الاثنين 1 جويلية 2024 الموافق لـ 24 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

وحدات للتحويل تُخلص المنتجين من هاجس التسويق: توقـــــع إنتـــــاج 400 ألـــف قنطار مـــن المشمش بباتنــــة


تتوقع مديرية الفلاحة لولاية باتنة هذا الموسم، ارتفاع إنتاج محصول المشمش وتحقيق حوالي 400 ألف قنطار، وسجلت ذات المصالح احتواء عديد الوحدات الصناعية التحويلية للمنتوج، فضلا عن تسويق كميات نحو عديد الولايات من طرف تجار يتوافدون على بساتين المشمش لاقتناء المحصول، في وقت يظل يُطرح فيه منتجون عائق شح الموارد المائية لتوسيع المساحات الخاصة بشعبة فاكهة المشمش.

ارتفاع المردود إلى 114 قنطارا في الهكتار
سجلت مصالح الفلاحة لولاية باتنة، تزامنا وانطلاق حملة جني المشمش بالجهة الغربية من الولاية، بلوغ مردود الإنتاج 114 قنطارا في الهكتار، عبر عديد المحيطات منها منطقة أولاد سي سليمان، التي أصبحت قطبا بارزا في هذه الشعبة، بحيث تتربع دائرة أولاد سي سليمان لوحدها على مساحة لإنتاج المشمش تقدر بـ 1338 هكتارا، منها 1300 منتجة، فيما تقدر المساحة الإجمالية لأشجار المشمش بولاية باتنة بـ 3598 هكتارا وتمثل مساحة المشمش ما نسبته 17 بالمائة من الأشجار المثمرة.
وأشرفت السلطات العمومية لولاية باتنة، قبل أسبوع على انطلاق جني المشمش الذي يعتبر حدثا هاما ينتظره الفلاحون وسكان المناطق التي تُعرف بإنتاج المشمش، بالنظر لأهميته الاقتصادية في الإنتاج والتسويق، وما يتبعه من تحقيق سلسلة اقتصادية في توفير مناصب شغل للعائلات، سواء من خلال حملات الجني أو العمل بوحدات صناعية تحويلية، على غرار المتواجدة بنقاوس ومنعة وأولاد سي سليمان لإنتاج مصبرات وعصائر، كما أن بعض العائلات تتخذ من موسم إنتاج المشمش، مناسبة لتسويق منتجات منزلية من مشتقات المشمش، ويعول أصحاب مستثمرات على رفع قدرات الإنتاج من هذه الفاكهة.

وتميّز حلول موسم جني المشمش الذي انطلق بالجهة الغربية، بتوافد للتجار الذين يأتون من عديد ولايات الوطن حيث تصطف وتركن شاحنات على طول الطرق المحاذية لبساتين المشمش، خصوصا من الولايات الشمالية والجنوبية، ناهيك عن توافد شاحنات الوحدات الصناعية التحويلية التي تنتظر بدورها موسم نضج هذه الفاكهة بولاية باتنة، لأخذ نصيبها هي الأخرى من المنتوج الذي ظل تسويقه لسنوات مضت، هاجسا بالنسبة للمنتجين، بالنظر لخاصية المشمش في الكساد السريع بعد قطفه، وهو ما يشكل مخاوف للفلاحين من عدم تسويقه أو عرضه بأسعار منخفضة.
ريادة في إنـتاج المشمش رغم تقلص مساحته
تحتل ولاية باتنة الريادة وطنيا في إنتاج المشمش، على الرغم من تقلص مساحته والتي مردها بالدرجة الأولى شح المورد المائي حسب الفلاحين، وتشير إحصائيات مصالح الفلاحة لولاية باتنة على مدار ثلاث سنوات الأخيرة إلى تقارب في استقرار الإنتاج ببلوغ نحو نصف مليون قنطار كل موسم، وهو حال هذا الموسم من سنة 2024 حيث قدرت التوقعات بـ 394805 قنطارا من مساحة إجمالية تقدر بـ 3598 هكتارا منها 3475 منتجةـ وتُمثل مساحة أشجار المشمش ما نسبته 17 بالمائة من الأشجار المثمرة بولاية باتنة، وتأتي في المرتبة الثالثة ضمن الأشجار المثمرة بعد كل من الزيتون والتفاح.
وبحسب إحصائيات المصالح الفلاحية، فقد تراجعت مساحة المشمش مقارنة بالمواسم الماضية حيث بلغت في موسم 2020/2021 ما مقداره 4156 هكتارا وقبله بموسم كانت 4224 هكتارا، لتصل إلى ما دون 4 آلاف هكتار هذا الموسم، وتُرجع المصالح الفلاحية المحافظة على كمية الإنتاج للظروف المناخية، ونجاح بعض المستثمرات ناهيك عن اتباع منتجين لتقنيات حديثة في الري، بالإضافة لبروز أقطاب جديدة بالمناطق الجبلية.
وساهم التسويق الواسع لمنتج المشمش بولاية باتنة في السنوات الأخيرة، في تجاوز منتجين لهاجس التسويق الذي كان يدفع بهم خلال فترات مضت إلى رمي المحصول في الوديان مبررين ذلك بالصعوبات التي يصطدمون بها، كما ساهم توفر الطلب في ضبط سعر المشمش الذي يتراوح إنتاجه الأولي بين 100 دج و150 دج، كما يتباين سعره حسب النوعية، حيث يعد النوع الروزي المهجن الذي ينمو بالمناطق الجبلية الجنوبية أحسن الأصناف، وهو موجه للاستهلاك المباشر وليس للتحويل وينضج نهاية شهر أوت.
وتشير أرقام المصالح الفلاحية، إلى التراجع الملحوظ في مساحة أشجار المشمش ومردّ ذلك التغيرات المناخية وشح الموارد المائية الجوفية، وعدم اتباع فلاحين للطرق التقنية الحديثة في السقي، وفي ذات السياق يظهر جليا توجه فلاحين بينهم منتجو المشمش نحو غرس الزيتون، وتعويض أشجار المشمش التي مسها الجفاف، وذلك نظرا للنجاعة الاقتصادية للزيتون، فضلا عن عدم تطلّبه لكميات كبيرة وعدم الكساد.
تـدشين وحدة تحـويلية لامتصاص الإنتــاج
أشرفت السلطات العمومية لولاية باتنة، تزامنا وانطلاق حملة جني المشمش لهذا الموسم، على تدشين وحدة صناعية تحويلية جديدة بمنطقة أولاد سي سليمان، ويتمثل نشاط الوحدة الجديدة في تحويل الخضر والفواكه الموسمية كالمشمش والتفاح والخوخ والبرتقال والطماطم الصناعية والفلفل الأحمر، بالإضافة للعصائر بمختلف النكهات، وكذا التصبير والتعليب كمربى الفواكه ومعجون الطماطم المركزة والهريسة الحارة.

وتضم الوحدة الجديدة للمصبرات خط تحويل بقدرة إنتاجية تبلغ 5 أطنان في الساعة، ويشتغل على الخط 20 عاملا بنظام 8 ساعات و60 عاملا بنظام 24 ساعة، كما تضم الوحدة خط إنتاج عصير بقدرة تفوق 300 علبة ذات سعة 4200 غرام في الساعة، ويشرف على العملية 15 عاملا بنظام 8 ساعات و45 بنظام 24 ساعة. وتضم الوحدة الجديدة خطا للتصبير والتعليب بقدرة إنتاجية تقدر بـ 5600 علبة ذات سعة 400 غرام و800 غرام في الساعة فيما اليد العاملة التي تشتغل على خط التصبير والتعليب تقدر بـ 22 عاملا بنظام 8 ساعات و66 بنظام 24 ساعة.
وإلى جانب الوحدة التحويلية الجديدة التي دخلت حيز الخدمة بمنطقة أولاد سي سليمان، تتواجد وحدات أخرى لطالما ساهمت في امتصاص فائض إنتاج المشمش، وكذا توفير اليد العاملة على غرار وحدة نقاوس للمصبرات والعصائر وفرع وحدتها بمنطقة منعة، غير أن سلسلة التحويل لا تزال تنقصها عملية التجفيف وذلك بإقرار فلاحين منتجين وصناعيين، حيث يبرز جليا غياب المشمش المجفف المحلي خلال فترة التحضير لشهر رمضان ويسوق المستورد بأسعار مرتفعة.
اللوزي والكانينو والبافيو للتحويل والروزي للاستهلاك المباشر
تتوزع عبر المساحة المخصصة لأشجار المشمش بولاية باتنة، عديد الأصناف أبرزها أربعة تتمثل حسب مصالح الفلاحة في اللوزي الذي ينتشر على مساحة 90 بالمائة والكانينو عبر 6 بالمائة، والبافيو على مساحة 3 بالمائة وهي الأصناف الثلاثة التي توجه للاستهلاك المباشر كما توجه عادة نحو الوحدات التحويلية، فيما يمثل النوع الرابع ما نسبته 1 بالمائة من مساحة المشمش وهو الصنف الروزي الذي يعد الألذ والأجود ويوجه للاستهلاك المباشر.
ولقد برزت في السنوات الأخيرة عدة محيطات في إنتاج المشمش، منها أولاد سي سليمان التي تتربع على أكبر مساحة لأشجار المشمش تقدر بأزيد عن 1300 هكتار، وتأتي بعدها دائرة نقاوس بأزيد عن 1083 هكتارا وعين التوتة بـ 610 هكتارات فأريس بـ 164 هكتارا ثم تكوت بـ 133 هكتارا ودائرة رأس العيون بـ 285 هكتارا، وقد تراجع غرس أشجار المشمش بمناطق جنوبية، منها بريكة وسقانة والجزار، بفعل الجفاف والتغيرات المناخية وتوجه الفلاحين لغرس أشجار الزيتون، التي لا تتطلب كميات كبيرة من مياه السقي مقارنة بأشجار المشمش.
ويُرجع منتجون ارتفاع أسعار المشمش في الأسواق، إلى نشاط الوسطاء، خاصة بعد أن بلغ أحيانا سعر الكيلوغرام 250 دج، فيما يؤكد منتجون أن سعر بيعها انطلاقا من البساتين يتراوح بين 80 و100 دج. وبالنسبة لنوع روزي الذي يتميز عن باقي الأصناف بمذاقه اللذيذ وشكله ولونه الأصفر الممزوج بالوردي والأحمر، فهو نوع مهجن ينمو وينضج بمرتفعات منعة وما جاورها من مناطق جبلية ويكون جاهزا للاستهلاك نهاية شهر جوان، ومن ميزاته أنه مقاوم للكساد عكس أنواع أخرى، ويذكر أن تهجينه كان من طرف قس فرنسي يدعى روبي بوا الذي عاش في منعة خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.

ويعول فلاحون عبر عدة محيطات على توسيع غرس المشمش وتوفير المورد المائي من المسطحات المائية بدل المياه الجوفية التي راحت تنضب، منها عدة ينابيع بمنطقة نقاوس وسفيان مثل منبع رأس العين، الذي تراجع منسوبه ناهيك عن جفاف ينابيع أخرى كانت تشكل مصدرا لسقي بساتين المشمس ومختلف الأشجار المثمرة، ومن أهم المسطحات أو السدود التي يعول عليها الفلاحون سد تاقوست ببوزينة الذي انتهت أشغاله ويتطلع الفلاحون لتوزيع المياه التي تم حشدها بعد توفير الكهرباء، لإحياء بساتين وبعث النشاط الفلاحي فيما لا يزال يطالب مزارعون بمنطقة أولاد سي سليمان بإنجاز سد تابقارت لإنهاء معاناتهم في البحث عن المورد المائي.
يـاسين عـبوبو

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com