبناءات الخاصة. وحفاظا على البيئة، أكد الرئيس المدير العام لشركة إسمنت عين التوتة اقتناء مصافي وتجهيزات حديثة بقيمة 200 مليار سنتيم، خصيصا لمنع التلوث وتخفيض درجاته، وعلى صعيد آخر أكد الحصول على شهادة المطابقة المتعلقة بالصحة والسلامة في العمل معتبرا حماية العمال من الأولويات التي تحرص عليها الإدارة.

مديرة الاتصال بمجمع جيكا حياة لازري لـ «النصر»
نتطلع للحصول على شهادات مطابقة لتوسيع التصدير

أكدت مديرة الاتصال بمجمع جيكا حياة لازري، بأن مصنع عين التوتة يعد من أهم فروع المجمع في إنتاج الإسمنت والحصى والرمل على مستوى الشرق والجنوب الشرقي للوطن، كما أكدت أهمية الاحتفال بإحياء الذكرى 38 هذه السنة منذ دخول مصنع عين التوتة حيز الاستغلال، وقالت بأن المناسبة مدعاة للفخر لما للشركة من مساهمات كبيرة وفعالة في تحقيق مشاريع تنموية كبرى يفتخر بها مجمع جيكا، وأكدت مديرة الاتصال بالمجمع الحرص على تعزيز الاتصال والتواصل بالإعلام باعتباره شريكا في نجاح المؤسسة الاقتصادية.
وأشارت مديرة الاتصال، في حديث للنصر بمناسبة احتفالية الذكرى 38 لإنشاء مصنع عين التوتة للإسمنت، إلى مساهمة المصنع بمليون طن سنويا من الإسمنت تضاف لإجمالي 19 مليون طن لما تنتجه مصانع مجمع جيكا المقدر عددها بـ 13 وحدة إنتاج وقالت بأن المجمع بفضل مصانعه نجح في رفع تحدي تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت سنة 2017، تجسيدا لتوجيهات السلطات العمومية للبلاد الرامية لتنويع الصادرات خارج المحروقات.
وأشارت مديرة الاتصال، لدخول مرحلة التصدير منذ شهر ماي 2018 باقتحام أسواق إفريقية ثم أسواق بأمريكا اللاتينية، وتلتها أسواق أوروبية، وأكدت بأن المجمع يشتغل على تحصيل شهادات المطابقة للمعايير الأوروبية، لاقتحام أكثر لأسواقها في ظل المنافسة وتواجد متعاملين في هذا المجال، مشيرة لتصدير أغلبية من مادة الكلنكر على أن يتم توسيع دائرة التصدير بعد تحصيل شهادات مطابقة دولية.
وفي سياق متصل تطرقت حياة لازري، إلى تحصيل شهادة المطابقة للمعهد الأمريكي للبترول بخصوص الإسمنت البترولي الذي تنتجه وحدة عين الكبيرة بولاية سطيف وقالت بأن هذا النوع من الإسمنت كانت الجزائر في السابق تستورده، وفيما تعلق بعائدات التصدير فكشفت مديرة الاتصال بمجمع جيكا عن تصدير 6 ملايين طن السنة الماضية بقيمة عائدات مالية بلغت 24 مليار دينار جزائري.

ي.ع

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com